تغيرت ثقافة المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة فيما يخص التعليم الجامعى واصبحت هناك نظرة مختلفة لنوعية التعليم الذى يختارونه لابنائهم ويشجعونهم لاختياره فبعد سنوات طويلة من التمسك بمفهوم كليات القمة ومن لم يدخلها يشعر بالضياع وتتساوى بعدها كل الكليات فى نظرهم ويعتبرونها كليات القاع فالنظرة كانت للقب بغض النظرعن مصيره بعد التخرج سيجد فرصة عمل أم لا..لكن مع التطوروالاطلاع على تجارب العالم التعليمية وخاصة فى الدول التى يحظى تعليمها بقدر كبير من التطور والقدرة على مواكبة السوق واحتياجات المجتمع ..اصبح مواكبة التغيير ضرورة واصبح البحث عن التخصص المطلوب فى السوق هو الاولوية ،وشرعت الدولة فى التغيير والتحديث لأنظمة التعليم المصرى بإدخال أنواع وتخصصات جديدة تستهدف حل المعادلة الصعبة وهى تعليم حقيقى وفرصة العمل الجاهزة التى تنتظر الخريج المؤهل لها
وكان على رأسها التعليم التكنولوجى او الجامعات التكنولوجية التى اصبحت جزء من رؤية الدولة 2030 وافتتحت 10 جامعات تكنولوجية لتقديم تجربة تعليمية مختلفة من خلال تدريب الطلاب عمليًا وتطبيقيًا؛ ليكونوا قادرين على المنافسة في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي وعقدت هذه الجامعات بروتوكولات تعاون مع مؤسسات تعليمية وصناعية؛ لتدريب الطلاب عمليًا ، حيث يتم التدريب العملي بالمصانع والشركات بالمجتمع المحلي المُحيط بهذه الجامعات،
لكن هذا الأسبوع كنت فى زيارة لجامعة تكنولوجية جديدة افتتحت هذا العام وهى جامعة السويدى للتكنولوجيا والتى تطبق نظام “البوليتكنك” بالتعاون مع جامعة أميتي الهندية بدبي، والذي يعد من النماذج التعليمية المرتبطة بسوق العمل واحتياجاته، وذلك لاعتماده بشكل كبيرعلى الجانب العملي الذى يستحوذ على 60% من المقررات الدراسية. وما لاحظته فى الجولة داخل الجامعة انها مصممة وكانها مصنع او شركة وليس مجرد قاعات ومدرجات لتهيئة الطلاب طول الوقت انهم فى حضن الصنااعة وليتواكب تفكيرهم النظرى مع التطبيقى
وكما شرح د.أيمن بهاء رئيس جامعة السويدي أن نموذج “البوليتكنيك” من أكثر النماذج المستجيبة لتطورات الصناعة، فهو يركز على الابتكار وتطبيق استراتيجيات التعليم في حل المشكلات الفعلية في سوق العمل بما يمكن الخريج من الحصول على خبرة عملية ومن خلال مشاركتهم في البحوث التطبيقية، يكتسب طلاب البوليتكنيك القدر الكاف من المرونة مع القدرة على مواكبة تحديات الصناعة الحديثة
سالت حنان الريحانى الرئيس التنفيذى لشركة السويدي للتكنولوجيا ماهوالفرق بينكم كجامعة تكنولوجية وبين الجامعات التكنولوجية الأخرى بمعنى اخر ماهو الجديد الذى تقدمه هذه الجامعة وتختلف به عن الاخرين قالت بكل بساطة هو أننا جامعة خارجة من قلب الصناعة وليس العكس فالطالب مش بس هيتعلم فى مصانعنا وويتدرب ويضمن فرصة شغل لا بل ايضا هيكون مؤهل لدرجة ان الفرص ههى التى ستسعى اليه .
واضافت مثلا الدراسة في الجامعة ستساهم بشكل كبير في بزوغ وظيفة “تكنولوجيا الهندسة” والتي تختلف في طبيعتها ومهاراتها عن وظيفة المهندس والتكونولوجي، وذلك لعدة أسباب أهمها أن “تكنولوجي الهندسى” يطبق المعرفة ويأتي بالحلول للمشكلات التقنية، عبر دراسة مقررات “تكنولوجيا الهندسة” التي تجمع بين مبادىء الهندسة والتكنولوجيا لتقديم الحلول المبتكرة، معتمدة على مجموعة واسعة من البرامج التدريبية المتخصصة في معظم المجالات، على أن يحصل الدارس في نهاية سنوات الدراسة الأربعة على بكالوريوس تكنولوجيا الهندسة المعتمد (B.Tech).