كتبت- بتول عصام
نظمت كلية الإعلام جامعة القاهرة، اليوم الأحد ٧ مايو، حلقة نقاشية ضمن فعاليات الجلسة الخامسة، تحت عنوان “إنشاء المحتوى في العصر الرقمي: البحث عن قيمة مضافة وبناء الثقة مع الجمهور”، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر العلمي الدولي الثامن والعشرين لكلية الإعلام، المُقام تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، والدكتورة حنان جنيد عميدة كلية الإعلام ورئيس المؤتمر، وبإشراف الدكتور وسام نصرأمين عام المؤتمر ووكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والأبحاث، ترأس الجلسة الدكتور سامي طايع، الدكتورة نرمين الأزرق (مُعقباً)، وبحضور الدكتورة آلاء فوزي مقرر الجلسة.
وانطلقت فعاليات الحلقة النقاشية بكلمة افتتاحية لـلدكتور سامي طايع ذكر فيها أننا نعيش في عالم يملؤه الارهاب، وأن الغرب يعاني من صورة نمطية سلبية عن العرب، تتسم بالإرهاب والعنف، حسب تعبيره.
صناعة المحتوى الرقمي ومواجهة الشائعات
وأكد “طايع” أن وسائل الإعلام هي المصدر الأساسي للمضمون السلبي، خاصًة الرقمية، من خلال بث خطابات الكراهية والأخبار الكاذبة والشائعات عبر المحتوى الرقمي، مشددا على ضرورة تمكين الجمهور، وتعليم الشباب كيفية التعامل الصحيح مع وسائل الإعلام، والعمل على تدريب الشباب وحثهم على الالتزام بأخلاقيات الإعلام، لإكسابهم العديد من المهارات.
بدوره، عقب كانديدو كريس “المستشار الثقافي للسفارة الإسبانية بالقاهرة”، بأن بناء الثقة في العلاقة بين العملاء والمواطنين أمر هام للغاية، مضيفًا بأن الثقة تعتمد على مجموعة من الأسس، منها الشفافية في الإجراءات والقرارات، وأن هناك دورا كبيرا للغاية لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصًة أن المحتوى الإعلامي يسعى إلى إضافة جديدة للجمهور، لبناء المجتمعات بشكل أفضل، وتقديم محتوى رقمي جيد.
وأوضح ” المستشار الثقافي للسفارة الإسبانية” بأن هناك العديد من القواعد لمواجهة المخاطر التي تفرضها علينا وسائل الإعلام، وتتمثل هذه القواعد في فهم الجمهور، والاستماع إليهم، وتكوين الثقة بين الجمهور ووسائل الإعلام، وينبغي أن تتنوع الموضوعات المطروحة بين الخبرة والكفاءة، ومؤكدًا على ضرورة موازنة السرعة مع الجودة والمصداقية، وذلك يتطلب وجود نوع من المرونة والفهم الجيد.
من جانبها، أعربت نوريا سانز “مدير مكتب اليونسكو بالقاهرة” عن سعادتها بالشراكة بين اليونسكو وكلية الإعلام جامعة القاهرة، وقالت إن وسائل التواصل الاجتماعي أصحبت مهمة للغاية؛ “لأننا نستطيع بها فعل أي شيء، والتواصل مع أي شخص أينما كان”، مضيفة بأن الشباب أصبحوا على وعي نوعًا ما بكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكلها الجديد، وذكرت أن اليونسكو تعمل في أكثر من دولة لتوجيه المواطنين كيفية التعامل مع الصحيح مع وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي على حسب ثقافتهم وربط ذلك الأمر بالسلام العالمي.
وأشارت الدكتورة كارولين ويلسون أستاذ بجامعة “أونتاريو” في كندا، خلال مشاركتها، عبر منصة زووم إلى نتائج ورقتها البحثية، والتي جاءت بعنوان “محو الأمية الإعلامية”، مؤكدة على أن الأمية لا تتعلق بمعرفة القراءة والكتابة فقط، إنما تتعلق بكيفية تواصل المجتمع، والممارسات والعلاقات الاجتماعية المختلفة، حول المعرفة واللغة والثقافة، مشيرة إلى أن أولئك الذين لا يستطيعون استخدام القراءة والكتابة هم أفضل من يقدر فكرة “محو الأمية كحرية”.
وأوضحت “أستاذ جامعة “أونتاريو” بأن مصطلح “محو الأمية الإعلامية” يعتمد على تعريف موسع لمحو الأمية ويتضمن الوسائط المطبوعة وغيرها، كما تشمل النصوص وأي أشكال اتصال تنتج عبر الإنترنت، الإعلانات، والمواقع الإلكترونية، والأفلام، واللوحات الإعلانية، مؤكدة على أن هناك مجموعة من المبادئ الأساسية الخاصة بالإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهي أن الإعلام يبني نسخًا من الواقع، وأن جميع الوسائط الرقمية تنقل قيماً أيدولوچية ولها آثار اجتماعية وسياسية، وآثار تجارية كما أن كل “وسيط” له لغته الخاصة أوالرموز والمصطلحات الخاصة به، فيرتبط الشكل والمحتوى ارتباط وثيق بالرسائل والبيئات الاعلامية، بحسب تعبيرها.
وخلال كلمته عبر منصة زووم، قال ألكسندر ڤوسي رئيس مؤسسة MIL التابعة لمنظمة اليونسكو ومتخصص في الخطاب الإعلامي، إن تحديات صناعة المحتوى في العصر الرقمي تتمحور حول زيادة الأخبار الكاذبة على الجمهور في مختلف أنحاء العالم.
الموازنة بين السرعة والمصداقية في صناعة المحتوى الإعلامي
بدورها، قالت الدكتورة سالي طايع «أستاذ مساعد، كلية الإعلام واللغة، الأكاديمية العربية» إن وسائل التواصل الاجتماعي سمحت بالوصول لمصادر معلومات لا حصر لها ويستفيد من ذلك بشكل أخص صانعي المحتوى على الإنترنت، منوهة إلى تطور الإشراف الآلي على المحتوى، فتحولت عملية الحراسة من البشر إلى الخوارزميات، لافتة إلى أن ما يحدث الآن من تراجع الثقة في الصحافة ووسائل الإعلام من قبل الجماهير المختلفة.
صناعة المحتوى الرقمي والمشاكل الأخلاقية
وأوضحت “طايع” أن الإبحار في الوسائط الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي يشمل عوامل مثل، إضفاء الطابع الشخصي على المحتوى والبيانات الضخمة وتحليلات الجمهور، وإمكانيات أخرى حديثة مثل تدقيق الحقائق وتعديل المحتوى، محذرة من تعرض الجمهور للعديد من المخاطر والتحديات بسبب الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، زيادة عملية التحيز مما تسبب في بعض المشاكل الأخلاقية، إضافة إلى عدم وجود رقابة بشرية كافية لتحجيم المحتوى الضار، بالإضافة إلى مخاوف الخصوصية عند البعض،والاستخدام الخاطئ لأدوات الAI أو الذكاء الاصطناعي.
وعلى جانب آخر، تحدثت “طايع” عن الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي فهي تهدف لكسب المال من خلال تعظي عملية المشاهدات التي تقوم على إغراء الجمهور، مشيرة إلى أنه من الجوانب الأخلاقية الهامة أيضاً أن ٧٠٪ من المحتوى الذي تتم مشاهدته على تطبيق “youtube” مبنى على التوصيات وليس على عمليات بحث المستخدمين.
وحول ما يخص الأخبار الكاذبة، ذكرت “المدرس المساعد بالأكاديمية العربية” بأنه طبقاً لمركز تتبع المعلومات المضللة في الحرب الروسية الأوكرانية، بأن ٣٣١ موقعاً ينشر معلومات مضللة عن الحرب.
واختتمت “طايع” بذكر أهمية تطوير هذه المهارات، فيمكن للأفراد أن يصبحوا مستهلكين أكثر أهمية لوسائل الإعلام والمعلومات، وأكثر قدرة على تحديد وتقييم مصادر المعلومات المضللة والأخبار المزيفة وأكثر قدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن تجاربهم عبر الإنترنت.
واختتمت الدكتورة نرمين الأزرق، الجلسة، بتوجيه الشكر لجميع المتحدثين، معبرة عن تأييدها لما قاله الدكتور سامي طايع عن الوعي الإعلامي، الذي جعلها تفكر مستقبلًا أن تقوم بتنفيذ مؤتمرات تتحدث عن الوعي الإعلامي؛ لأنه من الضروري التركيز على ذلك الأمر، وطلبت من الدكتور سامي طايع، ضرورة تنفيذ مؤتمرات خاصة بالوعي الإعلامي لطلاب كلية الإعلام جامعة القاهرة.
الجدير بالذكر أن المؤتمر يُقام في الفترة خلال يومي ٧-٨ مايو ٢٠٢٣ تحت عنوان “صناعة المحتوى الإعلامي في العصر الرقمي: الآليات والتحديات، وذلك تحت رعاية الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، و برئاسة الأستاذة الدكتورة حنان جنيد، عميدة كلية الإعلام، وتحت إشراف الدكتورة وسام نصر وكيلة الكلية لشؤون الدراسات العليا والأبحاث، وبمشاركة عدد كبير من الباحثين وأساتذة وخبراء الإعلام المصريين والعرب والأجانب.