يشارك الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع الوجه البحري بطنطا؛ في افتتاح فعاليات المؤتمر الدولي الثالث الذي تنظمه كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر بالمنوفية اليوم الأحد.
صرح بذلك الدكتور خالد عبد العال، عميد كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر رئيس المؤتمر، مشيرًا إلى أن المؤتمر الدولي الثالث يقام برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود رئيس جامعة الأزهر، وبالاشتراك: مع (كلية القرآن الكريم بطنطا، وكليات أصول الدين والدعوة بطنطا والزقازيق والمنصورة).
وأوضح عميد الكلية أن المؤتمر الدولي الثالث يقام تحت عنوان: (النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصرُ في مرايا الباحثين) مشيرًا إلى أن الحياة العلمية الصحيحة تقوم على المثاقفة مع الآخرين اتفاقًا أو اختلافًا، وهو ما ظهر جليًّا في آلاف المؤلفات التراثية التي تثاقف فيها العلماء مع سابقيهم شرحًا، أو نقدًا، أو تعليقًا، أو تحشيةً أو تقريرًا؛ حتى إن بعض هذه المؤلفات صنعت لنفسها سلاسلَ من الأنساب العلميَّة التي اتصلتْ لعدَّة قرون، مشيرًا إلى أن هذه الظاهرة الصحية قد امتدَّتْ إلى العصر الحديث، لكنَّها ابتعدت في الأعمِّ الأغلبِ عن الشروح والحواشي إلى العرض والنقد، وهو ما يعدُّ جهدًا علميًّا مضافًا إلى النتاج المتقدِّم، ولبنة في صرح البناء العلمي للحقل المعرفي الذي ينتمي إليها العملان: السابق واللاحق.
وقال عميد الكلية: إن الجامعات عمومًا، وجامعة الأزهر خصوصًا، قد حفلت بزخم علمي متميز من خلال الأطروحات العلمية المتخصِّصة في مجالات العلم والمعرفة، وعلى رأسها الدراسات الإسلامية والعربية بمختلف آفاقها الرحبة، والتي لم تخلُ من مثاقفةٍ واعيةٍ بنَّاءة، فما كان النقد لنتاج السابقين أداةً للهدم أو التجريح، وإنما أداة للتنقيح والتصحيح.
ومن ثمَّ كان هذا المؤتمر: (النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصر في مرايا الباحثين)، الذي يهدف إلى تحفيز العقول نحو النظر في نتاج السابقين من القدامى أو المعاصرين؛ للتعريف بهذا النتاج، والتعليق عليه اتفاقًا أو اختلافًا، بغيةَ الكشف عن كثيرٍ من النتاج العلمي والمعرفي؛ أملًا في تفعيل دور هذا النتاج في إعلاء صرح البناء العلمي والحضاري للإنسانية كلها، لافتًا إلى أن الكلية تتطلع إلى أن يسهم المؤتمر إسهامًا بارزًا في مد جسور التثاقف العلمي بين السابقين واللاحقين في خدمة قضايا العلوم الإسلامية والعربية داخل مؤسسات الأزهر الشريف أو خارجها، وتسعى الكلية من خلال بحوث المؤتمر إلى تحقيق الأهداف المرجوة بتقديم دراسات جادة تتناول النتاج العلمي التراثي والمعاصر في خدمة قضايا العلوم الإسلامية والعربية.
وأشار عميد الكلية بجامعة الأزهر إلى أن المؤتمر الدولي الثالث يهدف إلى غرس ثقافة الحوار مع الآخر، مع الالتزام بأدب الحوار اتفاقًا أو اختلافًا، ومد جسور التثاقُف العلمي بين السابقين واللاحقين، وإبراز أهمية التكامل بين الحقول المعرفية المختلفة، والعمل على تصحيح ما يشوب بعض الأعمال من قصور أو نقصان، مشيرًا إلى أن المؤتمر يتضمن عدة محاور تشمل النتاج العلميّ التراثيّ والمعاصر في مجال العقيدة الإسلامية:
ويشمل: العقيدة وفروعها: الإلهيات والنبوات والسمعيات، الفلسفة الإسلامية واليونانية، والحديثة، والمعاصرة، وفلسفة العصور الوسطى، والمنطق القديم والحديث، وآداب البحث والمناظرة، والأديان والملل والنحل، والفرق الكلامية، والتيارات الفكرية المعاصرة، والأخلاق وعلم الجمال، والتصوف، والتراث الفكري العقدي وأثره في مواجهة التطرف والجمود الفكري والرد على المستشرقين والحداثيين والعلمانيين، والملحدين.
المحور الثاني: النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصر في مجال التفسير وعلوم القرآن: عرض ونقدٌ: ويشمل: المخطوطات التفسيرية، والتفسير التحليلي والموضوعي، وعلوم القرآن، الدخيل، ومناهج المفسرين، ودفع الشبهات، ونقد الدراسات الحداثية والاستشراقية حول القرآن وعلومه، وإعجاز القرآن، والمنتجات الحاسوبية والتقنية وأثرها في خدمة التفسير وعلوم القرآن.
المحور الثالث: النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصر في مجال السنَّة وعلومها: عرض ونقدٌ:
ويشمل: المخطوطات الحديثية، الحديث التحليلي والموضوعي، وعلوم الحديث، ومناهج المحدثين، ودفع الشبهات ونقد الدراسات الحداثية والاستشراقية حول السنة وعلومها، والإعجاز العلمي في السنة النبوية، والمنتجات الحاسوبية والتقنية وأثرها في خدمة السنة النبوية وعلومها.
المحور الرابع: النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصر في مجال الدعوة والثقافة الإسلامية: عرض ونقدٌ: ويشمل: تجديد الخطاب الدعوي، بما يخدم القضايا الدعوية المعاصرة، ويحفظ الهوية الإسلامية، ويعالج الآفات المجتمعية، مع مراعاة مواكبة المستجدات واستشراف المستقبل، وإبراز دور التراث الدعوي في خدمة الحضارة الإنسانية وقضايا المرأة، والدفاع عن الإسلام ضد حملات التشويه والتشكيك، ونقد خطابات التطرف والتكفير، والإلحاد والحداثة، وإقامة الحوار البناء من الآخر.
المحور الخامس: النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصر في مجالات لغة القرآن: عرض ونقدٌ: ويشمل: أصول اللغة العربية وقواعدها، والبلاغة العربية وفنونها، والأدب العربي، والقصة، والمعجمات، والعروض والقوافي.
المحور السادس: النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصر في الشريعة والقانون: عرض ونقدٌ: ويشمل: الفقه المذهبي ومسائله، أصول الفقه وفروعه، القضايا المعاصرة وفقه النوازل، القوانين الوضعية المدنية والجنائية والدولية.
المحور السابع: النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصر في مصادر وضوابط الفتوى، عرض ونقدٌ:
ويشمل: مجالات الفتوى ومصادرها، وضوابطها، وأثرها في التنمية، وتحقيق الأمن، ومناهج الفتوى في القضايا المعاصرة، والفتوى الإلكترونية ضوابطها ومميزاتها.
المحور الثامن: النتاج العلميُّ التراثيُّ والمعاصر في مجال العلوم الاجتماعيّة: عرض ونقدٌ:
ويشمل: علم النفس وفروعه، وعلم الاجتماع وفروعه، والأنثروبولوجيا، والآثار وتاريخ الشعوب.
المحور التاسع: جهود الأزهر الشريف جامعا وجامعة، ومؤسساته التابعة كمجمع البحوث الإسلامية، ومرصد الأزهر، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وهيئة كبار العلماء، في خدمة العلوم الإسلامية والعربية.