عرف رجل الاعمال الفرنسي الجزائري الأصل الطيب بن عبد الرحمان كمستشار دولي في الاستراتيجية الاقتصادية الجيوسياسية، وله مسار مهني متميز باعتباره أنشأ وأدار العديد من الشركات في قطاعات متنوعة إضافة الى استخدام خبرته في الاستشارات والدبلوماسية الخاصة من ذلك اشتغاله كمستشار خاص لمختلف الحكومات والمنظمات مساهما في تعزيز عمليات السلام من خلال عقد العديد من المؤتمرات والندوات الفكرية.
وانطلقت مسيرة الطيب عبد الرحمان بعد حصوله على البكالوريا العلمية، حيث تابع تعليمه في العلوم الهندسية والتكنولوجيات في جامعة باريس بالإضافة إلى التدريب الجامعي المستمر في اللغة والحضارة الشرقية مع تخصص في منطقة البحر الأبيض المتوسط. وقد تمكن من تطوير خبرته في الجغرافيا السياسية والاقتصاد الجغرافي، مع التركيز على صنع السياسة في أفريقيا.
و تابع الطيب بن عبد الرحمان العديد من الدورات التدريبية المهنية والندوات في مجالات متنوعة مثل إدارة المشاريع والعلاقات الدولية والدبلوماسية. وقد سمح له هذا التدريب الإضافي بوضع خبرته على نطاق دولي.
وخطا الطيب بن عبد الرحمان خطواته الأولى في عالم الأعمال في سن 21 عاما، حيث أسس شركته الأمنية الخاصة في فرنسا. وكان هذا المشروع الريادي الأول بمثابة مدرسة حقيقية بالنسبة له، حيث تعلم أساسيات إدارة الأعمال والقيادة والعلاقات العامة. وسرعان ما دفعته فطنته التجارية وقدرته على اغتنام الفرص إلى إنشاء شركة ثانية في قطاع الخدمات اللوجستية والنقل.
ولشغفه بالاستثمار وريادة الأعمال، قام بتطوير خمس عشرة شركة على مدار عقدين من الزمن، أي بحساب شركة واحدة كل عام.
ويتميز الطيب بن عبد الرحمان بتعدد استخداماته وقدرته على التفوق في مختلف القطاعات. سواء في مجال الأمن أو الخدمات اللوجستية أو النقل أو العقارات، وقد تمكن من تطبيق استراتيجيات مبتكرة لضمان نجاح شركاته.
كما أن إحساسه الفطري بالتوقيت وقدرته على توقع اتجاهات السوق سمح له أيضًا بتنويع استثماراته على المستوى الدولي. بين عامي 2006 و2009، أنشأ شركات في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث قام باستثمارات عقارية مختلفة مع خلق فرص جديدة فيما يتعلق بتطوير شبكات الشركاء الدوليين.
وبعد سنوات قليلة، صنع الطيب بن عبد الرحمن لنفسه اسما في مجال الشؤون الدولية في أفريقيا. فمنذ سنة 2013، قام بتنويع استثماراته ليصبح المندوب العام في الجزائر لمجموعة COFFOR، وهي شركة متخصصة في البناء. وقد سمح له هذا المنصب بتطوير مشاريع في شمال أفريقيا وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وخاصة في غينيا.
وبفضل أنشطته في أفريقيا، قام بتطوير شبكة من رواد الأعمال والشركاء من جميع الجنسيات، الذين يعملون في قطاعات متنوعة مثل البناء والخدمات اللوجستية والبنية التحتية. وكانت هذه الشبكة ضرورية في تسهيل التعاون عبر الحدود والمساهمة في التنمية الاقتصادية للمناطق التي ينشط فيها.
وقد ساهمت خبرته في الجغرافيا السياسية والاقتصاد الجغرافي، إلى جانب شبكته الواسعة، في جعله لاعبا رئيسيًا في حل الأزمات الدولية المختلفة، حيث أصبح محاوراً مميزاً للحكومات والمنظمات الدولية، خاصة فيما يتعلق بالأزمة في ليبيا.
ومنذ سنة 2016، قام بتنظيم العديد من الاجتماعات والمشاورات نيابة عن رئيس لجنة الاتحاد الأفريقي الرفيعة المستوى المعنية بالأزمة الليبية، ولعب دورًا حاسمًا في جهود التهدئة وإعادة الإعمار.
ولا يقتصر تأثير الطيب بن عبد الرحمان على أعماله أو أدواره الاستشارية؛ بل يمتد إلى شبكة عالمية من العلاقات المهنية والشخصية. هذه الشبكة هي نتيجة لعدة عقود من العمل الجاد والتعاون الوثيق والقيادة الفكرية.
وقد تمكن من إقامة روابط قوية مع رواد الأعمال من جميع الجنسيات، لا سيما في قطاعات البناء والخدمات اللوجستية والبنية التحتية. وترتكز هذه العلاقات على الفهم المتبادل للتحديات والفرص التي تطرح نفسها في عالم تسوده العولمة.
وبعيدًا عن المجالات الاقتصادية، يضم دفتر عناوينه شخصيات سياسية ودبلوماسية وثقافية ورياضية بارزة. بصفته مستشارًا خاصًا لزعماء سياسيين مهمين، وكان للطيب بن عبد الرحمن إمكانية الوصول الفريدة إلى صناع القرار الرئيسيين. وقد سمح له ذلك بلعب دور في حل الأزمات الدولية وكذلك في تعزيز الاستقرار الإقليمي في ساحات حساسة بشكل خاص.
ويمتد عمله أيضًا إلى العالم الأكاديمي والفكري. وبفضل مركزه البحثي، أنشأ منصة حيث يمكن للأكاديميين والجهات الفاعلة النقابية والشخصيات السياسية الالتقاء وتبادل الأفكار. وقد ساهم مركز الأبحاث هذا في حل الأزمات الدولية المختلفة وكان بمثابة حافز لمبادرات التغيير الاجتماعي والسياسي.
وما يجعل شبكته مؤثرة بشكل خاص هو التزامه بتوجيه وتطوير الجيل القادم من القادة، حيث اصبح مستشارا مشهورا في الجغرافيا السياسية والاقتصاد الجغرافي. ومنذ جوان 2014، تولى دور المستشار الخاص للسيد هاما أمادو، رئيس وزراء النيجر السابق وزعيم المعارضة. وكان هذا الدور بمثابة نقطة تحول في حياته المهنية، مما جعله لاعباً رئيسياً في الدوائر الدبلوماسية والسياسية.
وكان فهمه العميق للديناميكيات الجيوسياسية والجيواقتصادية، وخاصة في أفريقيا والخليج، السبب الرئيسي لاستدعائه بانتظام لبناء استراتيجيات دبلوماسية وسياسية وتجارية، وتحديد وإدارة المخاطر الجيوسياسية والجيواقتصادية الناشئة، وإجراء تقييمات المخاطر للشركات وسلاسل التوريد.
وفي عام 2018، أدت سمعته إلى أن يتم البحث عنه من قبل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، حيث أصبح سنة 2019 مستشارًا خاصًا لرئيس الجمهورية الوزير الدكتور علي بن صميخ المري.
وقد تم توسيع هذا الدور ليشمل مسؤوليات أخرى حيث شغل خطة مسؤول تنفيذي في مجموعة بن صميخ، وعمل كمستشار عام. وقد عززت هذه المواقف نفوذه في شؤون الخليج، مضيفا بعدا جديدا لخبراته.
وشهد عام 2021 علامة بارزة أخرى في مسيرته الاستشارية، حيث استعان سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي السابق، بخدمات الطيب بن عبد الرحمان كمستشار خاص. وفي هذا السياق، كان مسؤولا عن الدفاع عن مصالح سيف الإسلام القذافي ودعم ظهوره على الساحة السياسية والإعلامية، خاصة بهدف إقرار ترشحه في أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا.
وبشكل عام، فإن الأدوار الدبلوماسية والاستشارية للطيب بن عبد الرحمان تظهر التزامه بثقافة السلام وخلق عالم أكثر استقرارًا وأمانًا.
وفي سنة 2016، كان شريكا في مشروع “ميثاق الفرصة الثانية”، حيث سمح بشكل خاص لشركات كبيرة مثل باريس سان جيرمان، وبي إن سبورت، وفايول، وأورجانيديم بالانضمام الى هذا المشروع، ويستهدف هذا النظام، الذي يحشد السلطات العمومية والشركات، الشباب الذين يواجهون صعوبات، والذين تتراوح أعمارهم بين 16 و25 عاما، ويهدف إلى تمكين اندماجهم الاجتماعي والمهني.
يرتكز هذا المشروع على المبدأ الأساسي المتمثل في نقل القيم الجمهورية ويسعى، على المستوى التعليمي، إلى تمكين الشباب المستفيدين من الأحياء الصعبة من فهم أنه فيما يتعلق بالواجبات التي يخضعون لها كمواطنين هناك حقوق ، بما في ذلك القدرة على الحصول على عمل، بهدف تكافؤ الفرص.
وفي عام 2019، ساعد في تجديد الكنيسة في ساريبورج. بصفته مدافعًا متحمسًا عن التراث الثقافي والتاريخي، حيث ساهم بشكل كبير في تمويل تجديد كنيسة ساريبورغ. وقد اعتبر الطيب بن عبد الرحمان أنه من الضروري دعم هذا المشروع، مسلطًا الضوء على التزامه المدني ورغبته في إحداث تأثير إيجابي على المجتمع. وتعكس هذه المساهمة ارتباطه العميق بالقيم المقدسة، من خلال المساهمة في عمل تضامني للحفاظ على إحدى جواهر التاريخ.
وفي نفس السياق، أسس في عام 2021 مركز التفكير والحوار من أجل توافق الحضارات (CRDCC)، وهي مؤسسة مخصصة لتعزيز الانسجام والتفاهم بين الثقافات. تأسس المركز على أساس الاقتناع بأن التفاهم المتبادل هو مفتاح السلام العالمي، وتتمثل مهمة المركز في اكتشاف ودراسة وفهم الحضارات المتنوعة التي شكلت عالمنا وما زالت تؤثر عليه.
ومن خلال مجموعة متنوعة من البرامج، التي تتراوح بين المحاضرات والندوات والمعارض والمطبوعات، يطمح المركز إلى إقامة حوار بناء بين الثقافات والأديان وأنظمة الفكر المختلفة.
وقد اتخذت مساهمات الطيب عبد الرحمان أشكالاً مختلفة، بما في ذلك المقالات والتقارير والمحاضرات.
وقد كتب عدة مقالات لمجلات مشهورة مثل الدفاع الوطني والأمن الجماعي حيث تناول القضايا الحاسمة المتعلقة بالأمن والجغرافيا السياسية. غالبًا ما كانت مقالاته بمثابة مراجع لصانعي السياسات والباحثين. ومن بين منشوراته البارزة، يمكننا الاستشهاد بتحليلات حول الديناميكيات الجيوسياسية في أفريقيا والخليج، والتي تم نشرها في المجلات الأكاديمية والصحف الرائدة مثل صحيفة لوموند اليومية.
بالإضافة إلى مقالاته، ساهم الطيب بن عبد الرحمان أيضًا في التقارير الداخلية والمتاحة للجمهور، والتي استخدمتها الحكومات والشركات لإرشاد عملية صنع القرار الاستراتيجي.
كما قام بتنظيم العديد من المؤتمرات، وتبادل خبراته في مختلف المنتديات والمؤتمرات الدولية.