أوضح الخبير التربوي تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن نظام التقويم الخاص بالثانوية العامة، تم بذل الكثير من الجهود فيه لتحسين العملية الامتحانية من قبل وزير التربية والتعليم والتعليم الحالي الدكتور رضا حجازي.
وأضاف الخبير التربوي أن نظام امتحانات الثانوية العامة مازال عليه بعض الملاحظات ليكون على أساس علمي وتربوي سليم، ومن أهم هذه الملاحظات مايلي:
- تخصيص نسبة ١٥ % فقط من أسئلة الامتحانات للمقال و ٨٥% للأسئلة الموضوعية “الاختيار من متعدد” ليس له أي أساس علمي أو تربوي.
- بعض الامتحانات تقل فيها نسبة أسئلة المقال القصير عن ١٥ % وهذا وضع يحتاج إلى إعادة النظر فيه.
- استخدام كل نمط من الأسئلة له وظائف خاصة به “أو يقيس نواتج تعلم لا يمكن أن تقيسها الأنماط الأخري”، وبالتالي فإن أسئلة المقال الطويل “غير المتضمنة في الامتحانات” تقيس نواتج تعلم ولها وظائف تربوية وتقويمية لا يمكن أن تقيسها أسئلة المقال القصير أو الاختيار من متعدد، وهذا يعني إسقاط قياس تلك النواتج التي تعتبر هي الأهم في العملية التربوية.
- إذا كان الداعي لإلغاء أسئلة المقال الطويل في امتحانات الثانوية العامة هو أخطاء التصحيح البشري فلا بد من معالجة تلك الأخطاء وليس إلغاء تلك الأسئلة، لا يمكن أن يكون المبرر للقضاء علي أي مرض هو التخلص من الناس المصابين به بل معالجة المرض.
- تثبيت أعداد الاسئلة المقالية والموضوعية في كل امتحانات الشعبة الأدبية والعلمية، لطلاب الثانوية العامة 2023 يخالف كل قواعد العلم والمنطق، كيف أساوي في عدد أسئلة الاختيار من متعدد والمقال بين مواد مثل الكيمياء والفيزياء، التي يتطلب محتواها حل مسائل تتضمن خطوات متعددة للوصول الي حلها، وبين مواد علم النفس والاجتماع والتاريخ والفلسفة، التي يتطلب محتواها التفكير والاستدلال العقلي فقط، وهي نواتج تعلم أقل مستوى نسبيا.
- تحديد عدد كلي ثابت من الأسئلة لكل المواد مثل اللغات الاجنبية الأولي رغم اختلافها “الإنجليزية أو الفرنسية أو الألمانية” أو بين اللغات الاجنبية الثانية رغم اختلافها، أو بين كل مواد الشعب العلمية والادبية، ليس له أي أساس، لأن بعض المواد قد يتطلب محتواها عدد أسئلة اكبر سواء موضوعية أو المقالية، بينما توجد مواد اخري قد لا يتحمل محتواها العدد المحددة لها من الأسئلة، وبالتالي لا بد من إعادة النظر في ذلك الأمر، بالتالي يجب تحديد عدد الأسئلة المقالية والموضوعية والعدد الكلي من أسئلة الامتحانات وفقا لطبيعة كل مادة ولا يصح تثبيتها.
- لا يوجد أي منطق تربوي لتخصيص نفس الدرجات أسئلة الاختيار من متعدد والتي يتم فيها إعطاء الطالب إجابات أو بدائل ليختار فقط منها لطلاب الثانوية العامة 2023، وقد يقوم بخطوات الحل صح ولكنه يصل إلى إجابة خاطئة ومن ثم يُغطي صفر، أو قد يقوم بخطوات الحل خطأ ولكنه يخمن الإجابة وبالتالي يُعطي الدرجة كاملة. فالأسئلة المقالية التي يستنتج فيها الطالب الإجابة وقد يقوم بخطوات الحل صح ولكنه يخطئ في الناتج النهائي مع ذلك يمنح درجات على خطوات الحل، بينما يحرم من أي درجة في حال حدوث ذلك في سؤال الاختيار من متعدد، منتهي التناقض والحل هو تخصيص درجات أكبر للاسئلة المقالية ودرجات أقل الموضوعية، وخاصة انها سهلة الغش جدًا، كما أن أسئلة المقال تقيس عمليات التفكير وهي الهدف الأهم لعملية التعلم، وليس الناتج النهائي الأقل أهمية في عملية التعلم.