أطلق معهد الشرق الأوسط للتعليم العالي بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم الفني مبادرة متعددة التخصصات في خمس مدارس حكومية بالقاهرة الجديدة تشمل أنشطة بستنة ودورات تدريبية للطلاب بهدف تعليمهم التنمية المستدامة والتعاون والابتكار. تقول الدكتورة ملك زعلوك، الأستاذ الممارس والمدير المؤسس لمعهد الشرق الأوسط للتعليم العالي بالجامعة: “نرغب في استخدام مواردنا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتمكين طلاب المدارس الحكومية ومساعدتهم في إدراك دورهم في تحقيق نجاح مدرستهم. نرغب في تشجيعهم على أن يكونوا مواطنين صالحين يدركون أهمية الاستدامة ونرشدهم إلى كيفية استخدام تعليمهم لمساعدة مجتمعاتهم الخاصة.”
وتضيف زعلوك أن أحد عناصر نجاح هذا المشروع هو ضمه العديد من المشاركين منهم طلاب الجامعة من الدراسات العليا، واتحاد الطلاب وبعض الأندية الطلابية وكذلك عدد من أعضاء هيئة التدريس الذين أبدوا اهتمامًا كبيرًا بالمشروع. وأضافت: “قمنا أيضاً بدعوة جامعة هليوبوليس ورصدنا اهتماما من بعض البنوك ونأمل في التوسع بشكل أكبر.”
تهدف هذه المبادرة لتدريب وإعداد طلاب المدارس الحكومية لأن يكونوا أكثر وعيًا بمهاراتهم الشخصية والمشاركة في العمل المجتمعي وفهم ماهية العمل الجماعي. شملت المرحلة الأولى- التي دعمها اتحاد طلاب الجامعة والأندية الطلابية – تحويل ثلاث مدارس حكومية إلى مدارس خضراء عن طريق زراعة أشجار الفاكهة والخضروات والزهور. أما المرحلة الثانية شملت أنشطة صيفية ضمت أنشطة زراعية وفنون ومسرح ورياضة وغيرها من الأنشطة المتعلقة بمهارات الحياة.
وتشير الدكتورة ملك زعلوك أن الهدف من المبادرة إحياء الثقافة الرقمية والمسرح في المدارس وخلق شعور بالانتماء للمدرسة. وتوضح أن إقناع الطلاب بالحضور إلى المدرسة خلال إجازتهم الصيفية كان إنجازا كبيرا. “لقد حققناً نجاحاً هائلاً، لأن هؤلاء الأطفال كانوا حريصين على الانضمام للمبادرة خلال الصيف بينما تخلفوا عن المدرسة طوال العام. هذه المبادرة دبت في الطلاب روح الانتماء للمدرسة والمجتمع والحماسة للتعلم.”
و هدف هذه المبادرة ليس التعليم والمدارس فحسب، بل إنها مبادرة عن المواطنة وتنمية الشباب ليصبحوا مواطنين صالحين. وأوضحت زعلوك أن لدينا مواهب مميزة وكل ما يحتاجونه هو قليل من الاهتمام، “لقد التقيت بمعلمين رائعين في المدارس الحكومية يتعاملون مع مواقف صعبة للغاية بموارد ضئيلة ورغم ذلك يصنعون المعجزات. إنه لأمر لا يصدق مقدار المواهب الموجودة هناك، ولكنها تحتاج إلى بناء القدرات والتشجيع، هكذا يتم بناء الثقة وجيل كامل من الشباب يستطيعون تحمل مسؤوليات حياتهم
تقول هاجر الخطيب، الطالبة بقسم علوم الأحياء بالجامعة وإحدى المشاركات بالبرنامج: “أشعر بحماس كبير لهذا المشروع، فهؤلاء الأطفال لديهم العديد من الأفكار والمواهب المختلفة، وهم حريصون على العطاء لمدارسهم ومجتمعاتهم، وكانت المشكلة تكمن في عدم وجود وسيلة للقيام بذلك، وهذا هو سبب وجودنا هنا. نريد تزويدهم بالوسائل والفرص والمعرفة لبدء مشروع والحفاظ عليه.” تأمل الخطيب أن يمرر هؤلاء الطلاب في المدارس الحكومية خبراتهم إلى أقرانهم “كي تستمر سلسلة انتقال المعرفة”.
ويشير حسن الحسن، الطالب بالسنة الأولى بقسم الهندسة الميكانيكية، أنه لاحظ أن هؤلاء الأطفال لديهم العديد من المواهب غير المكتشفة: “قابلت فتاة في الصف السابع لديها معرفة بلغات برمجة علوم الحاسوب أكثر ممن هم في سني. دفعني هذا إلى رغبتي في مساعدة هؤلاء الطلاب على النجاح.”
جدير بالذكر أن مديرية القاهرة الجديدة تضم 30 مدرسة من مستويات تعليمية مختلفة. ووفقًا للخطة، ستبدأ المبادرة الحالية بشكل تجريبي حيث تعمل مع خمس مدارس مركزة على المرحلة الإعدادية. وبمجرد الحصول على أدلة كافية على نجاح المشروع، سيتم التوسع وزيادة عدد المدارس المستفيدة من النهج متعدد التخصصات.
https://www.aucegypt.edu/ar