ضمن الإنجازات المتتالية التي حققها الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه رئاسة الجمهورية في عام 2014، كان افتتاح الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا والتي قام بافتتاحها في 16 سبتمبر من العام 2020 في حضور رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ولفيف من الوزراء بالحكومة المصرية.. حيث تعد الجامعة تحفة معمارية بكل المقاييس.
الجامعة المصرية اليابانية
وتعتبر الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا جامعة بحثية حكومية مصرية، ذات طبيعة خاصة، مملوكة بالكامل للحكومة المصرية التي عملت جاهدة على إنشائها منذ نحو 14 عاما، بالتحديد عندما تم توقيع الاتفاقية الثنائية لإنشاء الجامعة بين حكومتي مصر واليابان في مارس من العام 2009، حيث بدأت الدراسة في مرحلة الدراسات العليا في ثمانية برامج هندسية بشهر فبراير 2010.
الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا اختارت الحكومة المصرية لإقامتها مدينة برج العرب الجديدة بمحافظة الإسكندرية، وتم اختيارها خصيصا كونها إحدى المناطق الصناعية الكبرى في مصر والتي تحتوي على خمس مناطق صناعية متنوعة، وبها أكثر من 1300 منشأة صناعية وإنتاجية، وتستقطب عددا كبيرا من الاستثمارات الدولية.
مصر واليابان
تعمل الجامعة المصرية اليابانية على إيجاد تعاون مشترك بين حكومتي مصر واليابان من أجل تعزيز العلاقات المصرية – اليابانية والتي من شأنها النهوض بالتنمية البشرية في المنطقة بأكملها، وذلك من خلال تعزيز الروابط والتعاون بين المؤسسات الأكاديمية المصرية واليابانية، وكذلك الشركات الصناعية لإجراء البحوث التطبيقية مع تطبيق المعايير التعليمية والسياسات والنظم اليابانية، والتعرف على أحدث التقنيات والأنظمة والتكنولوجيا اليابانية.
وترأس السفيرة فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولي السابقة ومستشارة رئيس الجمهورية للأمن القومي، مجلس أمناء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، والتي شغلت سابقاً منصب وزيرة دولة للشئون الخارجية، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قراراً جمهورياً بتعيينها مستشارة لرئيس الجمهورية لشئون الأمن القومي، لتصبح السيدة الأولى في مصر التي تتولى هذا المنصب.
ويعد الدكتور أحمد بهاء الدين خيري، الذي كان يعد القائم بأعمال رئيس الجامعة المصرية اليابانية، منذ فبراير 2010 هو أول رئيس يفوز بمنصب رئيس الجامعة بإجماع الأصوات، ليكون أول رئيس لها.
الدكتور عمرو عدلي
ثم تم تعيين الدكتور أحمد الجوهري، رئيس جامعة الفيوم الأسبق، رئيسا للجامعة 2014 .. بينما يرأس الجامعة حاليا الدكتور عمرو عدلي بعدما تسلم المنصب من الدكتور أحمد الجوهري، وذلك في يوليو من العام 2022، بعدما قرر مجلس أمناء الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا في الاسكندرية، برئاسة السفيرة فايزة أبوالنجا، وجميع أعضاء المجلس من الجانبين المصري والياباني بالإجماع، تعيين عدلي رئيسًا للجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا EJUST لمدة ٤ سنوات، حيث يمثل مجلس أمناء الجامعة السلطة المختصة بتعيين رئيس الجامعة وفقًا لنص الاتفاقية الثنائية المبرمة بين الجانبين المصري والياباني.
وتقلد عدلي، العديد من المناصب القيادية المحلية والدولية الرفيعة المستوى، حيث عمل نائبًا لوزير التعليم العالي والبحث العلمي لشئون الجامعات في العام ٢٠١٨، ونائبًا لرئيس جامعة القاهرة لشئون الدراسات العليا والبحث العلمي في العام ٢٠١٦، كما تولى منصب المدير التنفيذي لصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية STDF في العام ٢٠١٤، وعلى الصعيد الدولي عمل مستشارًا لمفوضية الاتحاد الأوروبي كأحد ٢ من الخبراء الذين قاموا باستحداث برنامج تمويل البحوث والتكنولوجيا والابتكار RDI لجمهورية مصر العربية بتمويل ١١ مليون يورو، وأيضاً مستشارا لبرنامج العلوم الأساسية والهندسية لدى مكتب اليونسكو الإقليمي بالقاهرة .
وعلى الصعيد العلمي يمتلك عدلي سيرة ذاتية ذاخرة في النشر الدولي والأنشطة العلمية الدولية، حيث تم اختياره رئيساً لتحرير واحدة من أكبر المجلات العلمية الدولية المرموقة المتخصصة في العلوم والتطبيقات المغناطيسية IEEE Transactions on Magnetics، كما أن له العديد من المؤلفات والأبحاث العلمية المنشورة دولياً، حيث نشر ١٣٦ بحثا معظمها في مجلات علمية عالمية.
وحصل عدلي على العديد من الجوائز والأوسمة المحلية والعالمية، وذلك لسجله المتميز في النشر الدولى وإدارة منظومات وطنية في تمويل البحوث وربط البحث العلمى بالمتطلبات الصناعية والتكنولوجية، فقد حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في العام ٢٠١٧، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الهندسية للعام ٢٠١٦، وجائزة الخريج المتميز من قسم الهندسة الكهربائية جامعة ميرلاند الأمريكية، وهى جائزة تمنح كل عام لثلاثة من خريجى القسم، وتسلم الجائزة في احتفالية بمقر الجامعة، وجائزة الدولة للتفوق العلمي في العلوم الهندسية لعام ٢٠٠٦ .
ونجح نحو 263 طالب ماجيستير ودكتوراة في التخرج من الجامعة حتى الآن، ويعمل معظمهم كأعضاء هيئة تدريس في الجامعات الحكومية والمراكز البحثية المصرية، بعدما نالوا دراسات وخبرات متميزة من الجامعة، مكنتهم من نيل وظائفهم المرموقة في التعليم العالي بجمهورية مصر العربية.
سياسة الجامعة المصرية اليابانية، تعتمد اعتمادا كليا على الاستفادة من النموذج الياباني في التعلم النشط المبني على التجريب والابتكار، الذى يعتمد على البحث العلمي والتطبيق العملي ومنهجية حل المشكلات والأزمات التي تعترض طريق النجاح.. كما تنفرد الجامعة نفسها بتخصصات أكاديمية بينية متفاعلة مع جميع القطاعات الصناعية والإنتاجية والخدمية، حيث تعد بالفعل جامعة بحثية من الطراز الأول، حسب المعايير العالمية.
المناخ المميز الذي يساعد علي التعلم والبحث والابتكار، هو أحد أهم ما تقدمه الجامعة لطلابها وأساتذتها والعاملين بها.. هذا بالإضافة إلى ممارسة الأنشطة الرياضية المتعددة في ظل وجود مدربين مؤهلين لتحفيز الطلاب بمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا على الاستمتاع بالرياضة المختلفة.. كما يمتد ذلك إلى الأنشطة الثقافية المتعددة، والتي يقدمها مركز الفنون الحرة والثقافة بالجامعة؛ مما يتيح تنوع الجرعة الثقافية اللازمة لبناء شخصية مميزة مفيدة للوطن وهو ما تسعى له الحكومة حثيثا في سبيل التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي لمواكلة النظام العالمي الحديث، على غرار اليابان وكوريا الجنوبية.
أيضا، الجامعة المصرية اليابانية توفر لمنتسبيها حرمًا جامعيًّا وإسكانًا مميزًا، من أجل إراحتهم وتفرغهم لإنجاز مهمتهم بشق طريق النجاح، دون الارتكان لأي أسباب قد تعترض سبيلهم في سنوات الدراسة.
ومن أبرز ما تمتلكه الجامعة، هي معامل مميزة وذات معايير دقيقة، في كل تخصصاتها متوافقة في ذلك مع معايير كبرى الجامعات اليابانية، بالإضافة إلى تميز أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من المصريين واليابانيين، وحصول العديد منهم على جوائز دولية ومحلية، ليكونوا مؤهلين تماما لتخريج أجيال من المتعلمين المميزين.
علاوة على ما تقدم، فإن الجامعات اليابانية الشريكة للجامعة المصرية اليابانية تسهم بفاعلية في تقديم حوالي 100 أستاذ زائر خلال العام الأكاديمي، بواقع 1400 يوم عمل / سنويا؛ بالإضافة إلى عشرة خبراء دائمي العمل بالجامعة، حيث تعتبر الجامعة نموذجًا ومثالًا يحتذى به في التعليم الدولي، وهو ما يؤكد السعي الدءوب من الحكومة المصرية لإنجاح التجربة.
وكان قد تم توقيع بروتوكول إنشاء المرحلة الأولى لحرم الجامعة في مدينة برج العرب الجديدة في 14مايو من العام 2016 بمبلغ 1.25 مليار جنيه.. كما تم توقيع بروتوكول المرحلة الثانية في 21 أغسطس من العام 2017 بمبلغ 3.75 مليار جنيه.. إضافة إلى أن نسب التنفيذ في كل من المرحلتين الأولى والثانية 100%، وقد بدأت الدراسة بالفعل في الحرم الرئيسي للجامعة في سبتمبر من العام 2019.
ويعتبر الهدف الأسمى من إنشاء الجامعة المصرية اليابانية هو خدمة التنمية البشرية في مصر والمنطقة العربية وإفريقيا.. كذلك جذب الشركات والهيئات اليابانية للتعاون معها بحثيا، بجانب استخدام إمكانات هذه الشركات في التدريب ونقل التكنولوجيات الجديدة وأساليب العمل المتطورة إلى مصر.
كما أنشئت الجامعة المصرية اليابانية لتحقيق عدة أهداف أهمها هو تتبع النموذج الياباني في التعليم الابتكاري المعتمد على البحث العلمي والتطبيق العملي ومنهجية حل المشكلات والأزمات، على أن تكون جامعة بحثية من الطراز الأول حسب المعايير العالمية حيث تضم نحو40% من طلابها من الدراسات العليا والبحوث المتطورة.
كما تنفرد بتخصصات أكاديمية متفاعلة مع جميع القطاعات الإنتاجية والخدمية ومهتمة بالمجالات العلمية ذات التخصصات المركبة ومعتمدة على الاستعمال المكثف لتكنولوجيا الاتصالات ونظم المعلومات.
وتستهدف جذب الشركات والهيئات اليابانية للتعاون معها بحثياً ولاستخدام إمكانات هذه الشركات في التدريب ونقل التكنولوجيات الجديدة وأساليب العمل المتطورة إلى مصر.
البرامج الدراسية
ويوجد عدد من البرامج الدراسية المتاحة في الجامعة المصرية اليابانية:
أولها كلية الهندسة وتضم:
( هندسة الإلكترونيات والاتصالات).. وكذلك (هندسة وعلوم الحاسب).. وأيضا (هندسة القوى الكهربائية).. بجانب (الهندسة الصناعية والتصنيع).. ومعها (هندسة الميكاترونيات).. وكذلك (هندسة وعلوم المواد).. وهناك (الهندسة الطبية الحيوية).
كذلك تضم الجامعة المصرية اليابانية في هذا المجال ما يسمى (إنترنت الأشياء).. و(النظم المدمجة).. و(علم الأعصاب الحسابى والروبوتات الإدراكية والمحاكاة)..و(أمن المعلومات السيبراني).. و(هندسة الحوسبة الكمية).. و(الهندسة الكيميائية والبتروكيماويات).. وأيضا (هندسة مصادر الطاقة).
أما ثاني البرامج التي تضمها الجامعة المصرية اليابنية هو( كلية إدارة الأعمال الدولية والإنسانيات) وتضم:
(نظام المحاسبة ونظم المعلومات).. وكذلك (إدارة الموارد البشرية).. و(برنامج إدارة الأعمال MBA ).
بينما البرنامج الثالث في الجامعة هو (معهد العلوم الأساسية والتطبيقية للدراسات العليا) ويضم:
( علوم النانو.. وبيوتكنولوجي.. والرياضيات الحسابية والتطبيقية.. ومواد الطاقة).
بينما المجال الرابع هو (برامج مهنية) وتضم الآتي:
( الحفاظ على التراث ويضم دبلوم، ماجستير).
أما عن البرامج المهنية الموجودة بالجامعة المصرية اليابانية فتضم التخصصات التالية:
( دراسات المحافظة على التراث وريادة الأعمال والابتكار والاستثمار والإدارة المالية والتسويق وإدارة الأعمال الدولية).
وكذلك تضم (التصنيع الدوائي).
بينما كلية الهندسة الموجودة بالجامعة المصرية اليابانية فتضم ما يلي:
( الطاقة لصناعة النفط والغاز).. ومعها (المدن والمباني المستدامة الخضراء) وكذلك (هندسة العمليات الكيميائية).. بجانب (الفيزياء النووية والتكنولوجيا والكيمياء الخضراء).. كما تضم (تكنولوجيا التصنيع المستدامة).. وكذلك (تكنولوجيا التصنيع الغذائي).. ومعها (طباعة الجرافين لاستخدامات الطاقة والإلكترونيات).
الجامعة المصرية اليابانية بدأت في قبول الطلاب الأفارقة من دول القارة المختلفة منذ العام 2016.. حيث تم تخريج حتى الآن ما يزيد على 15 من الحاصلين علي درجات الماجيستير و5 من الحاصلين علي درجة الدكتوراة في المجالات الهندسية المختلفة التي تقدمها الجامعة.
أيضا ضمت الجامعة نحو 15 دراسًا من 6 دول إفريقية؛ علما بأن الجامعة المصرية اليابانية المصرية، استقبلت أكثر من 150 طالب دارسات عليا من جميع الدول الإفريقية خلال الثلاث سنوات من العام 2020 وحتى العام الحالي 2023، وفقا لما اتفق عليه الرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس وزراء اليابان السابق شينزو آبي، خلال مؤتمر التيكاد السابع.
ومن أهم ما تقدمه الجامعة لطلابها هي خدمات داعمة للطلاب من خلال وحدة تدريب الصناعة، وتقوم بمهمة تقديم البرامج التدريبية للشركات والمصانع، ما يعد إحدى أهم مميزاتها التي تميزها دون غيرها من الجامعات الأخرى.
وتوجت أخيرا الجامعة المصرية اليابانية، بالجائزة الدولية لأفضل جامعة من حيث مؤشرات دعم ريادة الأعمال للعام 2023، والتى يمنحها المجلس الدولي للصناعات الصغيرة بواشنطن، إذ تم الإعلان عن الجائزة خلال اليوم الأخير للمؤتمر السنوى للمجلس، والذي عقد خلال الفترة من ٩-١٤ يوليو بمدينة جوانجو بكوريا الجنوبية.
وشدد الدكتور عمرو عدلي، رئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، على أن فوز الجامعة يأتي تتويجًا للاستفادة من الخبرات اليابانية وكذلك لجهود الجامعة في دعم ريادة الأعمال من خلال الحاضنة التكنولوجية والوحدات الاستشارية والمعسكرات العلمية للطلاب، وكذلك استثمار الابتكارات والكم الكبير من براءات الاختراع الناتجة عن جهود أساتذة وباحثين متميزين، وكذلك إداريون وخبراء على أعلى مستوى من الكفاءة.
وبقي أن ننبه إلى أنه يشترط للقبول في الجامعة المصرية اليابانية من الطلاب المصريين الحصول على الثانوية العامة المصرية أو ما يعادلها، على ألا يزيد عمر الطالب المتقدم على 21 سنة في تاريخ 1 سبتمبر في العام الدراسي المٌتقدم فيه، وعلى الذكور تقديم ما يوضح موقفهم من الخدمة العسكرية.
الوافدون في الجامعة المصرية اليابانية
أما بالنسبة للطلاب غير المصريين، فإنه يشترط عليهم الحصول على شهادة معادلة لشهادة الثانوية العامة تكون معتمدة من المجلس الأعلى للجامعات في مصر، كما ينبغي على المتقدمين الحاصلين على الشهادات الأجنبية تقديم إثبات استكمال نحو اثني عشر عامًا دراسيا كاملا، واجتياز اختبارات في اللغة العربية والتربية الدينية الخاصة بمرحلة الثانوية العامة، قبل أو بعد القبول بالجامعة.. كذلك يشترط في المتقدمين للالتحاق بالجامعة هو إجادة اللغة الإنجليزية (قراءة وكتابة) بجانب اجتياز اختبار اللغة الإنجليزية الخاص بالجامعة نفسها.