كتبت بتول عصام
تابينت آراء اساتذة كليات الإعلام حول قرار المجلس الأعلى للجامعات بإلغاء اختبارات القدرات للالتحاق بكليات الإعلام،والذي من المقرر ان يتم تطبيقه ابتداءا من تنسيق 2023.
من جانبهم أيد البعض القرار واعتبروه قرارا ايجابيا خاصة ان الاختبار لم يكن يلبي متطلبات القبول المعيارية المطلوبة فضلا عن انه لم يحقق فرص متكافئة للطلاب، اعتبر البعض تطبيق اختبارات القدرات ضرورة لتحسين جودة ومستوى الطلاب الملتحقين بـالكلية، خاصة أن وضع الإعلام بشكل عام في مرحلة صعبة للغاية.
قرار إيجابي
أكد الدكتور عادل فهمي، أستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون، كلية الإعلام، جامعة القاهرة على أهمية وجود اختبار معياري له مقاييس دولية يعقد لطلبة التخصصات العملية أثناء دخولهم الجامعات، ومنها تخصص الإعلام، مشيرا أن إلغاء امتحانات القدرات بـهذه الطريقة له شق إيجابي بـاعتباره رئيس كنترول بـكلية الإعلام، حيث أن الاختبار لم يكن يلبي متطلبات القبول المعيارية المطلوبة لمثل هذه الكليات، لأنه كان اختبار يعتمد على المعارف أكثر من اعتماده على القدرات العملية.
يفتقد العدالة
واتفقت الدكتورة سارة فوزي، مدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون كلية الإعلام جامعة القاهرة،، مع قرار الغاء اختبارات القدرات، لافتة أن الاختبار لم يكن يحقق فرص متكافئة للطلاب، لأن الطلاب ليس لديهم نفس القدرات المعرفية في الحفظ والاسترجاع والاطلاع على الثقافة العامة.
ولفتت فوزي، أن الكثير من الطلاب لم يكن بمقدرهم في وقت ضيق بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة أن يستوعب كل هذا الكم من الثقافات العامة القديمة والحديثة الإعلامية والرياضية والفنية وغيرها، وبـالتالي فـالطالب قد يكون موهوب بـالفعل، ولكن لم يجد العدالة في الاختبار، وخصوصا أنه يعتمد على نظام البابل شيت.
تأهيل نفسي
وذكرت الدكتورة منة الله حسين، مدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام ، إن المجموع والاختبارات ليس المقياس الحقيقي في نجاح الطلاب ودخولهم للكليات، ولكن لابد أن الطالب يكون لديه تأهيل نفسي في اختيار الكلية بناءا على رغبته الحقيقة بها، وتطوير إمكانياته على أكبر قدر.
الاختبارات تحقق العدالة والافضلية
و شددت الدكتورة ماهيتاب جمال، مدرس بقسم الإذاعة والتليفزيون، على ضرورة إجراء مقابلات شخصية للطالب قبل دخول الكلية، وقياس مهاراته الشخصية، وكيفية تفاعله وتعامله مع المعلومات والأحداث الجارية، و أن يمتلك الحد الأدنى من تلك المهارات، ثم فيما بعد الدراسة تثقل هذه المهارات.
وأوضحت الدكتورة جمال، أنها تؤيد قرار إجراء الاختبارات، فـهذه الامتحانات من شأنها تحسن جودة ومستوى الطلاب الملتحقين بـالكلية، خاصة أن الإعلام في مرحلة صعبة للغاية، ويحتاج لـمواهب حقيقية لديها علم بأسس وطرق الحصول على المعلومات واستخدامها وعرضها، في ظل ما نعانيه من انتشار شائعات ومعلومات مغلوطة تتزايد عام بعد عام.
وأكدت جمال، أن اختبار القدرات لم يشوبها أي تعنت وظلم للطلبة، مشيرة ان الاختبارات كانت تساعد في اختيار الأفضل والأقدر من الطلبة، وبالتالي تقليل أعدادهم، حتى يكون لدى الكلية تأهيل لـاستيعاب الطلاب في الاستديوهات والمدرجات، لـيناسب الإمكانيات والأدوات المتاحة لتقديم تعليم أفضل للجميع، خصوصا أن كليات الإعلام تغلب عليها الطابع العملي التطبيقي.
مقترحات بديلة
من جانبهم قدم اساتذة كلية الإعلام عدد من المقترحات البديلة لاختبارات القدرات، فمن جانبه اقترح الدكتور عادل فهمي، إعداد كل كلية الاختبار على ايدي خبراء متخصصين في المناهج، ويتم قياس القدرات العملية والمهنية والنفسية والمعرفية والعقلية لكل طالب في تخصص عملي ضروري فيه الإبداع والإنتاج، واختبار شفوي وتحريري للغة العربية والإنجليزية، ثم تقوم الوزارة بمراجعة ذلك، مشيرا ان هذه المقابلات من الممكن أن تحقق نتائج أفضل.
وأكد فهمي ضرورة وجود مقياس حقيقي للمهارات العليا في التفكير من التحليل والتعمق والنقد والفك والتركيب والخيال المبدع، وتلك القدرات مطلوبة لـطلاب إعلام على وجه التحديد، موضحا أنه لم يكن ضد عقد الاختبار من عدمه، ولكن ضده بطريقة تقيس المعرفة فقط.
مقابلات شخصية
وأقترحت الدكتورة سارة فوزي، استبدال الاختبارات بمقابلات شخصية لـلطالب كما يتبع في الجامعات الأجنبية، أو أن يقوم الطالب على سبيل المثال بـتصوير فيديو يوضح فيه رغبته للانضمام للكلية، وأيضا إذا كانت لديه أعمال أثناء فترة المدرسة سواء كانت على مستوى التقديم، أو كتابة مقالات أو مجالات، أو حتى فعاليات شارك في تنظيمها توضح رغبته الفعلية في انضمامه للكلية.
وأوضحت فوزي أنها ليست بالضرورة ان تكون الاعمال المقدمة من الطالب احترافية ولكن نرى من خلالها إبداع الطالب، وليس مجرد حصوله على مجموع بالثانوية العامة، مشيرة أن اختبارات القدرات ليس العائق الوحيد لـلطالب في دخوله الكلية، أحيانا مجموعه لم يصل للحد الأدنى لكليات الإعلام.
من جانبه وافق المجلس على إلغاء اختبارات القدرات للطلاب الحاصلين علي الشهادات الثانوية العامة وما يُعادلها (أجنبية – عربية) والشهادات الثانوية الفنية، بالنسبة لكليات (الإعلام – التمريض – المعهد الفني للتمريض – المعاهد الفنية الصحية – الجامعات التكنولوجية – كليات التكنولوجيا والتعليم الصناعي).
وأكد المجلس على استمرار اختبارات القدرات بكليات (التربية الرياضية – التربية الموسيقية – التربية الفنية – التربية النوعية “فنية – موسيقية – المسرح التربوي” – الفنون التطبيقية – الفنون الجميلة “فنون – عمارة” – التربية “فنية – موسيقية”).
وأقر المجلس سداد رسوم اختبار القدرات مرة واحدة ولكلية واحدة فقط، ولا يجوز أن يسجل الطالب لأداء اختبارات القدرات لكليتين متناظرتين أو تخصصات واحدة بعينها.
وقرر المجلس الأعلى للجامعات، درجة النجاح في اختبارات القدرات لجميع الكليات المعنية بأداء هذه الاختبارات 60% من إجمالي مجموع درجات الاختبارات، وتلتزم الكليات المعنية بعقد امتحانات القدرات بإدخال نتائج امتحانات القدرات مباشر لكافة الطلاب المتقدمين (مقبول – لائق – غير لائق)، ومراجعة الاسم مع رقم الجلوس في الإدخال (تفاديا لحدوث أخطاء)، على موقع التنسيق الإلكتروني مباشرة ويتم تسليم كل كلية كودا ورقما سريا من مكتب التنسيق.
والزم المجلس، الكليات بعدم إعطاء أي إفادة ورقية للطالب بنتيجة امتحان القدرات حيث لا يعتد إلا بالنتائج التي ترد على موقع التنسيق الإلكتروني.