تعتبر الصين بناء حضارة إيكولوجية، مهمة حيوية، وتعتبر المياه النقية والجبال الخضراء كنز عظيم مثل جبال الذهب والفضة، وتدفع في اتجاه تشكيل نمط التنمية والحياة الخضراء كــ مطلب ضروري لتنفيذ مفاهيم التنمية الجديدة. وهناك سياسة وطنية صارمة تتمثل في الاقتصاد في الموارد وحماية البيئة والتمسك بخلق بيئة جيدة لحياة الشعب الصيني وبالتالي خدمة الأمن الإيكولوجي العالمي أيضا.
وتعتبر بكين أن التغيرات المناخية تحد مشترك يواجهه كل البشرية. في مواجهة تحديات العصر، مثل التنسيق العلمي للتنمية الاقتصادية وحماية البيئة، والتصدي لتحدي التغيرات المناخية، استجابت الصين وأيدت المفهوم العملي لمجتمع مشترك للحياة بين الإنسان والطبيعة، ومفهوم ضرورة بناء مجتمع له مصير مشترك للبشرية، وتحقيق هدف معالجة تغير المناخ، حيث حققت إنجازات تاريخية في التعامل مع التغيرات المناخية، بل تسعى جاهدة لتعزيز إنشاء نظام إدارة مناخ عادل ومعقول وتعاوني ومربح للجميع.
وأصبحت البيئة الإيكولوجية الجيدة في الصين مصدر نمو للشعب الصيني ومصدر دعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والسلمية، ونقطة انطلاق قوية لعرض صورة الصين الرائعة، وغدت أرض الصين ذات سماء أكثر زرقة والجبال أكثر خضرة والمياه أكثر نقاء والبيئة أكثر جمالا.
ويعتمد بناء الحضارة الإيكولوجية في الصين على الشعب الصيني من خلاال تعزيز الوعي البيئي للمواطنين ودفع نمط حياة متسم بالااعتدال والغطاء الخضري والكربون المنخفض مع الحفاظ على الصحة، ونتيجة للمثابرة التي عملت بها الصين للحفاظ على البيئة وللجهود الجبارة التي بذلت في هذا المجال، فقد تحقق التناغم التام بين الإنسان والطبيعة في الصين.
وترى الصين أن بناء حضارة إيكولوجية مسؤولية مشتركة للبشرية ومن الصعب بقاء وتطور البشرية بدون حماية البيئة، وعانت الصين من تلوث في الهواء والماء والتربة على مدار عقود نظرا للنهضة الصناعية الجبارة التي شهدتها البلاد خاصة بعد سياسة الإصلاح والانفتاح ووجود ملايين المصانع والشركات والمشروعات وما أفرزته من عوادم مختلفة ساهمت في تلوث البيئة وخاصة الهواء وصاحب ذلك أيضا التوسع في إنتاج الطاقة حيث كانت أغلب المحطات الكهربائية تعمل بالفحم. كما شهدت المجاري المائية بالصين من أنهار وأحواض وبحيرات تلوثا بيئيا خطيرا سواء نتيجة الصرف الصناعي عليها أم نتيجة الأجسام الصلبة والمخلفات نتيجة النهضة الصناعية التي شهدتها البلاد وعدم الالتزام بالمعايير البيئية في فترات سابقة من تاريخ البلاد.
التكنولوجيا الحديثة ومعركة التلوث
لعبت التكنولوجيا الحديثة والتقنية المتقدمة دورا مهما وكانت بمثابة رأس الحربة في معركة الصين للوقاية من التلوث وحماية البيئة، وتمكنت من خلالها من السيطرة على كافة أنواع التلوث الذي كانت تعاني منه، ونتج عن ذلك تحسين كفاءة وجودة التنمية الاقتصادية بشكل ملحوظ وتحديث منظومة حوكمة الدولة ورفع قدرة الحوكمة في مجال البيئة الإيكولوجية، وتشكيل أسلوب التنمية الخضراء ونمط الحياة الخضراء على نحو شامل، وتحقيق التعايش المتناغم بين الإنسان والطبيعة.
ونظرا للجهود الجابرة التي بذلتها الحومة الصينية في سبيل حماية البيئة تمهيدا لبناء حضارة إيكولوجية تحقق التناغم التام بين الإنسان والطبيعة في الصين، فقد أشار تقرير قدم في أغسطس 2022 إلى جلسة اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني للمداولة حول تطبيق قانون حماية البيئة، إلى أن الصين حققت إنجازات ملحوظة في حماية البيئة وتحسينها .
وذكر التقرير أنه وبفضل جهود تطبيق القانون، صارت النظم الإيكولوجية الطبيعية مستقرة وإيجابية، بينما حافظ الغطاء الغابي وحجم المخزون في الصين على النمو، وحققت البلاد أكبر نمو في موارد الغابات بين جميع دول العالم.