أوضح الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس والتقويم التربوي، بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن هناك مجموعة من المشكلات ظهرت خلال امتحانات الثانوية العامة 2023 ولن يغيب على أي متخصص توقع حدوثها ومن الممكن حصر أهمها فيما يلي:
إشكالية تثبيت عدد الأسئلة في كل امتحانات العلمي والأدبي “٤٦ سؤالا منهم ٤٤ سؤال موضوعي؛ وسؤالين مقالي”، رغم أن تحديد أعداد الاسئلة في كل مادة يخضع للعديد من العوامل منها: مقدار المعلومات المتضمنة في كل مادة، وعدد الأبواب والفصول في المادة، فهناك مواد كبيرة وهناك مواد متوسطة وأخرى صغيرة الحجم، وكذلك طبيعة مستويات الأهداف المأمول تحقيقها من كل مادة فهناك مواد يمكن قياس أهداف عقلية عليا منها كالتحليل والاستنتاج والتركيب، مثل الكيمياء والفيزياء وأخرى لا يمكن أن تحقق الا أهداف ذات مستوى أقل مثل المواد الفلسفية والنفسية في الأدبي، ومن هنا كان من الواجب اختلاف عدد الأسئلة من مادة إلى أخرى حسب هذه المحكات، ولو الأمر بهذه البساطة لما خصصنا مقررات للتقويم التربوي في كليات التربية وقلنا للطلاب أن أي امتحان يجب أن يتكون من عدد محدد من الأسئلة.
الثانوية العامة 2023 ونواتج التعلم
وأضاف الخبير التربوي أن امتحانات الثانوية العامة 2023، شهدت اشكالية قياس نواتج تعلم مركبة بأسئلة اختيار من متعدد، ففي التقويم التربوي كل نمط من الأسئلة مقالية أو موضوعية له وظائف خاصة به، فالاسئلة المقالية تقيس نواتج التعلم المركبة مثل التحليل والتركيب وحل المشكلات الخ، مثلما الحال في حل مسائل الفيزياء والكيمياء والرياضيات والأحياء، بينما تقيس أسئلة الاختيار من متعدد نواتج التعلم الأبسط مثل التذكر أو الفهم أو التطبيق النظري دون خطوات، مثل مواد الأدبي، فكيف في ضوء ذلك يتم استخدام نفس العدد من الأسئلة المقالية والموضوعية في مواد العلمي والأدبي؟.
وتابع الإشكالية الثالثة كانت تثبيت زمن الامتحانات بين مواد العلمي والأدبي، تم تثبيت عدد الأسئلة المقالية والموضوعية في مواد العلمي والأدبي، على الرغم من أن أسئلة الامتحانات في الثانوية العامة 2023 في المواد العلمية غالبا ما تتطلب وقتا أكبر للإجابة على كل سؤال، خطوات حل، بينما لا تتطلب ذلك معظم مواد الأدبي، وهذا يعني عدم العدالة في كفاية الوقت بين العلمي والأدبي.
وأخيرًا: اشكالية وضع أسئلة صعبة على الطلاب بل والمعلمين، وهذه ناتجة عن عدم استخدام بنوك أسئلة بشكل حقيقي تحدد مستويات صعوبة كل سؤال، وتستبعد تلقائيا الأسئلة سواء الصعبة أو السهلة جدا، في ضوء تطبيقها أو تجريبها على الطلاب، بنوك الأسئلة تحتاج إلى سنوات طويلة من الإعداد، في حين أن السنة الحالية هي السنة الثالثة لتطبيق أسئلة الاختيار من متعدد، ومن الصعب الاستعانة بأي أسئلة من العامين السابقين، وبالتالي جاءت معظم الأسئلة من اجتهاد واضعي الامتحانات من الخبراء، فجاءت أعلى من مستويات الطلاب، واثارت المشكلات مثل امتحانات الكيمياء والتاريخ.
والحل لهذا الموضوع هو إدخال أسئلة الاختيار من متعدد بالتدريج على امتحانات الثانوية العامة وزيادة أعدادها سنويا، أما الحل الاَخر فكان في تطبيق امتحانات تجريبية على الطلاب وتحليلها إحصائيا.