جامعة المنصورة: الرسالة بعنوان “فن المقالة عند أحمد حسن الزيات.. دراسة تحليلية نقدية”
حصل الصحفي يحيى محمد علي الصباغ على درجة الماجستير بتقدير “ممتاز” من قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنصورة، عن موضوع رسالته بعنوان “فن المقالة عند أحمد حسن الزيات.. دراسة تحليلية نقدية”، وتكونت لجنة الحكم والمناقشة من الدكتور عبدالناصر محمد السعيد أستاذ الأدب العربي الحديث المتفرغ كلية اللغة العربية جامعة الأزهر “مشرفًا رئيسيًا”، والدكتور علي الغريب محمد الشناوي أستاذ الأدب الأندلسي ورئيس قسم اللغة العربية السابق جامعة المنصورة “مشرفًا”، والدكتور يسري عبدالله صابر أستاذ الأدب العربي والنقد الحديث المساعد قسم اللغة العربية آداب حلوان “مناقشًا”، والدكتور محمود محمد محمدين أستاذ الأدب والنقد المساعد كلية الآداب جامعة كفرالشيخ “مناقشًا”، موضحًا أسباب اختيار موضوع الدراسة وما يمكن أن تضيفة وأهدافها والخطة وحدودها وما لم تتناوله بالبحث في مقالات الزيات.
وتحدث الباحث قي بداية المناقشة التي استمرت أكثر من ثلاث ساعات عن هذه الدراسة المكونة من تمهيد وبابين ويتكون الباب الأول من أربع فصول تناول فيها المقالة الأدبية والاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى مقالات تدور حول الإسلام عقيدة وشريعة كالحج والصيام، والنبي صلى الله عليه وسلم في مولده وهجرته وأبوته وزعامته وبلاغته ومراعاته لحقوق الإنسان، والقضايا التي تواجه الإسلام والمسلمين، والمناسبات الإسلامية في رمضان والأعياد، وبعض رجال الإسلام.
وأشار الصحفي يحيى محمد علي الصباغ، إلى أن الباب الثاني يشتمل على الأدوات الفنية في مقالات “الزيات” والتي يشرح فيها اللغة والتكرار والتناص، وفن الحجاج وعناصره، والصورة الفنية وعتبات النص.
يذكر أن أحمد حسن الزيات مثل الكثيرين من عظماء أدباء ومفكري مصر ارتبطت نشأة الزيات بالقرية المصرية مولدًا، وبالقرآن الكريم حفظًا وتجويدًا، وبالأزهر الشريف شيوخًا ودراسة وتكوينًا إذ استقبلت قرية “كفر دميرة القديم” التابعة لمركز “طلخا” بمحافظة “الدقهلية” بمصر وليدها في (16 من جمادى الآخرة 1303 هـ/ 2 من إبريل 1885م)، ونشأ في أسرة متوسطة الحال، تعمل بالزراعة، وكان لوالده نزوع أدبي، وتمتّعت أمه بلباقة الحديث وبراعة الحكي والمسامرة، تلقى الصغير تعليمه الأوّلي في كُتّاب القرية، وهو لا يزال غضًا طريًا في الخامسة من عمره، فتعلم القراءة والكتابة، وأتمّ حفظ القرآن الكريم وتجويده، ثم أرسله أبوه إلى أحد العلماء في قرية مجاورة، فتلقى على يديه القراءات السبع وأتقنها في سنة واحدة.
وتبين الباحث من خلال الدراسة أنه بعد عودة الزيات من بغداد سنة (1351هـ/ 1933م) هجر التدريس، وتفرغ للصحافة والتأليف، وفكّر في إنشاء مجلة للأدب الراقي والفن الرفيع، التي كانت ملتقى كبار الأدباء والمفكرين، وذات أثر واضح في الحياة الثقافية بمصر، وفي (18 من رمضان 1351 هـ/ 15 من يناير 1933) ولدت مجلة الرسالة، والتي كان يرأس تحريرها وكانت المجلة ذات ثقافة أدبية خاصة، تعتمد على وصل الشرق بالغرب، و ربط القديم بالحديث، وبعث الروح الإسلامية، والدعوة إلى وحدة الأمة، وإحياء التراث، ومحاربة الخرافات، والعناية بالأسلوب الرائق والكلمة الأنيقة، والجملة البليغة.
“الزيات” كان كاتبًا ذا رسالة استطاع بمقالاته أن يعبر عن حركة المجتمع المصري
وأشار الباحث خلال دراسته، إلى أن التطور الحقيقي لفن المقالة كان مع بداية عصر النهضة في مصر وظهور الطباعة والصحافة؛ حيث أخذت المقالة طريقها للتحرر من التكلف والسجع وصولًا إلى القرن العشرين، وازدهرت المقالة وتنوعت موضوعًا وأسلوبًا على يد الزيات وطه حسين، وهيكل والعقاد والمازني والحكيم وغيرهم، ولتصبح لها سمات وملامح فنية تميزها عما كانت عليه من قبل؛ نتيجة التأثر بالأحداث والمستجدات التي شهدتها مصر والعالم العربي.
وأوضح الباحث، أن الميلاد الفني الناضج غير بملامحه الكاملة للمقالة تزامن مع الطباعة، والصحافة، في القرن التاسع عشر الميلادي بالوطن العربي عامة ومشرقة خاصة، أنها سارت بوتيرة بطيئة؛ لأنها ورثت عن الرسالة خصائصها المكبلة، فجاء الأسلوب في تلك المرحلة مليئًا بالصنعة والبديع المتكلف، كما كان موضوعها يتصل غالبًا بالموضوعات الرسمية لشؤون الدولة وتنظيمها.
وفي الختام توصل الباحث في هذه الدراسة، إلى أن “الزيات” كان كاتبًا ذا رسالة استطاع بمقالاته أن يعبر عن حركة المجتمع المصري الأدبية والاجتماعية والسياسية والفكرية في ثلاثة عقود من الزمن (العقد الثالث والرابع والخامس) من القرن العشرين محاولًا توظيف المقالة لحل قضايا المجتمع المختلفة مضيفا أن المقالة لها أسلوبها ولغتها وخصائصها الخاصة بها التي تميزها عن غيرها من فنون النثر، حيث تعالج موضوعات مختلفة وفق رؤية الكاتب لها.