قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، خلال مؤتمر صحفي عقد بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة، إنه تم البدء في مشروع كبير لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة القاهرة منذ سنوات، وظهر ذلك في حجم التطور في المؤشرات الدولية خصوصًا بعد دخول 5 تخصصات ضمن أفضل 100 جامعة، والمنافسة مع جامعات لها تمويلات ضخمة وهو يعد دليلا على وجود تطوير حقيقي.
وأكد الدكتور محمد الخشت، أنه لابد من النظر بجدية شديدة إلى دور العلوم الإنسانية والاجتماعية وأيضًا العلوم الطبيعية ويجب أن نهتم بالبحث العلمي في قضايا الوطن وتحديات وهموم الناس وتحقيق مقاصد التنمية من أجل الرقي والازدهار.
ولفت الدكتور محمد الخشت، إلى أن العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة القاهرة كانت خارج أي تصنيف لكن الآن أصبحت في مراكز متقدمة، مؤكدًا أنه يطمح في أكثر من ذلك، وأن إطلاق الجامعة مشروعا لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية يأتي في إطار التركيز على مفاهيم جامعات الجيل الرابع والربط بين مختلف العلوم لأن مشروع البحث الذى ستموله الجامعة فى إطار هذا التطوير ليس مشروعا فرديا وإنما يشترط للتقدم أن يكون من خلال فريق بحثي من تخصصات متعددة، مؤكدًا أن التكامل ليس بين العلوم الإنسانية والاجتماعية وبعضها البعض فقط ولكن بين العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وقال الدكتور الخشت إن المشروعات البحثية يجب أن تركز على احتياجات المجتمع بالتكامل بين تخصصات عديدة، مشيرًا إلى أن حجم التمويل للمشروعات يبدأ من 200,000 جنيه ويصل إلى 1,000,000 جنيه بشرط أن تكون البحوث المتقدمة تخدم القضايا القومية وليست بحوثًا نظرية، وأن الهدف منها هو تحقيق تقدم على المستوى العالمي، وسد الفجوة المعرفية مع الجامعات المتقدمة، وخدمة المجتمع والناس.
ولفت رئيس جامعة القاهرة إلى أن الباحثين سيناقشون عددًا من المجالات والملفات منها ملف العمل الأهلي التنموي لأنه بدون المجتمع المدني والجمعيات الأهلية لن يحدث تقدم اجتماعي واقتصادي حقيقي لأن هذا هو دور العمل الأهلي، مؤكدًا أنه لابد أن يحدث تطور في العمل الأهلي وألا يعمل بشكل منعزل عن بعضه ولكن من خلال قاعدة معلومات واحدة حتى لا تحدث ازدواجية في الخدمة الاجتماعية وحتى تساعد بعضها البعض وبالتالي الانتقال بالمجتمع نقلة حقيقية جديدة.
وقال الدكتور الخشت، إن الجامعة تعمل على إنشاء عدد من الكليات الجديدة التي تخدم الوطن حيث تم إنشاء كلية النانو تكنولوجي وجاري الإعداد ل 3 كليات جديدة وهي كلية الطاقة الجديدة والمتجددة، وكلية علوم تكنولوجيا الفضاء، وكلية تطبيقات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وخلال المؤتمر الصحفي، قال الدكتور الخشت، إن مستشفى قصر العيني التعليمي الجديد (الفرنساوي) أصبحت تحتاج إلى تطوير جذري شامل بعد مرور أكثر من 30 عاما على إنشائه، مشيرًا إلى أنه مشروع تطوير الفرنساوي بدأ بالفعل منذ عام من خلال دراسات علمية متخصصة شارك فيها الأساتذة المختصون ومجلس إدارة المستشفيات الجامعية وتم التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص، موضحًا أن الدراسات العلمية لمشروع التطوير تمت بالتعاون بين مركز الاستشارات الهندسية بكلية الهندسة وإدارة مستشفى الفرنساوي وكلية الطب وأطراف متعددة ذات علاقة بالمشروع.
وأكد الدكتور الخشت، أنه طوال العام الماضي تم بذل الجهود لتأمين ميزانية لمشروع تطوير مستشفى الفرنساوي؛ منها عرض المشروع على لجنة الموازنة بالبرلمان حيث تم تأييد ودعم من أعضاء البرلمان وتمت الموافقة من وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية مشيرًا إلى أن تمويل المشروع سيكون جزءا منه من الدولة وجزءا من التمويل الذاتي للجامعة وجزءا من تمويل من البنوك، وذلك من خلال اجتماعات ولقاءات مع إدارات البنوك حيث تم تقديم مقايسة لمشروع التطوير لبنكي مصر والأهلي والمركزي بالإضافة إلى بنوك أخرى وتم بالفعل الحصول على 20,000,000 جنيه من البنك الأهلي المصري.
وأشار الدكتور الخشت، إلى حجم الإنجاز الذي تحقق بمستشفى الفرنساوي خلال جائحة كورونا لعلاج واستيعاب عدد كبير من الحالات المصابة لتلقي العلاج، مشيرًا إلى تحقيق معدلات نجاح عالمية في علاج الحالات المصابة.
كما أكد الدكتور الخشت، أن خطة تطوير مستشفى الفرنساوي لا تكتفي بشراء الأجهزة الطبية وتحديث البنية التحتية ولكن ستتضمن تحسين طريقة الإدارة وتحقيق إصلاح مالي وإداري وتحسين أحوال العاملين بها، لافتا أن الشائعات التي تثار حول بيع مستشفى الفرنساوي غير صحيحة، ومؤكدًا أن جامعة القاهرة بجميع قياداتها الإدارية والطبية قادرة على جعل الفرنساوى من أعظم المستشفيات وأنه لن يتم التفريط في العاملين بل سيتم توظيفهم بطريقة أفضل لخدمة المستشفى وخدمتهم. فلن نستغنى عن العاملين بالفرنساوى بل سنطور أداءهم على مهام تتلاءم مع طموحات التطوير وسنعمل على تحسين أحوال جميع العاملين ماديا واجتماعيا
وكان الدكتور محمد الخشت عقد مؤتمرا صحفيا بقاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة للإعلان عن إطلاق مشروعات جديدة أهمها مشروع بحثي لتطوير العلوم الإنسانية والاجتماعية وأدوارها في مواجهة التحديات القومية، و مشروع تطوير مستشفى قصر العيني التعليمي الجديد “الفرنساوي”، وتطوير التعليم المدمج، في ضوء الخطة الاستراتيجية لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وجامعة القاهرة وذلك بحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات، ومجلس إدارة مستشفيات قصر العيني، والصحفيين وممثلى وسائل الإعلام المختلفة.