“اعتبرونى واحداً منكم لأننى أنتمى لهذه الجامعة (جامعة القاهرة) هى من أسستنى بالفكر الأكاديمى، فمصر هى التى ثقفتنى، وانعكس ذلك على بلدى“.مقولة لخصت رحلة حب وامتنان وانتماء وعطاء الشيخ الدكتورسلطان القاسمى حاكم إمارة الشارقة بالإمارات المتحدة لجامعة القاهرة فهو نموذج نادر فى الانتماء ورد الجميل فمنذ تخرجه فى كلية الزراعة عام 1971 من قسم الهندسة الزراعية والحب والحنين مزورع فى قلبه تحصد منه جامعة القاهرة منذ سنوات وحتى الأن حصاد دعم وخير وبناء( افلا أكون باراً بجامعة علمتنى واعطتنى كرسى للتعلم بدلاً من طالب مصرى ) هكذا يقول دائما فى كل زيارة لجامعته الأم ..َالشيخ سلطان القاسمى هو حاكم وعربى من نوع خاص، معروف بتعلقه وارتباطه بالعلم والبحث العلمى والعلماء وراعى الأدب والثقافة والفن،ويحمل فى عقله وقلبه ما تعلمه فى جامعة القاهرة.
وبدأت رحلته فى رد الجميل فى كلية الزراعة التى لم ينس ايامه بها -(أيام الجامعة كنت أنا و”شلتي” نحب المسرح وكرة القدم، مصر لها فضل على وعلى العالم العربى) فقد تبرع لكلبة الزراعة أكثر من مرة اول مرة لتطوير المعامل الدراسية بالكلية ومرة اخرى لتطوير المكتبة بها والاخير تبرعة بمليون جنيه لانشاء مجمع رياضى فيها
ومن الكلية الى الحرم الجامعى كله تنوعت تبرعاته منها تبرعه 2001للمكتبة المركزية الجديدة بجامعة القاهرة، بلغت 100 مليون جنيه، تبرع منها الشيخ سلطان بن محمد القاسمى بـ25 مليون جنيه.بالاضافة الى خمسة ملايين كوديعة للبحث العلمي
وتبرع بمليوني دولار لترميم مبنى كلية الهندسة في جامعة القاهرة، وتزويده بالمعدات اللازمة كافة، بعد الحريق والدمار والضرر الكبير الذي لحق بالمبنى أثناء فض اعتصام النهضة ومؤخرا ًوتبرع لدعم الفرع الدولى ( جامعة القاهرة الدولية ) وفى 2017 وعد سمو الشيخ القاسمى رئيس جامعة القاهرة د عثمان الخشت بإعادة انشاء المستشفى الجنوبى بمعهد الاورام القومى واعلن وقتها عن تبرعه ب160 ملبون جنيه
وهذا الاسبوع استقبل المستشفى قرينة حاكم الشارقة الشيخة جواهروالتى استهلت الزيارة بقولها لمصر وأهلها خير كثير على الأمة العربية وهى بداية النهضة والعلوم والثقافة والفنون..وأهلها مثال للكرم والأخلاق، وما نقوم به ليس سوى رد متواضع لجميل مصر وعطائها، التي مر بأرضها وبمؤسساتها أعظم عقول هذه الأمة، وستبقى كذلك إن شاء الله”.
الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، هى رئيس مؤسسة القلب الكبير والتى ساهمت في اعادة المستشفى من جديد بنسبة % 30 من التكلفة الإجمالية للمشروع، أما باقي التكلفة فجاءت من التمويل الذاتي والدولة.وفى الجولة،شاهدت جميع مرافق المستشفى بما فيها أقسام العمليات الجراحية بتجهيزاتها الحديثة ووحدة التعقيم المركزي وأقسام العناية المركزة للكبار والأطفال، وغرف إقامة المرضى الأطفال والكبار بالقسم الداخلي وأقسام علاج اليوم الواحد للكبار والأطفال.
المستشفي الجنوبي للمعهد القومي للأورام التابع لجامعة القاهرة والمعاد تأهيله وتطويره بالكامل كان مجرد هيكل خرساني، بدأ العمل فيه بعد لقاء الدكتور محمد الخشت بسمو حاكم الشارقة الشيخ سلطان القاسمي في منتدى شباب العالم تحت رعاية السيد رئيس الجمهورية بشرم الشيخ في نوفمبر عام ٢٠١٧ ، واستعرض الدكتور الخشت معه أهمية إقامة المستشفى الجنوبي من جديد ودوره في علاج الاورام طبقا لاحدث المواصفات العالمية، واستجابة سمو الشيخ سلطان الذي اصطحب الدكتور الخشت من شرم الشيخ الى القاهرة لتفقد الهيكل الخرساني في ٦ نوفمبر ٢٠١٧، وساهمت في تمويله مؤسسة القلب الكبير برئاسة الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي قرينة الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة. والمبنى مكون من 16 طابقا على مساحة 16 ألف متر مربع، ويشمل ٦ غرف عمليات جراحية متطورة، و 18 غرفة رعاية مركزة جراحية وطبية، و 2 غرفة للغسيل الكلوي، و 132 سرير إقامة للمرضى (في 11 قسما داخليا) و 100 سرير لعلاج اليوم الواحد لإعطاء العلاج الكيميائي للمرضى الكبار والأطفال، بالإضافة إلى 3 أجهزة أشعة حديثة ومعامل متطورة للبيولوجيا الجزيئية والفيروسات والتحاليل الكيميائية. إلى جانب محطات الكهرباء والتكييف المركزي والغازات.
ويعد المستشفى الجنوبي في المعهد القومي للأورام بجامعة القاهرة معلماً صحياً حيوياً يقدم الخدمات لمئات الآلاف من مرضى الأورام بمختلف أنحاء الجمهورية، وبشكل خاص الأطفال من مرضى السرطان، ومن خلال عملية إعادة التأهيل والتطوير ارتفعت طاقته الاستيعابية بنسبة 50%.