حظر ناشرو الآلاف من المجلات العلمية على المؤلفين المساهمين أن يستخدموا برنامج الدردشة “شات جي بي تي”، القائم على تقنية الذكاء الاصطناعي، وذلك وسط مخاوف من أنه قد يملأ المؤلفات الأكاديمية بأبحاث معيبة، بل وحتى ملفقة.
وأعلن رئيس تحرير مجلة “ساينس” الأمريكية، هولدن ثورب، عن تطبيق سياسة تحريرية محدثة، تحظر استخدام نص من برنامج “شات جي بي تي”، موضحة أنه لا يمكن إدراج البرنامج كمؤلف، وفقا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.
وقال ثورب إنه “نظرا للجنون الذي نشأ حول هذا الأمر – الانتشار المفاجئ لـ”شات جي بي تي” – فمن الجيد أن نوضح تماما أننا لن نسمح للبرنامج بأن يكون مؤلفا أو أن يتم استخدام نصه في الأوراق العلمية”.
هذا وتتطلب المجلات العلمية الرائدة من المؤلفين المساهمين التوقيع على نموذج، يعلنون من خلاله أنهم مسؤولين عن مساهمتهم في الدراسة العلمية، لكن هنا يوضح أنه “نظرا لأن برنامج “شات جي بي تي” لا يمكنه القيام بذلك، فلا يمكن أن اعتباره مؤلف”.
كما أشار هولدن ثورب إلى أنه يعتقد أن استخدام برنامج الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي”في إعداد البحث العلمي يمثل مشكلة، “نظرا لارتكابه الكثير من الأخطاء، والتي يمكن أن تجد طريقها إلى الأدبيات، وإذا اعتمد العلماء على برامج الذكاء الاصطناعي لإعداد مراجعات الأدبيات، أو تلخيص النتائج التي توصلوا إليها، فإن السياق المناسب للعمل والتدقيق العميق الذي تستحقه النتائج من الممكن أن يضيع”.
في سياق متصل، قام ناشرون آخرون بتغييرات مماثلة مثلما ففعل رئيس تحرير مجلة “ساينس”، إذ قامت شركة النشر “Springer-Nature” الأكاديمية البريطانية الألمانية، يوم الثلاثاء الماضي، والتي تنشر ما يقرب من 3000 مجلة علمية، بتحديث إرشاداتها، لتوضيح أنه لا يمكن إدراج برنامج “شات جي بي تي” كمؤلف.
لكن لم تحظر شركة النشر برنامج الدردشة الصناعي بشكل تام، إذ لا يزال من الممكن استخدام الأداة وما شابهها في إعداد الأوراق، بشرط الكشف عن التفاصيل الكاملة في المخطوطة العلمية.
وبرنامج الذكاء الاصطناعي “شات جي بي تي” هو روبوت محادثة بطلاققة، من تطوير شركة “OpenAI”، التي يقع مقرها في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وأثار إعجاب أو إزعاج أكثر من مليون مستخدم بشري، من خلال نشره القصائد والقصص القصيرة والمقالات، بل وحتى النصائح الشخصية، منذ إطلاقه في شهر نوفمبر 2022.
وينشئ “شات جي بي تي” نصا تلقائيا بناء على المطالبات المكتوبة، بطريقة أكثر تقدما وإبداعا من روبوتات الدردشة المعهودة في وادي السيليكون.
وظهر برنامج الدردشة الآلي في أواخر نوفمبر الماضي، وسرعان ما أحدث ضجة مع اندفاع المديرين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا وأصحاب رؤوس الأموال المغامرة للحديث عنه وعن الثورة التي يمكن أن يحدثها، حيث قارنوه بالظهور الأول لأجهزة “آيفون”.
وكانت شركة البرمجيات والتكنولوجيا الأمريكية العملاقة مايكروسوفت قد اعتزمت إضافة نصوص لمنصة المحادثة المتطورة شات جي.بي.تي إلى خدمة الحوسبة السحابية الخاصة بها في تطور يمكن أن يغير النصوص المكتوبة على الإنترنت بصورة جذرية.يذكر أن منصة شات جي.بي.تي التي أطلقت منذ أسابيع قليلة معروفة باستخدامها للذكاء الاصطناعي في كتابة نصوص تبدو كنصوص كتبها بشر عاديون. وتعتزم مايكروسوفت توفير هذه الخاصية على خدمة الحوسبة السحابية أزور.
ويعني هذا التطور أنه يمكن لمواقع الإنترنت التجارية استهداف المستهلكين بنصوص موجهة ومخصصة لهم تمت كتابتها باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لنشرها على كل المنصات على الإنترنت.