كشفت وسائل إعلام استقصائية فرنسية عن الدور المحتمل لقطر في التدخل بكل ثقلها في قضية ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان.
ووفقا لموقع ميدبابارت، فقد اقدمت شخصيات قطرية نافذة على تهديد ضباط الشرطة واتصلوا هاتفيًا بوزير الخارجية كاثرين كولونا ووزير الداخلية جيرالد دارمانين للتاثير على مسار قضية ناصر الخليفي في علاقة بتورطه في اختطاف واحتجاز رجل اعمال فرنسي جزائري.
وتعود اطوار هذه القضية إلى تاريخ 5جويلية 2023، تزامنا مع تولي مدرب باريس سان جيرمان الجديد، لويس إنريكي مهامه على رأس الفريق.
حيث تنقل ناصر الخليفي سافر الرئيس القطري لفريق باريس سان جيرمان من الدوحة إلى باريس لحضور حفل تقديم المدرب الجديد للنادي، لويس إنريكي. ولكن تم تأجيل المؤتمر الصحفي لمدة ساعتين ونصف الساعة، لأن ضباط الشرطة كانوا ينتظرون ناصر الخليفي على مدرج المطار، من أجل مصادرة هاتفه وتفتيش منزله، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية.
وبحسب موقع Mediapart ، كان من المقرر أن تهبط طائرة رئيس باريس سان جيرمان في مطار لوبورجيه، حيث كان في انتظاره مفوض وثلاثة ضباط من المكتب المركزي لمكافحة الجريمة المنظمة، وهو الجهاز المسؤول عن التحقيق في ملابسات اعتقال المستشار الفرنسي الجزائري في قطر.
وحسب الموقع نفسه، فقد تم الاتصال بأحد المحامين الفرنسيين وهو فرانسيس سزبينر، الذي تحدث عبر الهاتف مع الشرطة. فقدم المحامون الإنجليز للمحققين رسالة كتبها مدير مكتب رئيس وزراء قطر، تثبت أن ناصر الخليفي، وزيرا دون حقيبة، ويتمتع بالحصانة الدبلوماسية.
وتشير هذه الرسالة إلى أن ناصر الخليفي يقوم ” بزيارة رسمية” إلى فرنسا في الفترة من 5 إلى جويلية بصفته ” وزير دولة “.
وعندما اتصل المحققون بخدمة “الحصانة والبروتوكول” التابعة لوزارة الخارجية، “تم التأكيد على انه لم يتم إبلاغهم بزيارة رسمية لناصر الخليفي”، الأمر الذي أدى إلى تعقيد الوضع بالنسبة لرئيس باريس سان جيرمان. وعند الوصول إلى مطار لوبورجيه عند الساعة 12:40 ظهرا، أُغلق باب الطائرة بإحكام، حسبما يوضح موقع التحقيق الفرنسي لمنع مغادرة الخليفي ومن معه.
وتضيف ميديابارت: أنه وفي تمام الساعة 1:15 ظهرًا، اتصل سكرتير السفارة القطرية بالشرطة بطريقة “ عنيفة” ، مؤكدًا أن العملية “ غير قانونية” بسبب “ الوضع الدبلوماسي” لناصر الخليفي. موضحا أن السفير القطري “ تحدث مع وزيرة أوروبا والشؤون الخارجية” كاثرين كولونا حول هذا الموضوع، والتي اتصلت من جهتها بـ “ وزير الداخلية” جيرالد دارمانين، وبالتالي يجب أن يتلقى ضباط الشرطة “ تعليمات جديدة لاخلاء سبيل الخليفي.
وتجدر الاشارة إلى أن رئيس نادي باريس سان جيرمان ناصر الخليفي تلاحقه اتهامات تتعلق بخطف احتجاز وتعذيب رجل اعمال فرنسي جزائري في قطر لامتلاكه وثائق من شانها توريطه.
كانت الشرطة القضائية في العاصمة الفرنسية قد فتشت منزل ناصر الخليفي في اطار تحقيقاتها بشان قضية الاختطاف هذه.
وتحاول قطر في هذا الخصوص التدخل لفائدة مواطنها الخليفي وتحاول ممارسة ضغوطات على الاجهزة الأمنية الفرنسية لاحتواء المسالة وعدم التعمق في ملابساتها.