تعد الجامعات الألمانية guc و giu، مركزا ثقافيا علميا عالميا، لما تقدمه من الناحية التعليمية في السنوات الأخيرة، حيث تذخر العديد من المقومات التي تؤهله لأن تكون في مصاف الجامعات الدولية ذات الصيت الكبير، ولما تمثله من أهمية كبيرة للتعليم المصري، في ظل التعاون والشراكة الوثيقة بين البلدين المتجذرة في العديد من المجالات.
الجامعات الألمانية المصرية، نتاج جهد كبير على أرض الواقع وسنوات شاقة، إلى أن باتت مثالا يحتذى بها وتلقى اهتماما كبيرا من قبل القيادة السياسية المصرية، خاصة بعد النجاحات الأخيرة التي حققتها، ودوما ما تولي الجامعات الألمانية اهتماما كبيرا بالطلاب الأوائل المصريين في مرحلة الثانوية العامة وبشكل سنوي والارتقاء بهم وتقديم لها المنح سواء الكاملة أو الجزئية لاستكمال دراستهم في الجامعة الالمانية الدولية ببرلين.
وتحتضن العاصمة الألمانية برلين، وائل الثانوية العامة المصرية، حيث نظمت الجامعات الألمانية Guc و Giu برلين حفلا موسيقيا كبيرا تحت عنوان ( نتواصل بالموسيقى)، وذلك للطلاب أوائل الثانوية العامة المصرية، بحضور السفير المصري في برلين خالد جلال، والدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة ورئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية الدولية المشارك، ووفد صحفي رفيع المستوى، وشخصيات مصرية وألمانية.
شهدت الاحتفالية مزيج فني من جنسيات مصرية وسورية وألمانية، بما يعزز الترابط والتواصل بين الثقافات المختلقة، حيث غنت السوبرانو المصرية عهود خضر، باقة من الأغاني المتنوعة من أبرزها ” حلوة يا بلدى، فيها حاجة حلوة، وأغاني للراحل السيد درويش، بالإضافة إلى أغاني ألمانية وسورية.“
في السياق ذاته، أكد السفير خالد جلال عبد الحميد، سفير مصر بألمانيا أن اختيار مصر التعاون مع ألمانيا لم يأتي من فراغ، بل لثقة الدولة المصرية في إمكانيات ألمانيا، وأنها شريك استراتيجي، فضلًا عن كونها محرك القارة وأكبر اقتصاد في أوروبا، مشيرًا إلى أن التعاون بين مصر وألمانيا ليس في المجالات الاقتصادية فقط، ولكن في مجالات استثمارية، وتعليمية وهندسية وطبية وعلمية، وغيرها من المجالات.
وأوضح السفير خالد جلال، خلال كلمته في الاحتفالية التي نظمتها الجامعات الألمانية الجامعات الألمانية في برلين Guc و Giu تحت عنوان” بالموسيقى نتواصل”، أن مشروع القطار السريع، هو مثال للتعاون المصري الألماني والذي سيفتح شرايين مصر كلها من مشرقها إلى مغربها، وسيحدث نقلة غير مسبوقة، لافتا أن الدولة الألمانية تعتز جدًا بهذا المشروع المصري وتعتبره مشروع استراتيجي للدولة الألمانية وتضعه على قائمة أولوياتها واهتماماتها.
وأشار السفير خالد جلال، إلى أن هناك تعاونا طبيا بين مصر وألمانيا مع جامعات مصرية حكومية منها جامعتي القاهرة وسوهاج، وجامعات المانية، كما سيتم افتتاح مجموعة كليات طبية بنظام الماني على أرض مصر في الجامعات الألمانية Guc و Giu برلين وهي كلية العلاج الطبيعي والتي ستبدأ الدراسة بها سبتمبر الجاري بالعاصمة الإدارية الجديدة Giu، وكليات الطب البشري، طب الفم والأسنان، التمريض، العلاج الطبيعي، العلوم الطبية بالجامعة الألمانية بالقاهرة Guc العام الدراسي القادم.
وأكد جلال أن التعاون بين مصر وألمانيا على المستوى العلمي يمهد الطريق على المستوى التطبيقي والسياسي، خاصة في ظل احتياج الدولة الألمانية لكفاءات وتخصصات كثيرة ومتنوعة، مشيًا إلى أن التحدي الأكبر في التعاون المصري الألماني، هو الاستمرار في ظل عالم شديد التغيير.
من جانبه رحب الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة ورئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية الدولية المشارك، بأوائل الثانوية العامة وكافة المشاركين فى احتفالية ” نتواصل بالموسيقى” معربًا عن سعادته باستقبال الجامعة الألمانية ببرلين الـ 35 طالب من الأوائل، ومعربًا عن سعادته بحضور السفير المصري خالد جلال الفعالية التي تنظمها جامعتي Guc و Giu برلين.
وقال الدكتور أشرف منصور:“ إن الموسيقى تخلق ترابط، وأن الجامعة أطلقت سلسلة من الأنشطة الثقافية المختلفة وشارك بها 106 شاب على مستوى العالم بالتعاون مع السفارة المصرية فى ألمانيا، كما سيتم تنظيم حفلة موسيقية كبرى في ألمانيا بالتعاون مع السفارة المصرية والجالية المصرية والعربية لدعم العلاقات وتوطيده، لافتًا أن الجامعة تعد مكان تلاقى والتقاء للثقافة والعلم والتبادل الثقافي والتقارب“، وموضحًا أن الجامعة لديها أنشطة كبيرة فى التنمية ويتم تنفيذ تصميمات لمقاطعة برلين داخل الجامعة، كما شهدت الجامعة استضافة رئيس الوزراء الألماني والذي أعرب عن سعادته الكبيرة بالتطور المذهل الذى تشهده الجامعة.
دعم الجامعة الألمانية للمتفوقين
وأكد الدكتور أشرف منصور خلال كلمته فى الاحتفالية، أن متوسط نسبة قبول الطلاب فى الجامعة وفقًا لمجموعهم 97.3% بالنسبة للكليات التى تقبل الشعبة العلمية والأدبية، وكذلك كليات الجامعة التى تعتمد على اختبارات القدرات، موضحًا أن هذا يعد نجاحًا للدولة المصرية والألمانية، حيث أن الدولة المصرية لديها حضارة كبيرة والوقت الحالي أصبح لدينا القوى البشرية المؤهلة على المستوى العالمي ومرحب بنا فى الصناعة الألمانية والعمل فى الشركات الألمانية الكبرى.
وأضاف أن الطلاب المتفوقين هم من يساهمون في بناء الوطن، لأن نجاحهم ينعكس إيجابيًا على وطنهم، وأن الجامعة الألمانية في القاهرة مجتمع لديه برامج دراسية متنوعة وأنها حريصة على تدريب المعلمين وتأهيل الطلاب للعمل وأن الجامعة تعمل على تنمية كافة أنشطتها وخدماتها في مختلف المجالات التي تسهم في بناء الوطن.
وفي نهاية الاحتفالية، تم إجراء حوار مفتوح بين أوائل الثانوية العامة، والسفير المصري في برلين خالد جلال، والدكتور أشرف منصور، وذلك للرد على أسئلة واستفسارات الطلاب.
العلاقات المصرية – الألمانية
ومن جانبه أكد السفير خالد جلال، السفير المصرى بألمانيا، على عمق العلاقات المصرية الألمانية، وأوجه التعاون المشترك، حيث تطورت العلاقات المصرية الألمانية، واتسع نطاق التعاون الثنائي بشكل لا يقتصر على تعزيز الشراكات الاقتصادية والتنموية والعلمية والثقافية فحسب، بل امتد ليشمل قطاعات جديدة، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، التقى مع المستشار الألماني أولاف شولتز، وذلك على هامش انعقاد قمة مجموعة العشرين بالهند، وهو ما يبرهن على قوة العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأضاف السفير خالد جلال فى تصريحات صحفية على هامش احتفالية “ نتواصل بالموسيقى” التى نظمتها الجامعات الألمانية ببرلين Guc و Giu، أن الجامعة الألمانية تمثل 40% من حجم التعليم العالي الألماني العابر للحدود التعليم العالي العابر للحدود خارج حدود ألمانيا.
وكشف السفير خالد جلال، عن الانتهاء من وضع بنود الاتفاقية الجديدة بشأن إنشاء 100 مدرسة ألمانية في مصر على غرار المدارس اليابانية وانه جارى توقيعها فى الوقت الحالى، موضحًا أنه تم عمل صيغة للتعاون المشترك حيث تتولى الدولة المصرية تتولى البناء من خلال القطاع الخاص والدولة ويتولى الجانب الألماني الإشراف على المناهج وإحضارها من ألمانيا، مشيرًا إلى وجود اتفاقية أخرى بين وزارة التعليم العالى ووزارة التعليم الألمانية لتبادل الطلاب على المستوى الجامعى وتبادل الخبرات بحيث يتم تشكيل مجلس أعلى للتعليم بين البلدين يتولى التنسيق التعاون بين الجانبين، وهو مشروع مازال في طور التوقيع .
تدريس اللغة الألمانية بالجامعات
وأشار السفير خالد جلال، إلى أن الدولة المصرية لديها 500 ألف مواطن يتحدث اللغة الألمانية فى مصر، موضحًا أن تدريس اللغة الألمانية فى الجامعات المصرية يحقق انفتاح على العالم، مشددًا على وجوبية الاهتمام بتعليم كل اللغات والبدء باللغة الألمانية كخطوة مهمة خاصة كون ألمانيا الاقتصاد الأول فى أوروبا، ومن الطبيعى أن يكون هناك اتصال به فى ظل وجود شركات ألمانية أيضًا فى مصر.
وذكر السفير المصرى فى ألمانيا، أنه عدد الطلاب المصريين الدارسين فى ألمانيا كبير، وأن دور الجامعة الألمانية فى برلين كبير في تعزيز الترابط بين مصر وألمانيا قائلًا:“ نعتبرها هرم مصرى رابع فى ألمانيا ومبعث فخر لكل المصريين.“
وعلق السفير خالد جلال على تطبيق الحد من الاستيراد قائلًا: “نتعامل مع واقع اقتصادي معين وتم فرض إجراءات معينة ونأمل الانتهاء من تلك الإجراءات قريبًا.“
تأثير الحرب الروسية – الأوكرانية
وتابع:“ العالم كله تأثر بحرب أوكرانيا وفيروس كورونا، وبالتالى ارتفعت بعض الأسعار مثل الكهرباء والبنزين والمنتجات أيضا، كما ارتفعت نسبة التضخم لتصل إلى 13% فى ألمانيا، كما تعاني من حالة كساد منذ والاقتصاد لا ينمو بالمعدل الطبيعي وبالتالي بدأت الدولة تتخذ الإجراءات للخروج من الكساد وبدأت فى إعادة هيكلة بعض الصناعات لتقليل فاتورة الطاقة وهذا فتح لنا مجالات للتعاون لتصدير الهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة.“
وأكد السفير المصري في برلين، أن ألمانيا تحتاج إلى 700 ألف وظيفة سنويًا لذلك تعمل مصر على تأهيل أبنائها ليتمكنوا من الوصول إلى الوظيفة التى يحتاجها السوق الألمانى وفقًا لكل تخصص، لافتًا أن أوجه التعاون بين مصر وألمانيا مختلفة، لاسيما التعاون الإنمائي في مجالات الطاقة ومكافحة تغير المناخ والمياه والري والهجرة والتدريب والتعليم والتأهيل الفني، كما أن مشروع شبكة القطار الكهربائي السريع الذي تنفذه شركة سيمنز الألمانية، يعد دلالة على متانة وقوة الشراكة بين البلدين.