أعلنت رئيسة جامعة “هارفارد” الأميركية، كلودين جاي، الثلاثاء، استقالتها بعد 6 أشهر فقط من توليها منصبها، وسط عاصفة من الجدل في الجامعة أثيرت إثر مزاعم بالسرقة الأدبية في أبحاثها، وانتقادات بسبب فشلها في التعليق على المظاهرات بعد هجوم حركة “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي.
وكتبت جاي في رسالة إلى مجتمع هارفارد: “بقلب مثقل ولكن بحب عميق لجامعة هارفارد، عزمت الاستقالة من منصب رئيس (الجامعة)”، حسبما ذكرت شبكة CNN الأميركية.
وأضافت: “بعد التشاور مع أعضاء المؤسسة، أصبح من الواضح أنه من مصلحة جامعة هارفارد بالنسبة لي أن أستقيل حتى يتمكن مجتمعنا من اجتياز هذه اللحظة من التحدي الاستثنائي مع التركيز على المؤسسة بدلاً من أي فرد”.
ولم تذكر رئيسة جامعة “هارفارد” متى تعتزم الاستقالة رسمياً، لكنها وصفت القرار بأنه “صعب بما يفوق الكلمات”.
وتأتي استقالة جاي وسط فترة من الاضطرابات الشديدة في واحدة من أعرق الجامعات الأميركية، وتمثل نهاية رئاسة أول رئيس من أصول إفريقية، وثاني امرأة في تاريخ “هارفارد” الممتد منذ حوالي 400 عام.
وتصاعدت التوترات في بعض الجامعات في أعقاب الهجمات التي شنتها حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر وردت عليها إسرائيل بهجوم مكثف، وانطلقت احتجاجات ومظاهرات مضادة في حرم الجامعات، وتحول بعضها إلى العنف.
واعترفت جاي، بقصر الفترة التي تولت فيها منصبها، وكتبت: “عندما تُذْكَر رئاستي القصيرة، آمل أن ينظر إليها على أنها لحظة للاستيقاظ على أهمية السعي لإيجاد إنسانيتنا المشتركة، وعدم السماح للحقد والانتقاد بتقويض العملية الحيوية للتعليم”.
كما أشارت إلى أنه “كان من المحزن أن يتم التشكيك في التزاماتي بمواجهة الكراهية والتمسك بالصرامة العلمية، وهما قيمتان أساسيتان يعكسان ما أنا عليه، وإنه لأمر مروع أن أتعرض لهجمات شخصية وتهديدات تغذيها العداوات العنصرية”.
وفي رسالة، الثلاثاء، دافعت مؤسسة “هارفارد” عن جاي، قالت إنها قبلت استقالتها بـ”حزن”، مؤكدةً أن جاي أظهرت “مرونة ملحوظة في مواجهة الهجمات الشخصية والمستمرة للغاية”.
وجاء في الرسالة الجامعة: “في حين أن بعض هذا قد حدث في المجال العام، فقد اتخذ الكثير منه شكل النقد اللاذع البغيض، وفي بعض الحالات العنصري الموجه إليها من خلال رسائل البريد الإلكتروني والمكالمات الهاتفية المشينة. نحن ندين مثل هذه الهجمات بأشد العبارات الممكنة”.
وانهالت الانتقادات على جاي جزئياً بسبب فضيحة تتعلق بـ”السرقة الأدبية” وجلسة استماع في الكونجرس الشهر الماضي، فشلت فيها هي ورؤساء الجامعات الآخرون في القول صراحة إن الدعوات للإبادة الجماعية للشعب اليهودي تشكل تنمراً ومضايقة في الحرم الجامعي.