كشف الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس بكلية التربية جامعة عين شمس ، عن بعض المحاذير المتصلة بمقترحات تطوير مدارس STEM، والتي تعد أحد أنماط التعليم المميزة في المرحلة الثانوية، وتعنى مدارس المتفوقين في العلوم التكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وبالتالي تركز على علوم المستقبل.
«تربوي» يكشف عن محاذير تنفيذ مقترحات تطوير مدارس STEM
وشدد في تصريحات لصدى البلد جامعات، أنه في ضوء التوصيات التى اتخذها المؤتمر لابد من مراعاة المحاذير التالية:
- على الرغم من أن التوجه نحو اقامة مدرسة ستيم فى كل محافظة شيء مطلوب وضروري إلا أن تحقيق ذلك يتطلب الوضع في الإعتبار ما يلي :
- التكاليف الباهظة التى يحتاج إليها بناء تلك المدارس وتجهيزها ، وتوفير المعلمين والقيادات المتخصصة بها.
- لماذا لا يتم تطوير المدارس القائمة بالفعل بدلا من إقامة مدارس جديدة في الوقت الحالي.
- إن مدارس ستيم تتطلب عدد قليل من المتفوقين في العلوم والرياضيات واللغة الاجنبية ، كما أن الكثير من الطلاب المتفوقين يفضلون الالتحاق بشعبتى العلوم والرياضيات بالثانوي العام ومدارس المتفوقين و يتجنبون الالتحاق بمدارس ستيم ليس لبعدها المكانى ولكن لصعوبة الدراسة بها، فضلا عن قيود التحاقهم بالكليات المتميزة مقارنة بطلاب الثانوي العام.
- هل سيقضي التوسع في مدارس ستيم – من حيث الكم- على جودة التعليم بها؟
- هل يتوافر عدد كاف من معلمي stem لمد تلك المدارس المزمع انشائها بهم خاصة ان اعدادهم يكون متخصصا ومكلفا أكثر ؟
- من ناحية أخرى توجد اشكاليات تتعلق بالغاء الإقامة الداخلية بمدارس ستيم وتطبيق نظام اليوم الممتد، تتضمن تلك الاشكاليات :
- هل من المنطقي إلغاء إقامة الطلاب بدعوى ارتفاع تكلفة إقامتهم وفي نفس الوقت التوجه نحو انشاء مدرسة بكل محافظة وهي تتطلب تكاليف مضاعفة؟
- إلغاء الإقامة الداخلية يتعارض مع الطبيعة المميزة لمدارس ستيم وهي استمرار التقاء الطلاب ببعضهم البعض والعمل معا.
- توفر تلك المدارس للطلاب بنية تكنولوجية ومعلوماتية يمكنهم استخدامها في أى وقت من اليوم أثناء إقامتهم بينما لا تتوافر مثل تلك التجهيزات في منازل الطلاب، مما يقلل من قدرتهم البحثية
- نظام الإقامة الداخلي هو الحل السحرى حاليا لارجاء فكرة انشاء مدارس جديدة من خلال انها تستوعب الطلاب من المحافظات المختلفة وتوفر لهم الإقامة
- لا توجد ضمانة مع تحويل مدارس ستيم إلى نظام اليوم الممتد لالتزام الطلاب بالمواظبة والحضور وبالتالي من المحتمل ارتفاع معدلات غيابهم
- تحويل مدارس ستيم إلى نظام اليوم الممتد يحرم الطالب من اكتساب الخصائص الشخصية المهمة التى من المفترض أن يكتسبها مثل التعاون وتحمل المسؤلية والمسؤولية الجماعية.
- لا توجد أى ضمانة لتطبيق نظام اليوم الممتد يشكل حقيقي
وأشار إلى أنه توجد صعوبة لتطبيق نظام المشروعات البحثية المطبق على مدارس ستيم في مدارس التعليم العام في ضوء افتقاد الطلاب والمعلمين المهارات اللازمة لإعداد تلك المشروعات وعدم تدربهم عليها؛ فضلا عن ان طبيعة المناهج والمقررات الدراسية في التعليم العام تختلف تماما عن طبيعة الدراسة في مدارس ستيم والتى تقوم على تكامل المناهج والمعرفة في تناول القضايا القومية الكبرى في حين أن مناهج التعليم العام هي مناهج منفصلة تتناول قضايا تختلف من مادة إلى أخرى مما يستحيل معه تطبيق المشروعات البحثية بالشكل المطلوب.
واستعرض الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أهم التوصيات التى أسفرت عن الفعاليات والتى تضمنت اعتبار التوسع والاستدامة في دعم مدارس STEM مشروعاً قومياً لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني يتم تبنيه بمشاركة الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية ورجال الصناعة والمجتمع المدني لتعزيز الاستثمار البشري في الجمهورية الجديدة.
وأشار إلى أن نموذج STEM أثبت أن المدرسة هي المكان الحقيقي للتعليم والتعلم، ومن ثم يؤكد المؤتمر على الاستفادة من النموذج في تطوير التعليم العام، وبناء شراكات حقيقية وفعالة بين تلك المدارس والمجتمع المدني والمؤسسات البحثية ورجال الصناعة والجامعات وكافة الهيئات ذات الصلة.
كما أعلن الدكتور رضا حجازي، في إطار التوصيات، تأسيس قاعدة بيانات لخريجي مدارس STEM منذ نشأتها بشكل دائم وموثق في ذاكرة الوطن، وإنشاء منصة على اليوتيوب خاصة بأنشطة ومشروعات مدارس STEM، وإنشاء أوعية لنشر الكابستون والأبحاث الخاصة لطلاب تلك المدارس، وربطها بمحركات البحث، بالإضافة إلى تأسيس كيانات للإرشاد الأكاديمي بمدارس STEM، ومراعاة إضافته في برامج إعداد معلمي وقيادات المدارس بالجامعات الخمسة المشاركة في المشروع، وإعطاء الاعتبار الداعم للعلوم الإنسانية والفنون والأدب والفلسفة والتاريخ بما يرسخ قيم الانتماء الوطني بجانب العلوم والتكنولوجيا والرياضيات والهندسة STEAM، بالإضافة إلى عقد لقاءات مستمرة مع طلاب وخريجي مدارس STEM لتبادل الخبرات والاستفادة من المهارات الحياتية والخبرات العلمية التي ساعدتهم على البحث والابتكار والاعتماد على الذات.
كما تضمنت التوصيات، في إطار التعاون والتكامل بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي في دعم نموذج STEM وتعظيم الاستفادة من مخرجاته، متابعة تنفيذ البروتوكول الذي تم توقيعه ضمن فعاليات المؤتمر بين وزارة التربية والتعليم وصندوق رعاية المبتكرين والنوابغ، والإعلان بشكل دوري عن مسابقات الطلاب المبتكرين التي ترعاهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي من خلال الصندوق.
وتضمنت التوصيات أيضا التعاون بين وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في منح مدارس STEM خاصة، والمدارس الثانوية عامة، الفرصة المناسبة للتعرف على البرامج الأكاديمية والتخصصات داخل الجامعات لمساعدتهم على اختيار المسار الأكاديمي المناسب لميولهم وقدراتهم، وزيادة الفرص المتاحة للمنح الدراسية بالجامعات الحكومية والأهلية والخاصة، وتوفير المناخ الداعم لاستثمار إبداعات وابتكارات طلاب مدارس STEM، وتنمية وعيهم بريادة الأعمال وتأسيس شركات صغيرة تتلائم ومتطلبات سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي من خلال منظومة متكاملة تسهم فيها وزارة التعليم العالي، ووزارة العمل ورجال الصناعة.