كشف الدكتور تامر شوقي أستاذ علم النفس والتقويم التربوي، بكلية التربية جامعة عين شمس، أن امتحان الكيمياء لطلاب الثانوية العامة مازال يشغل بال عن بعض الأمور وكشف بعض النقاط التي لا بد من أن تتلافاها الوزارة خلال الامتحانات القادمة.
وفيما يلي بعض الملاحظات حول امتحان الكيمياء:
كيف لم يلتزم واضعو الامتحان بنفس شكل الورقة الامتحانية من حيث وضع الدرجات أمام كل سؤال رغم أن الوزارة وعدت بذلك، وطبقته في امتحاني اللغة العربية واللغة الأجنبية الثانية؟، ألا توجد ورقة تعليمات عامة لجميع واضعي امتحانات المختلفة ليلتزموا بها، فإذا كانت توجد ولم يلتزم بها واضعو الامتحان فتلك مصيبة أم إذا كانت لا توجد فالمصيبة أكبر، ولا بد في كل الأحوال من مساءلة المقصر لأن أبسط قواعد التقويم هو توحيد شكل الامتحانات في جميع المواد.
هناك فرق كبير بين الاسئلة متوسطة الصعوبة وهي هنا التي تميز بين مستويات الطلاب المختلفة والأسئلة الصعبة أو التعجيزية، وهي لا تميز بين الطلاب وتعتبر معيبة، مع ذلك اقتصر الامتحان في أغلبه على النوع الأخير.
لماذا لم يتم حتى الآن الإعلان عن نتائج العينة العشوائية؟ لتجنب القيل والقال وحتي نقلل من توتر الطلاب وأولياء الأمور قبل امتحان الفيزياء.
لو أن الامتحان مشتق من بنك الأسئلة لأصبح واضحا لواضع الامتحان مستوى صعوبة كل سؤال، وبالتالي استبعد الاسئلة مرتفعة الصعوبة والتي تحتاج وقت طويل لحلها بحيث يكيف الاسئلة المختارة مع وقت الامتحان، بحيث لو تم وضع سؤال يحتاج وقت طويل يتم تعويضه باسئلة اخرى تحتاج وقت قصير، أما أن تأتي أكثر الأسئلة تحتاج إلى وقت طويل فهذا مسؤولية واضع الامتحان، ويفقد الامتحان قدرته على القياس الصادق ولأصبح اختبار يقيس الذكاء والسرعة وليس التحصيل.
الامتحان كما وعدت الوزارة ٣٠ % يقيس أهداف بسيطة ٤٠% متوسطة ٣٠% أهداف عليا، مع ذلك وفقا لآراء أساتذة ومعلمين امتحان الكيمياء تجاوزت الاسئلة الصعبة فيه أكثر من ٦٠ % من الامتحان، وهذا إخلال بشروط وضع الامتحان التي حددتها الوزارة.
لماذا أصر واضع الامتحان على وضع أسئلة كثيرة تحتاج وقت طويل وخطوات عديدة؟ مع أنه كان من الممكن الاكتفاء بأربع أو خمس أسئلة تحتاج ذلك وأن تكون بقية الأسئلة تحتاج خطوات قصيرة.
معروف في التقويم التربوي أن أسئلة الاختيار من متعدد من طبيعتها أن يتم حلها بخطوات غير طويلة، وإلا كان الأنسب لها هو الأسئلة المقالية التي تقيس خطوات الحل وليس ناتج الحل فقط، وبالتالي وجب زيادة عدد المقالية عن سؤالين فقط بدلا من إلباسها ثوب أسئلة الاختيار من متعدد، ولا ستعد لها الطالب وفقا لذلك.
أخيرا يجب على الوزارة أثناء تصحيح العينة العشوائية مراعاة تصحيح درجة كل سؤال من أثر التخمين، حيث يصل التخمين في سؤال الاختيار من متعدد الي ٢٥%، فضلا عن زيادة حجم العينة العشوائية وتمثيلها لكل محافظات الجمهورية.
يتبقى في النهاية انتظار تقرير لجنة فحص مستوى الصعوبة لتأكيد أو نفي ما حدث من ادعاءات بصعوبة الامتحان، فقد يتم دحضها بالأرقام أو التأكد منها.
إجراءات التعليم بعد شكاوى امتحان الكيمياء
الجدير بالذكر أن الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أكد في وقت سابق أن أعمال تصحيح امتحانات الثانوية العامة 2023 تبدأ بعد مراجعة لجنة من ١٠ خبراء لدقة صياغة أسئلة الامتحان ونموذج الإجابة الخاص به، موجهًا بمراجعة لجنة الخبراء لامتحان الكيمياء لطلاب الثانوية العامة، ونموذج الإجابة الخاص به، وذلك بعد ما تردد من شكاوى بشأن صعوبة امتحان الكيمياء.
وأوضح الدكتور رضا حجازي أن التصحيح الالكتروني يحدد معامل الصعوبة لكل سؤال، مضيفا أنه إذا اتضح أن هناك سؤالا معامل صعوبته أكثر من المحدد له يتم اتخاذ الاجراء المناسب الذي يراعي صالح أبنائنا الطلاب وبما يحقق أيضا مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص.