لم تكن عفاف يحي بالنسبة لي مجرد استاذة في الصحافة.. كانت ام بكل معاني الكلمة علمتني معني الحياة والعمل عفاف يحي كانت نجمة من نجمات أخبار اليوم حين التحقت للعمل بجريدة الاخبار بمجرد أن عرفني عليها استاذنا العملاق مصطفي أمين وانها رئيسة الاقسام الانسانية.. اصبحت اكبر داعم وسند لي عرفت منها معني الصحافة الانسانية وكيف تكتب عن البسطاء بكل الحب وتجعل منهم ابطالا دون تجريح عرفتها مثلا وقدوة للنجاح والشطارة على أصولها ..عرفتها في الاخبار واحدة من جيل الصحفيات الرائدات في مجال صحافة التحقيقات المعمقة قبل أن يعرف العالم العربي الصحافة الاستقصائية ، تعلمنا منها أصول فن التحقيق الصحفي واحترام الصحفى لمصادرة واحترام مكانته وقيمة الوثيقة والمعلومة وكسب ثقة المصادر ومعني انتمائه للجريدة المصرية الاولى جريدة الشعب وكيف تكون الصحفية متمكنة وواثقة من نفسها ومن ومعلوماتها فهى قدوة لبنات اليوم قبل أن تكون محررة ،
ولم يكن التحقيق الصحفي هو مجال براعة عفاف يحي الوحيد بل كانت إلى جانب التحقيق الصحفي ترأس وتشرف على العديد من الأبواب الانسانية مثل ليلة القدر ولست وحدك فى ظل وجود عمالقة فى هذا المجال كان أداؤها نبض قلوب الناس ، تتأثر بالحالات الانسانية كانت تشركني فى إسعاف كل ملهوف وتطييب جراح كل مجروح ومتألم قبل أن تجد شكواه أو مأساته طريقها الى فاعلي الخير ، ومن خلال هذا الباب وعلاقاتها الإنسانية مع اصحاب الحاجات كانت مدام عفاف طاقة إنسانية كبيرة لا تنفد وبسببها وأنسانيتها وحيويتها أكدت الشخصية الشعبية لجريدة الأخبار كما رسمها وخطط لها ووضع دستورها مصطفى أمين ، وشاركت فى أن تبقى الأخبار بوجودها بين الناس تقيس نبضهم وتتفاعل مع قضاياهم صحافة الملايين ، تنتفض لكل محتاج و تشفق على كل ذي حاجة ، وفى العديد من المواقف كان تشرح لنا فلسفتها وخلفياتها وماذا تعلمت من الكبار لكى تنقله لنا فنجاح الصحفى ليس فقط التصرف السليم المطلوب لإنجاز تحقيق أو تقرير إنسانى مكتمل الأركان ولكن النجاح لا يكتمل إلا بنقل الخبرة للجيل الجديد والمشاركة فى تعليم شباب موهوب وبنفس القدر الذي كانت مدام عفاف ترعى وتحتضن أبنائها الشباب والشابات في أخبار اليوم كانت لا تفرق بين الأخبار وبين الحالات الإنسانية تؤكد على فكرة التواصل بين الصحافة الإنسانية والمجتمع التي كانا لها صدى واسع بين قراء الأخبار، وبفضلها وكل الناشطات فى الصحافة الإنسانية، نجحت أخبار اليوم وتأكد ودورها الاجتماعي وأنها ليست معزولة عن المجتمع بل هي صحافة المجتمع.
عرفت عفاف يحي أخت وصديقه قبل أن تكون رئيسة أو مسؤولة ، كما عرفتها زوجة لإعلامي من جيل الرواد فى مجال الإذاعة فى مصر والوطن العربي إنه الإذاعى الراحل أمين بسيوني الذى شغل مناصب إذاعية وإعلامية مصرية وعربية وشارك فى تاسيس مدينة الانتاج الإعلامي إنه فعلا “كتاب عربي علم العالم كما يقول برنامجه الشهير ، كما أن مدام عفاف من أسرة إعلامية عظيمة الشأن في مصر فهي والدة علاء بسيوني وتامر آمين وهما إعلاميان ناجحان ومشهود لهما بالكفاءة والأدب وحسن الخلق والحضور الإعلامي كما ينبغي أن يكون.
أما علاقتي بعفاف يحيي من الناحية الشخصية فقد وجدت الصديقة الصادقة تشع على من حولها الحنان والتفاؤل والرعاية والحرص والأخلاق العالية رحمه الله عليها وأسكنها فسيح جناته وجعل لها نصيبا من دعوات كل من قدمت لهم يد العون والمساعدة.