لعل التأييد الجارف من الشعب لتوليكم رئاسته للمرة الثالثة رغم مايعانيه من أزمات وضوائق فى معيشته، تلك الأزمات التى دفعت بالكثيرين ممن أدلوا بأصواتهم للمرشحين الأخرين ليس حبا فيهم أو تأييدا حقيقى لهم وإنما بسبب ما يعانونه من أزمات فى السنوات الأخيره، نتيجة لما أجبركم عليه صندوق النقد من شروط إنعكست آثارها على الأسعار وعلى جوانب كثيرة من حياة الشعب، فضلا عما تم إنفاقه فى المشروعات الكبرى التى التهمت موارد الدولة ودعتها للإقتراض وللجوء لذلك الصندوق والتذلل له للحصول على بضعة مليارات قليلة من الدولارات. وتساءل الناس لم لم يتم توفيرها من الزيادات المحققة من قناة السويس ومن اكتشافات البترول والغاز التى قيل أنها قد تحققت فى السنوات الأخيره.
ولا شك ان جيشنا الوطنى الذى لا يدخر جهدا فى الحفاظ على أمن الوطن وسلامته، لعله يستطيع إقراض الحكومة بتلك المليارات الضئيلة التى لا تساوى ثمن أقل القليل من الأسلحة المتقدمة التى يشتريها ليؤدى واجبه، كى يحميها من التذلل لذلك الصندوق وينهى حاجتها إليه، فينهى بذلك جزءا غير قليل من أزمات الناس التى تهدد السلم الإجتماعى، فهذا بلا شك دفاع أيضا عن الوطن واستقراره فى مواجهة أساليب الحرب المقنعه.
وبعد ياسيادة الرئيس إن الشعب كله يتطلع إلى أن تقوموا فى هذه الفترة الرئاسية بإصلاحات ضرروية وعاجله:
أولها إعلاء قيمة الجنيه التى أهدرتها القرارات والأساليب وما تسببت فيه من أزمات طاحنة للشعب، فى الوقت الذى ضاعفت فيه عدة مرات دون عناء ثروات الفئات التى تملك الدولار وتجمعه من الأسواق وهى من تتحكم فى سعره وتتسبب فيما ينتج عن ذلك من غلاء وفساد.. وليس الشعب فقط هو من يتأثر بخفض قيمة الجنيه وإنما تتأثر به الحكومة أيضا، وتصبح مطالبة كل حين بتعويض الناس عن قدر ضئيل من ذلك الغلاء
فلم لا يكون لنا أسوة بما فعلته وزيرة مالية روسيا حين قررت بيع البترول بالروبل وليس بالدولار مما خلق الحاجة للروبل ورفع قيمته فور القرار للضعف. فلم لا تقررون سداد رسوم العبور بالقناة وثمن الغاز والبترول وغيرهم أو نصفها بالجنيه المصرى بشرط أن يتم شراء الجنيه مقابل الدولار من البنوك المصريه، ومن ثم لن تفقد الدولة الدولار فى نفس الوقت الذى رفعت فيه قيمة الجنيه، فالدولة هى من تحدد قيمة عملتها وليس ذلك الصندوق.
2– إن كنتم قد سعيتم خلال الفترة الماضية من رئاستكم إلى تشييد مئات الآلاف من المساكن فى ربوع مصر لتوفير السكن للكثير من الفئات وعلى الأخص للشبابٍ، فحبذا لو أعفيتموهم من مبلغ المقدم الذى يعجز عنه أغلبهم، وجعل الأقساط لنحو عشرين عاما، فهذا مطلب ملح لهم، على أن يتم بشكل قاطع تجريم أية محاولة للمتاجرة بتلك المساكن أو التربح من ورائها، والعقاب الفورى الصارم لمن يقوم بها.
3- منع فرض أية رسوم عشوائية من أى مسئول فى الدولة تحت أى مسمى وبأى ذريعة استغلالا لحاجة المواطنين كما يحدث على سبيل المثال فى إدارات المرور وفى بعض إدارات وزارة الصحة وغيرهما، حيث أن هذه التصرفات تؤثر سلبا على حب الوطن وكراهية الحكومة فضلا عن أنهاتكون حافزا للناس على استغلال بعضهم أسوة بما يرونه منها.
4- الأسعار يا سيادة الرئيس.. لابد من التدخل الجاد والحاسم فى الأسعار، ولا تخدعكم شعارات حرية التجارة والعرض والطلب التى يطلقها من يتحكمون فى الأسعار ومن يتفقون معا دون أن يلتقوا على استغلال المواطنين وتحقيق أقصى ربح ممكن، ومن ثم فهم فى منأى عن المنافسه والعرض والطلب الذى يدعونه
نتمنى لكم التوفيق فى كل ما فيه خير الوطن
د. خيرى شاكر حمدالله