تلعب الثورة المعلوماتية، دورا كبيرا في سوق العمل العالمي، وهو ما ينبئ باحتياج كبير في سوق العمل للكوادر المؤهلة في مجال تكنولوجيا المعلومات، والذي يضم تخصصات هامة ودقيقة كالذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وإنترنت الأشياء.
وتتوقع مؤسسة “هولون آي كيو الأمريكية” المتخصصة في بيانات سوق التعليم العالمي في أحدث دراسة قامت بها، أن يصل حجم سوق تكنولوجيا التعليم العالي عالمياً بحلول 2028، إلى حوالي 169.72 مليار دولار، وأشارت إلى أن الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يضم 1500 شركة تعمل في قطاع تكنولوجيا التعليم.
وتحتل مصر المركز الأول من حيث حجم ونمو هذا القطاع، تليها الإمارات ثم السعودية، ويمثل مجال العمل وتنمية المهارات أكبر المجالات بالقطاع وأكثرها استحواذًا على الاستثمارات، يليه مجال الخدمات المتعلقة بالتعليم الأساسي، ثم التعليم الجامعي انتهاءً بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة.
وأشار تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بأن هناك أكثر من 1.2 مليار طالب في العالم يستخدمون تكنولوجيا التعلم عن بُعد.
من جانبها قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بملاحقة المُستجدات بهذا المجال، وعملت على تعزيز الشراكة بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والشركات العالمية لدعم طلاب الجامعات وتسليحهم بآخر التطورات والتقنيات الحديثة، مع ضخ استثمارات كبيرة تتخطى 11 مليار جنيه في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
وأشار الوزير إلى جهود الوزارة في تقديم خدمات حكومية رقمية مُتميزة، وتحسين أداء الخدمات الإلكترونية بالوزارة والجهات التابعة لها، وكذلك تنفيذ العديد من المشروعات؛ لتطوير البنية التحتية والمعلوماتية بالجامعات الحكومية، والجامعات التكنولوجية، والمعاهد الفنية، والمراكز البحثية، والمستشفيات الجامعية، والاختبارات المميكنة، ونُظم التعلم الإلكتروني، وميكنة المستشفيات الجامعية، وذلك بإجمالي تكلفة تزيد على 11 مليار جنيه.
وأوضح الوزير أنه تم تطوير البنية التحتية والمعلوماتية لعدد 15 جامعة أهلية و9 جامعات تكنولوجية بتكلفة تبلغ 4.5 مليار جنيه، فضلاً عن تطوير البنية التحتية المعلوماتية لعدد 10 معاهد فنية حكومية بقيمة تقديرية بلغت 34 مليون جنيه (في المرحلة الأولى)، وجارِ تنفيذ المرحلة الثانية بقيمة تقديرية تصل إلى 65 مليون جنيه لـ35 معهدًا فنيًا.
ونوه الدكتور أيمن عاشور إلى تطبيق نظام الاختبارات الإلكترونية لعدد 92 كلية في 27 جامعة بعدد 30 ألف جهاز وبإجمالي 5459 مُقررًا، لخدمة 1254767 طالبًا بالمرحلة الأولى بقيمة 1.1 مليار جنيه، وجار تنفيذ نظام الاختبارات الإلكترونية لعدد 422 كلية بعدد 170 ألف جهاز بقيمة تقديرية تبلغ 3 مليار و335 مليون جنيه في المرحلة الثانية.
وأضاف الوزير أنه تم إصدار ما يزيد عن 750 ألف شهادة مُؤمنة لخريجي الجامعات الحكومية المصرية، وأرشفة 3 ملايين ورقة إلكترونية من مُستندات الوزارة، ومليون مستخدم على جميع منصات التعلم الإلكتروني، ومليون و200 ألف مُستفيد من الخدمات الاستشارية الطبية Online وإنشاء 10 “مراكز تدريب وإبداع مصر الرقمية” بالجامعات المصرية، و4 معامل إنترنت الأشياء و4 معامل كمعامل نموذجية للشبكات، فضلًا عن تدريب ما يزيد عن 20 ألف مُتدرب على شهادة أساسيات التحول الرقمي بالجامعات المصرية، وتنفيذ مشروع الكتب الرقمية بتحويل نسبة تزيد عن 75% إلى الصورة الرقمية.
من ناحيته طالب الدكتور أيمن عاشور إلى أهمية تبني سياسات وإجراءات الأمن السيبراني كجزء من استراتيجيات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وخططها التنموية، لافتًا إلى أن التعليم العالى يعُد بيئة غنية بالمعلومات والبيانات الحساسة التي تحتاج إلى حماية فعالة من التهديدات السيبرانية، ما يفرض أن تكون قضية الأمن السيبرانى على رأس أولويات الجامعات من عدة محاور وهى، التوافق مع أعلى معايير الأمن السيبراني، والتوعية والتدريب بين أعضاء هيئة التدريس والطلاب والموظفين، وتدريب العاملين فى مجال تكنولوجيا المعلومات بالجامعات على التعامل مع التكنولوجيات الخاصة بالأمن السيبراني، وإعداد كوادر مؤهلة من الخريجين فى هذا المجال، وتشجيع البحث العلمي فى التخصصات المُرتبطة به.
ولفت الوزير إلى الخطوات التي تم اتخاذها نحو تطوير المؤسسات التعليمية إلى الجيل الرابع من الجامعات، كجزء من أهداف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمى التي تم إطلاقها فى مارس الماضى، حيث تم ربط البحث العلمى بسوق العمل وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال لتحقيق رؤية مصر (2030)، وتلبية احتياجات السوق العالمية محليًا ودوليًا، مؤكدا على أهمية الشراكة مع مبادرات المجتمع المدنى والقطاع الخاص للارتقاء بجودة التعليم وتعزيز المعرفة والمهارات اللازمة لبناء المجتمع.
واكد الدكتور شريف كشك، مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للحوكمة الذكية، أن الوزارة ترعى المؤتمر من منطلق دورها في تطبيق التكنولوجيات الحديثة في التعليم، حيث ركز المؤتمر على الذكاء الاصطناعي والتعليم، بجانب مناقشة الاستراتيجيات التي تستطيع المؤسسات التعليمية الاعتماد عليها للاستفادة من الذكاء الاصطناعي ومن الفرص المتاحة لكي تتجنب المخاطر.
وأضاف كشك، أن هناك تطورا كبيرا خلال الفترة الأخيرة داخل بيئة العمل المصرية للاستفادة من هذه التكنولوجيا، فوزارة التعليم العالي في العام الماضي فقط أنشأت 12 جامعة من جامعات الجيل الرابع التي تطبق أحدث التقنيات، وتمثل بيئة خصبة لهذه الأنظمة الحديثة، وهناك أيضا 10 جامعات تكنولوجية أخرى، وهناك توسع في الأنظمة التي يمكن أن تمثل بيئة عمل للتكنولوجيا الحديثة.
وفقاً لبعض الدارسات والأبحاث المتخصصة، تبين أن نسبة ٤٨% من المعاهد والجامعات التقليدية في الدول المتقدمة كانت قد طرحت مناهجها بشكل مباشر على الإنترنت في العام ١٩٩٨، في حين ارتفعت النسبة إلى ٧٠ % في عام ٢٠٠٠، وفي المقابل هنالك جامعات لا تقدم خدماتها ومناهجها سوى عن طريق الإنترنت مثل جامعة إنجل وود وكولو وكابيلا.