نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، حلقة نقاشية ضمن فعاليات مؤتمرها العلمي الدولي الثامن والعشرين لكلية الإعلام، بعنوان “واقع ومستقبل المنصات الرقمية العربية: رؤى نقدية واستشرافية”،وبدأت فعاليات الحلقة النقاشية بكلمة افتتاحية للدكتورة منى الحديدي، الأستاذ بكلية الإعلام بالجامعة ورئيس الجلسة، أشارت فيها إلى أهمية موضوع الحلقة نظرًا إلى أهمية الحوار بين قطاع الأكاديميين والمُمارسين على مستوى التخطيط والإدارة، فضلا عن الاهتمام بالرؤى المستقبلية حتى نستطيع التماشي مع الغرب.
ومن جانبه، أوضح د سامي الشريف، عميد كلية الإعلام بالجامعة الحديثة MTI ، أهمية التحول الرقمي في كافة المجالات كالتعليم والطب والزراعة والفلك وغيرها، لافتا إلى أن المنصات الرقمية العالمية بدأت في التواجد على ساحة الفضاء الإلكتروني منذ عام ١٩٩٧ ولكنها بدأت في الإنتاج منذ ٧ سنوات مثلًا، مؤكدا أن منصة “نتلفيكس” أحدثت طفرة كبيرة في نوعية المحتوى المُقدم للجمهور، كما أن جائحة كورونا ساهمت في جعل المنصات الرقمية تلعب دورًا فعالًا في حياة الأفراد، إلا أنه يوجد إشكالية تتعلق بالإنتاج الخاص بهذه المنصات التي تقدم قيم وعادات تتصادم مع المجتمعات العربية، مضيفا أن الدولة المصرية واجهت ذلك من خلال إطلاق منصات جديدة مثل شاهد و.watch it.
وأضافت أ.د أماني فهمي، عميد كلية الإعلام بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، أن المنصات الرقمية هي عبارة عن نماذج تجارية تعتمد على استخدام التكنولوجيا لتبادل المعلومات وتحقيق بعض الخدمات التبادلية، مشيرة إلى اختلاف التقسيمات الخاصة بكل منصة وفقا لنموذج الأعمال والهدف الأساسي من تأسيسها، مؤكدة أن المنصات الموجودة في مصر تسويقية واستهلاكية فقط؛ مما يعني أننا أفراد مستهلكين وليس منتجين وهو الأمر الذي يشكل خطرًا على المجتمعات، منوهة إلى وجود تحديات عديدة لاستخدام المنصات منها اختراق الخصوصية وانتشار المعلومات المضللة ووجود ممارسات غير صحيحة.
وبدورها، أوصت .د إيناس أبو يوسف، عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية، بضرورة تدريب الكفاءات المهنية وتقديم التغطيات الاستقصائية مع الإلتزام بالقواعد المهنية مما سيؤدي إلى مستقبل إعلامي رقمي ذو مستوى جيد، مشددة على أهمية تطوير المناهج النظرية حتى نخلق جيل إعلامي حِرفي ذو رؤية معينة.
وفي ذات السياق، أكد سمير عمر، مدير مكتب سكاي نيوز عربية بالقاهرة، ضرورة تدريب الكوادر الإعلامية حتى يستطيعوا العمل في مختلف المنصات المقروءة والمسموعة والمرئية، حيث إن الإقبال على المنتجات الإعلامية التي تُنشر عبر الوسائط التقليدية سيتراجع في الفترات القادمة، وسيتم بث الرسائل الإعلامية من خلال الهواتف الذكية؛ لذا ينبغي الاهتمام بالإعلام الإلكتروني الرقمي.
وقالت .د سهير صالح، عميد المعهد الدولي للإعلام بأكاديمية الشروق، أن المنصات الرقمية أصبحت مُتاحة الآن لجميع الشرائح وهو الأمر الذي يمثل خطورة؛ نظرا لأن المُتلقي أصبح لا يُقدر الجهد الذي تقوم به وسائل الإعلام التقليدية، لافتة إلى وجود جوانب إيجابية من انتشار هذه المنصات أبرزها تنوع وجرأة الموضوعات السياسية والاجتماعية التي يتم طرحها على الساحة الإعلامية، كما يوجد آثار سلبية تتصل بها منها زيادة العزلة الاجتماعية بين أفراد الأسرة.
ومن جانبها، أشارت د دينا أبو زيد، وكيل كلية الإعلام بجامعة عين شمس، إلى ضروة توعية الشباب حتى لا يقعوا في فخ إدمان المنصات الرقمية الحديثة، حيث يقوم بعضهم باستغلال معظم وقتهم في تصفحها وخاصة بعد جائحة كورونا، مضيفة أن هذه المنصات تتسم بعدد من المميزات مثل التفاعلية والتنوع في عرض المحتوى.
وعقبت أ.د منى الحديدي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة القاهرة ورئيس الحلقة، قائلة أنه لابد من التخطيط للمنصات الإعلامية والتركيز على التنوع في المحتوى، وأيضًا فهم الاستثمار العربي في مجال المنصات الإعلامية الرقمية، مشيرة إلى أن المجلس القومي للأمومة والطفولة بالتعاون مع منظمة اليونيسف سيصدر قريبًا محتوى خاص بالتربية الإعلامية والرقمية.
وخلصت الحلقة النقاشية إلى مجموعة من التوصيات من أهمها ضرورة تطوير مقررات ومناهج الإعلام بما يتفق مع متطلبات العصر الرقمي، ووجود رؤية مؤسسية أكثر تنظيمًا تحتوي على أخلاقيات إعلامية ومهنية محددة، وتدريب العاملين بمجال الإعلام بحيث يتم الاهتمام بالجانب المهني وتطوير المهارات بالتوازي مع الاهتمام بالجوانب الأخلاقية للمهنة، مع التركيز على جعل الإعلاميين شريك أساسي في عملية التنمية البشرية.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يُقام في الفترة خلال يومي ٧-٨ مايو ٢٠٢٣ تحت عنوان “صناعة المحتوى الإعلامي في العصر الرقمي: الآليات والتحديات”، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، و برئاسة الأستاذة الدكتورة حنان جنيد، عميد كلية الإعلام، وتحت إشراف الأستاذة الدكتورة وسام نصر وكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث وأمين عام المؤتمر، وبمشاركة عدد كبير من الباحثين وأساتذة وخبراء الإعلام المصريين والعرب والأجانب.