عندما أغارت إسرائيل على مصرفى الخامس من يونيه عام67 لم يكن بالمدينة القريبة من القاهره صفارة إنذارللإعلان عن تعرض البلاد لغاره، على الرغم من أن الأحداث وقتها كانت تشير إلى حرب قريبه، وخصوصا بعد إعلان الرئيس جمال عبدالناصر إغلاق خليج العقبة قبل أيام قليله، وهو ما اعتبرته إسرائيل إعلان حرب عليها. وكان يتم الإعلان عن غاره بإطلاق صفارة محلج القطن الكبير- الذى بناه من زمن خواجه يونانى، عرف قيمة القطن المصرى الذى كانت له شهرة ومكانة فى أسواق العالم وقبل أن يخرب الفساد المحالج وتباع أراضيها الشاسعة بالملاليم كحال المئات من المشاريع القومية
كانت الحرب الخاطفة قد انتهت فى الساعات الأولى من يوم الإثنين الخامس من يونيه بعد أن أغارت الطائرات الإسرائيلية على كل المطارات المصرية وحطمت الطائرات وهى رابضة على الأرض، واحتل جيشها سيناء فى الساعات التالية بعد قرار الإنسحاب المشئوم فى اليوم الثانى لتلك الغاره. وفوجىء أهالى تلك المدينة صباح يوم الجمعة التاسع من يونيه بصوت صفارة إنذار حقيقية لأول مره. وحين استطلعوا الأمر وجدوا أن قيادات الإتحاد الإشتراكى بمدينتهم يقومون بتجربة صفارة إنذار كانوا قد انتهوا توا من تركيبها فوق مبناهم بعد أن كانت الحرب قد انتهت قبل أربعة أيام.
كان بالحاره.. أى حارة مصرية الست أم شعبان التى ترى فيها سيدات الحارة الطيبات أنها وكالة الأنباء التى تعلمهم بما يجرى من أحداث. وحين أغارت الطائرات الإسرائيلية على مطاراتنا فى ذلك الصباح، إنطلقت صفارة المحلج لتعلن عن الغاره. وهرعت السيدات الطيبات إلى وكالة أنبائهم.. الست أم شعبان يستفسرون منها عن تلك الصفاره
ويومها كتبت بسخرية مره ” بيان أم شعبان “:
وف يوم نسوان الحاره
سمعوا الصفاره بتضرب
قالوا دى صفارة غاره
لأ صفارة إنذار..
وكالة أنباء الحاره
الست أم شعبان
أدلت ببيانها التالى:
دى مش صفارة غاره
أو صفارة إنذار
دا دى صفارة المحلج
بينادى بيها ع الأنفار
لكن.. لكن ياخساره
بعد الوريه ما خلصت
والقطن طلع م المحلج
إسود زى القطران
—————–
وحين توفى الرئيس جمال عبدالناصروأعلنت الإذاعة أن مراسم دفنه ستتم بعد نحو ثلاثة أيام من الوفاه، هرعت السيدات إلى وكالة أنبائهم الست أم شعبان يسألونها كيف سيتركون جثمان الرئيس هذه المدة دون أن يفسد، فلم يكونوا على علم بما يتم فى تلك الحالة من حفظ فى الثلاجة المخصصة لذلك الغرض، ولم تكن هى أيضا تعلم شيئا عن تلك الثلاجه، إذ كانت معلوماتها لا تزيدعن معلوماتهن وسرعان ما تذكرت كيف تحفظ اللحم اليسير حين يأتى به زوجها “أبو خليل”، فأسرعت تقول بكل ثقه:
” ح يشوحوه “