ألقى الدكتور خالد عرفان، عميد كلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة رئيس المؤتمر، توصيات المشاركين في فعاليات المؤتمر الدولي الثامن لكلية التربية بنين جامعة الأزهر بالقاهرة، والذي عقد على مدار يومين تحت عنوان: «تدويل التعليم بين الثوابت والمتغيرات – التعليم الأزهري أنموذجًا» برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر ، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث.
حيث طالب المشاركون بإعداد ميثاق قيمي لتدويل التعليم الأزهري مستندًا إلى الثوابت الوطنية والدينية والإنسانية، ومتسقًا مع المتغيرات المعاصرة بما يسهم في تحقيق السلم العالمي، وحتمية وضع استراتيجية قومية لتدويل التعليم الأزهري قبل الجامعي والعالي تنطلق من عالمية رسالة الأزهر الشريف وتتسق مع التوجهات العالمية في التدويل؛ لتعزيز حراك الطلاب والمعلمين وأعضاء هيئة التدريس، والتركيز على العلاقات الدولية التي تضمن وجود شراكات نجاح مع مؤسسات دولية ذات سمعة عالمية في ظل معطيات القرن الحادي والعشرين والخطوات الإجرائية التي اتخذتها قيادة الدولة نحو تمكين مؤسسات التعليم نحو التحول الرقمي والتوسع في المؤسسات التعليمية الدولية الحكومية.
وطالب المشاركون بالمؤتمر بجامعة الأزهر الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد التابعة لمجلس الوزراء بوضع وإضافة معيار يستهدف التحقق من آليات وإجراءات استيفاء تلك المؤسسات لمقومات تدويل التعليم بما يسمح للمؤسسات التعليمية الأزهرية بتصميم برامجها ومناهجها، وطالبوا بتهيئة بيئات تعليميه جاذبة تسهم في تقديم فرص تعليمية دولية تنافسية، كما طالبوا بتعزيز التواصل مع الهيئات والمنظمات الدولية (اليونسكو- اليونيسف – منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية) المسئولة عن الاختبارات الدولية بما يضمن المشاركة الفاعلة في فاعليات التقييم والأنشطة الدولية التي تجريها بما يضمن وجودا قويا وفاعلا لمؤسسات التعليم الأزهري على الصعيد الدولي.
وطالبوا بتوجيه برامج التعليم وبرامج التنمية المستدامة وريادة الأعمال بمؤسسات التعليم الأزهري لاستيفاء متطلبات سوق العمل الدولي بما يضمن قدرتها على تحقيق ميزة تنافسية عالية، مؤكدين على أهمية بناء البرامج والمناهج الدراسية في ضوء المقارنات الطرفية المرجعية وتحليل التجارب والخبرات الدولية والممارسات الجيدة لتحديد صيغ تعليمية تتناسب مع مختلف الثقافات التعليمية في مختلف دول العالم، تسهم في إرساء دعائم نظام تعليم دولي أزهري فاعل، وشددوا على أهمية وضرورة وضع آليات مناسبة لتسويق برامج التعليم الأزهري في مختلف بلدان العالم من خلال إنشاء قنوات فضائية ورقمية رسالتها الأساسية تسويق التعليم الأزهري قبل الجامعي والعالي وتحسين مستوى الوعي والتوجيه الأكاديمي اعتمادًا على ما يمتلكه الأزهر من قدرات تنافسية عالمية تؤهله لعقد شراكات تعليمية وبحثية مع مختلف المؤسسات التعليمية الدولية.
كما اوصي المشاركون بتعزيز التعاون وتبادل الخبرات البشرية بين الجامعات المصرية والعربية والأجنبية ومراكز البحوث والحاضنات التكنولوجية من خلال زيادة فرص البعثات والمنح الدراسية وعقد البروتوكولات والمؤتمرات الدولية، وبرامج الزمالة والمشاريع البحثية ذات الطابع الدولي.
وطالب المشاركون بضرورة تطوير برامج إعداد المعلم في ضوء مواصفات ومعايير المعلم الدولي، بما يسهم في تحقيق ميزة تنافسية للمعلم المصري في سوق العمل الدولي، إضافة إلى العمل على تطوير البرامج والمناهج الدراسية وبيئات التعلم في المعاهد النموذجية والتجريبية الأزهرية مع تأكيدها على مبادئ التعلم الريادي، والتكامل بين العلوم الأساسية والتطبيقية؛ لتكون نواة لصيغ تعليمية دولية تنافسية تواجه التحديات العالمية.
وطالب المشاركون في ختام المؤتمر الدولي الثامن لكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة بإنشاء فروع افتراضية لمؤسسات التعليم الأزهري في ضوء قيم تراعي التنوع وقادرة على جذب دارسين من مختلف أقطار العالم تسهم في تحقيق رسالة الأزهر العالمية، مع اتخاذ إجراءات مؤسسية لبناء إطار مرجعي عربي موحد لتعليم اللغة العربية يكون أساسا لبناء برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الأزهر الشريف، والعمل على إعداد برامج رعاية نفسية للطلاب في المدارس الدولية وللطلاب الأجانب (الوافدين) بالأزهر الشريف تستند على دعم المتغيرات الإيجابية، والتقليل من حدة الآثار النفسية السلبية، إضافة إلى إعداد برامج رعاية للفئات الخاصة وفق معايير دولية لتعليم تلك الفئات.
كما أوصى المشاركون بضرورة تطوير الخدمات الاجتماعية والأنشطة الطلابية بمؤسسات التعليم الدولي بما يضمن التواصل الدولي للطلاب بهذه المؤسسات، مع مراعاة التحديات النفسية المصاحبة لتدويل التعليم عند إعداد البرامج والمناهج وإعداد المعلم الدولي بمراحل التعليم المختلفة بمؤسسات الأزهر الشريف.