بعد معاناة وطرق عشرات الأبواب و”الوسايط” للبحث لدخول الحضانة القريبة من المنزل دفعت صاحبتى أسماء 30 ألف جنيه لإلحاق طفلتيها بحضانة في عين شمس، وعندما سألتها باستغراب: ماذا يدرسون لهما؟ قالت بسهولة: ولا حاجة الطفلتان تبكيان منذ أتركهم فى الصباح حتى أعود لهم فى الظهر، لكن الحمد لله مؤخرا بدؤا يعطوهم وقتا للزحاليق والمراجيح!
قلت وليه تعب القلب؟ قالت أسماء لأن التفرغ للطفلتين معناه انقطاع مرتبى فى ظروف اقتصادية صعبة لا يتحملها مرتب زوجي المحدود!
أسوق هذه الحكاية الواقعية لوزارة التربية لأن رياض الأطفال من وجهة نظري هي الخطوة الأهم لتطوير المجتمع والتعليم قبل الجامعي!
وهى تتفق مع ما أعلنه الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني خلال كلمته في فعاليات “الاجتماع التأسيسي للشراكة العالمية للتعليم” مع الوضع في الاعتبار أن رياض الأطفال من أهم المراحل وما يحدث حاليا من المدارس الخاصة والحكومية ايضا هو عملية تعذيب متكاملة الأركان للبيت المصري الطفل وأمه والأسرة كلها.. فماذا تفعل المدرسة لطفل عمره ثلاث سنوات ولماذا التعسف في إجراءات التحاقه بالحضانة، لابد من واسطة وإمضاء من الوزير شخصيا !
أعتقد ان أول خطوة لتطوير التعليم الذي نحاول تطويره منذ عقود طويلة، هو ما أعلنه الوزير عن نجاح الوزارة في تحليل قطاع التعليم قبل الجامعي مستندة إلى النهج العلمي واستخدام الأدلة وأنه يتم إعداد خطة التطوير في ضوء نتائج هذا التحليل العلمي وأن الوزارة تحرص على توسيع نطاق المشاركة المجتمعية بضم جميع أصحاب المصلحة من داخل العملية التعليمية وخارجها، وهذه خطة استراتيجية مقدرة لكن لماذا لا يشمل هذا التحليل طفل الروضة والحضانة وهي مرحلة خطيرة شئنا أم أبينا فى تنشئة الطفل وإعداده للمراحل التعليمية التي تهم معالي الوزير!
أعتقد ان هذا التحليل قد يصل بنا إلي أن نبدأ من حيث انتهى الأخرون عند المرحلة ما قبل الابتدائية، أحلم مثلا أن تجد أسماء وأخواتها وزميلاتها من الأمهات العاملات المشاركات فى بناء المجتمع وإعالة الأسرة وإعانة الزوج التي يصل طفلها الي سن الحضانة ايميل او خطاب من الوزارة يبلغها بأن طفلها قد تم الحاقة بالحضانة المجاورة لمنزله وما عليها إلا أن تتبع خطوات محددة للالتحاق هذه هي نقطة البداية التى نعبر بها عن احترام الأسرة والتخفيف من معاناتها والقضاء على الاستغلال بكل أشكاله باسم الطفولة !