قال الدكتور “تاداتيرو نيشورا” أحد المتخصصين في مجال صيانة الآثار في اليابان، والمتخصص في مجال ترميم صيانة الآثار الحجرية، ان العمل بدأ في عام 2003 وذلك في محاولة حثيثة للحفاظ على بقايا الصور الجدارية الموجودة ببئر الدفن الخاص بمقبرة ايدوت بسقارة.
وأضاف في تصريحات خاصة لموقع “صدي البلد جامعات” ،ان العمل هو نجاح مثمر للتعاون الدولي بين مصر واليابان وبولندا بمنطقه سقارة، وان العمل لم يكن يستهدف فقط الحفاظ على الصور الجدارية بمقبره ايدوت ولكنه ايضا يهدف الى تنميه وتطوير الخبرات العملية والبحثية لدى اخصائيوا الترميم في منطقه اثار سقارة، وفي خلال هذه الفترة وخصوصا بعد فتره التوقف الناتجة عن أحداث ثوره يناير، والذى ادي بدوره الى صعوبة تواجد الجانب الياباني والجانب البولندي بسقارة لفترة طويله.
وقام الجانب الياباني بعمل دورات متخصصة في مجال صيانة الآثار ومجال البحث العلمي ايضا بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار متمثلا في إدارة ترميم سقارة، وقد تم عمل مجموعة من ورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة في مجال صيانة و ترميم الاثار بمنطقه اثار سقارة وجامعة كنساي مثل التدريب على كيفية كتابة الأوراق البحثية باللغة الإنجليزية والتدريب على نزع الصور الجدارية وعلاجها والتدريب على استخدام ماده “الفينوري” وهي مادة يابانية طبيعية تستخرج من الأعشاب البحرية، وتستخدم في أعمال الصيانة والترميم وخصوصا في أعمال تثبيت طبقات التغطية السطحية على سطح الصور الجدارية لنزعها، كما كان هناك ايضا دورة تدريبيه في استخدام الطرق الحديثة في التوثيق الاثري وخصوصا التصوير الفوتوغرافي. وتم عمل دورة في التعرف على طرق العمل وتقنيات الترميم الدقيق التي تمت في مقبرة ايدوت ومن خلال هذه الدورات أصبح مرممي الاثار الموجودين بمنطقه اثار سقارة لديهم القدرة الفائقة و الخبرة المطلوبة ومستعدين للقيام بأعمال الترميم والصيانة الموجودة بحجرة الدفن بمقبرة ايدوت أو ما شابهها من أعمال والتي كان يقوم بها المرممين القادمين من بولندا.
وأشار “نيشورا” انه بدأ العمل فى ترميم وصيانة لوحات التصوير الجداري الموجودة بحجرة الدفن الخاصة بالأميرة أيدوت، وبدأ العمل مع البعثة من بداية الاعمال منذ عام2003 حتي الآن.
وأكد” نيشورا” ان دولة اليابان تنظر بعين الاهتمام الشديد للتعاون بين مصر واليابان وخاصة في المجالات الثقافية، وساهمت مؤسسة الجيكا اليابانية بأعمال كثيره في انشاء المتحف المصري الكبير، كما قامت دوله اليابان ايضا بإنشاء مركز استقبال الزوار الموجود بالأقصر، الى جانب العديد من المشاريع التي تقوم بها دوله اليابان بالتعاون مع مصر في مجال الاثار، كما ان جامعة وسيدا اليابانية تقوم بأعمال ترميم مركب الملك خوفو الثانية والتي سوف يتم نقلها الى المتحف الكبير،
الجدير بالذكر ان الدكتور “تاداتيرو نيشورا” واحد من اعضاء البعثة اليابانية التابعة لجامعة كنساي اليابانية ،وعمل في اماكن كثيرة من العالم فقد عمل بالعديد من الاماكن فى قارة اسيا ، مثل الصين وتايلاند وسوريا وباكستان وكمبوديا والأردن كما عمل أيضا فى دولة البيرو بأمريكا الجنوبية، وعمل أيضا لفترة طويلة في معهد طوكيو القومي لبحوث المباني الثقافية لأن تخصصه في ترميم وصيانة الاحجار ،كما أنه شخصية رئيسية في التعاون الدولي لليابان في مجال “التراث الثقافي”.