رابية تورايوفا طالبة دراسات عليا تكتب
بمساعدة البعثات الدبلوماسية لجمهورية أوزبكستان قي منطقة الشرق الأوسط يتم بذل جهود نشطة لتطوير العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت ومصر والبحرين وعمان وقطر والأردن وإيران والهند وباكستان وجمهورية جنوب إفرقيا وغيرها من دول أخرى.
تتركز علاقات جمهورية أوزبكستان مع هذه البلدان بشكل أساسي على تطوير التعاون الاقتصادي حيث وافق مجلس الوزراء جمهورية أوزبكستان على برنامج الأنشطة لمواصلة تطوير التعاون الثنائي لجمهوريتنا مع الدول العربية. تجري الحوارات مع هذه البلدان على مستوى أعلى. على سبيل المثال، أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين أوزبكستان والإمارات العربية ٢٥ أكتبر، عام ١٩٩٢. بعد استقلال جمهورية أوزبكستان،
أصبحت الزيارات الرسمية مهمة في تطوير العلاقات وأرست الأساس لإقامة العلاقات ذات المنفعة المتبادلة.
مفاهيم البحث الرئيسية: علاقات دولية، القوى الناعمة، السياساة الخارجية، الدبلوماسية، التحديات والفرص، اتفاقيات جديدة، شراكة اقتصادية، المشاريع الاستثمارية
تقوم العلاقات بين أوزبكستان ودولة الإمارات العربية المتحدة على أساس الأهداف والمصالح السياسية المتبادلة والصداقة. أساس التعاون بين البلدين هو تفعيل الحوارات السياسية، والتعاون التجاري – الاقتصادي والاستثماري وتعزيز الإطار التعاقدي والقانوني. يتواصل تطوير التعاون الثقافي والتعليمي بين أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة، تقوم أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة بتوسيع التعاون في جميع المجالات. في عام 1992 بدأت القنصلية العامة لجمهورية أوزبكستان نشاطها في دبي. في عام 2007 تم افتتاح سفارة جمهورية أوزبكستان في الإمارات العربية المتحدة في أبو ظبي. في يونيو 2004 قررت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة فتح قنصلية عامة في أوزبكستان. في يونيو 2010 تم تحويل القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة في طشقند إلى السفارة. بين عامي 2008 و2010، تم اتخاذ تدابير لتطوير التعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة. ومنها: تنظيم زيارة عالية ورفيعة المستوى إلى أوزبكستان، وعقد الاجتماع الأول مجلس الاستثمار الوزبكستاني والإماراتي وتوسيع التعاون مع صندوق أبوظبي لتنمية.
قد وُقِّعَتْ على اتفاقيات التعاون بين وزارة العلاقات الاقتصادية الخارجية والاستثمارات والتجارة بجمهورية أوزبكستان ووزارة التجارة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، أمثال: تقديم المساعدة القانونية في الشؤون المدنية، وشؤون الأسرة، والعمل والتجارية، والتعاون في المجال الثقافي والإنساني، والتعاون في مجال الشؤون الجمركية ودخلت حيز التنفيذ.
اليوم، هناك 118شركة تعمل في بلدنا بمشاركة استثمارات إماراتية ، و 28 شركة الإمارات العربية المتحدة لديها مكاتب تمثيلية في أوزبكستان. إنها متخصصة بشكل أساسي في إنتاج المنسوجات ومواد البناء والفواكه المعلبة وفي أعمال الطباعة وتجارة الجملة والخدمات. في عام 9201 ، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 214 مليون دولار أمريكي. وفي المفاوضات التي جرت في هذا الصدد تمت مناقشة القضايا المتعلقة بالتوسع الشامل للتعاون الثنائي، وتعزيز التعاون العملي في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والابتكارية والمصرفية والمالية والثقافية والإنسانية وغيرها من المجالات.
كانت الزيارة الرسمية الأولى لرئيس جمهورية أوزبكستان شوكت ميرضيائيف إلى دولة لإمارات العربية المتحدة في مارس 2019 حدثًا سياسيًا مهمًا آخر أكمل مجمع الزيارات التاريخية. تشير نتائج المفاوضات التي أجريت هناك إلى بدء عهد جديد في العلاقات الأوزبكية الإماراتية .تبلغ القيمة الإجمالية للوثائق الموقعة حول التعاون في الاستثمار والتمويل والطاقة البديلة وتطوير الصناعة والبنية التحتية والزراعة وإدارة الجمارك وغيرها من المجالات أكثر من 10 مليارات دولار ، وهو تعاون طويل الأمد بين البلدين. أساس العلاقات متبادلة المنفعة.
ثمة إمكانات هائلة للتعاون في مجال السياحة. تحظى أضرحة أجدادنا العظماء وطبيعة أوزبكستان بشعبية كبيرة بين سكان الإمارات. في العام 2022، زاد عدد السياح من الإمارات إلى بلدنا 1.5 مرة. اعتبارًا من 1 يناير 2020 ، تم وضع نظام بدون تأشيرة لمدة 30 يومًا من يوم الدخول إلى أراضي أوزبكستان للشخص الذي حصل على وضع الإقامة في الإمارات العربية المتحدة. هذا من شأنه أن يساهم ليس فقط في تنمية السياحة، فحسب بل في زيادة تكثيف التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني والثقافي بين البلدين.
واليوم، أدى النجاح المالي والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى ترسيخ مكانتها كلاعب سياسي مهم ليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، ولكن على المستوى الدولي أيضًا. تلعب الدولة دورًا مهمًا في حل عدد من النزاعات في المناطق المحيطة وتساهم بشكل كبير في تقديم المساعدات الإنسانية.
كما حققت أبوظبي نتائج عظيمة في تنويع اقتصاد الدولة وتقليل اعتمادها على النفط. في عام 2018، بلغ الناتج المحلي الإجمالي الاسمي للبلاد 400.9 مليار دولار. احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى في المنطقة والمرتبة 11 من بين 190 اقتصادًا عالميًا في تصنيف ممارسة أنشطة الأعمال التنافسية العالمية.
بالنسبة لأوزبكستان، فإن التعاون المتبادل مع الدول التي حققت مثل هذه الإنجازات يفتح فرصًا سياسية واقتصادية واسعة في العديد من المجالات ويخلق ظروفًا مواتية للتوسع المستمر في العلاقات الخارجية لطشقند مع العالم العربي الإسلامي.
بادئ ذي بدء، تجدر الإشارة إلى التعاون الاستثماري. من المعروف أن دولة الإمارات العربية المتحدة معروفة ليست فقط بجاذبيتها الاستثمارية، ولكن أيضًا باعتبارها المركز المالي الرائد في المنطقة. على سبيل المثال، يمتلك صندوق استثماري كبير مثل “مبادلة” أصولاً تساوي حوالي 230 مليار دولار. في عام 2017، بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر لدولة الإمارات 14 مليار دولار. يتم توجيه 40 في المائة منهم إلى الدول الآسيوية.
ثانياً، في إطار تنفيذ مشاريع النقل والاتصالات عبر الإقليمية في اتجاه “الشرق والغرب” في وسط وشرق آسيا، تفتح آفاق كبيرة لتسريع التعاون التجاري والاقتصادي الشامل. في هذا الصدد، تعد الإمارات، التي يُعرف اقتصادها بأنها ثاني أكبر قطاع في الشرق الأوسط، واحدة من الأسواق الواعدة لتصدير مختلف السلع الأوزبكية. في عام 2017، بلغ إجمالي حجم الواردات السلعية إلى الإمارات 278 مليار دولار، بما في ذلك 16.4 مليار دولار أنفقتها الإمارات على الواردات الغذائية وحدها. بالنظر إلى أن أوزبكستان هي أكبر سوق في آسيا الوسطى مع 36 مليون مستهلك، فإن بلدنا الذي يتمتع بقاعدة صناعية متطورة وإمكانات عالية من موارد العمل يمكن أن يصبح الشريك الاقتصادي الرئيسي لدولة الإمارات العربية المتحدة
ثالثا، يتمتع كلا البلدين بإمكانيات غير محدودة للتعاون المتبادل في مجال السياحة. تعد دولة الإمارات العربية المتحدة، ببنيتها التحتية المتطورة ومستوى خدماتها العالي، من أكثر الوجهات السياحية شهرة في العالم. في هذا الصدد، تعتبر أوزبكستان، بتراثها الثقافي والتاريخي الغني، وظروفها المناخية الملائمة، وتطورها الداخلي المستقر، وجهة سياحية واعدة لسكان الإمارات، الذين لديهم الفرصة للقيام بزيارة تاريخية في أوزبكستان.
تم تحديث مجالات التعاون في اتفاقية الشراكة الاستراتيجية لتشمل القطاع المالي. قطاع التعليم؛ اقتصاد؛ القيادة الحكومية والأمن الغذائي والزراعة ؛ والموانئ والجمارك. إن توسيع نطاق الشراكة الاستراتيجية يعكس العلاقات المتميزة بين الحكومتين، ويبني على النجاح الذي تحقق من خلال الشراكة التي تم إطلاقها في أبريل 2019 ، بهدف تطوير القدرات المؤسسية وتعزيز كفاءتها من خلال الاستفادة من أفضل الخبرات والنماذج الحكومية المتقدمة.
يتواصل تطوير التعاون الثقافي والتعليمي بين أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة. وتجري مناقشة آفاق تطوير التعاون الثقافي-التربوي ودعم الشباب بين البلدين في الاجتماعات الرسمية لرؤساء البلدين. للترويج على نطاق واسع للآثار والقيم الثقافية والتعليمية الغنية لأوزبكستان، مساهمة كبار المفكرين الذين ولدوا ونشأوا في بلدنا في تطوير الحضارة العالمية، وكذلك لضمان توظيف الشباب، الأصحاء بينما يتم تبادل الخبرات المتبادلة بينهم من حيث تعزيز نمط الحياة ودعم المبادرة. إلى جانب ذلك، فإن الشركات الخاصة من الإمارات العربية المتحدة مهتمة بدخول السوق الأوزبكي. أكثر المجالات الواعدة هي الصناعات الكيماوية والتعدين والمعدنية والنسيجية. في 15 فبرايرالعام 2023، قامت مجموعة عمل برئاسة وزير الاستثمار والصناعة والتجارة الأوزبكي معالي لزيز قودراتوف بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة. وعُقد في اليوم الأول من الزيارة اجتماع ومفاوضات مع قيادة وزارة الاقتصاد الإماراتية ووزارة الطاقة والبنية التحتية. وأثناء المفاوضات مع مالي الوزير سهيل محمد المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية الإماراتي ناقش الجانبان مسائل توسيع نطاق التعاون الاستثماري بهدف تطوير قطاع الطاقة والبنية التحتية. وأتاحت المفاوضات فرصة لتحديد الإجراءات الرامية إلى توسيع نطاق التعاون وإقامة العرض التقديمي للمشاريع الاستثمارية المشتركة.
باختصار، هناك فرصة كبيرة للتطوير المستمر للتعاون المتبادل والمنفعة المشتركة بين أوزبكستان والإمارات العربية المتحدة في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية.
رابية تورايوفا، طالبة دراسات عليا في كلية العلاقات الدولية والسياسة العالمية
بجامعة الاقتصاد العالمي والدبلوماسية