تشهد الولايات المتحدة واحدة من أكبر الاضطرابات داخل الحرم الجامعي، تدخلت على إثرها الشرطة بقوة لقمع التظاهرات والاعتصامات لمطالبة بسحب استثمارات الجامعات من الشركات والمنظمات المرتبطة بإسرائيل، لكن هذه الحالة الطلابية تعد امتدادا للحراك التاريخي المؤيد لفلسطين بالجامعات الأميركية.
احتجاجات الطلاب المؤيدة لفلسطين وقمعها كانت موضوعا للنقاش منذ مدة طويلة حول حدود انتقاد إسرائيل في الجامعات، وتعريف معاداة السامية، ومن يُسمح له ومن لا يُسمح له بممارسة حرية التعبير بشكل كامل حَشد.
الجذور المبكرة للنشاط الطلابي الأمريكي من أجل فلسطين
يعود النشاط الطلابي الأمريكي من أجل فلسطين إلى ما قبل النكبة بعقود من الزمن، حيث قام طلاب الطب والأطباء العرب في الولايات المتحدة بتشكيل “الجمعية الفلسطينية المناهضة للصهيونية” وقد عرفت فيما بعد “باسم الرابطة الوطنية الفلسطينية ومن ثم الرابطة الوطنية العربية” في وقت مبكر من عام 1917 واحتج أفرادها على وعد بلفور.
وتزايد العمل الجماعي على نطاق أوسع مع هجرة المزيد من الفلسطينيين إلى الولايات المتحدة خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين، حيث تسببت عوامل مثل الحكم البريطاني الاستعماري وتزايد الهجرة الصهيونية في جعل حياتهم لا تطاق.
حرب فيتنام
ونما النشاط الطلابي من أجل فلسطين مع الحركة الطلابية ضد حرب فيتنام، من بين نضالات أخرى، حتى أن صور الاعتقالات التي جرت الأسبوع الماضي في كولومبيا كانت جنباً إلى جنب مع تلك التي حدثت في عام 1968، عندما اقتحم نحو 1000 ضابط شرطة، بعضهم يمتطي الخيول ويحملون عصي النوم، حرم جامعة كولومبيا لاعتقال الطلاب الذين كانوا يحتجون على الحرب والسياسة الخارجية الأميركية.
ما بعد حرب 1967
جلبت حرب عام 1967 بين إسرائيل وجيرانها موجة جديدة من الفلسطينيين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى ديارهم، وهم طلاب كانوا واعين سياسيا ويريدون الحفاظ على هويتهم الفلسطينية.
وشهدت العقود القليلة التالية تشكيل مجموعات مختلفة مؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك منظمة الطلاب العرب، ورابطة خريجي الجامعات العربية الأمريكية التي أنشأها الباحث الأمريكي الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد، والاتحاد العام للطلاب الفلسطينيين.