ينظم البيت المحمدي مساء اليوم الأربعاء مجلس علمي احتفالاً بذكرى مولد السيدة سكينة بنت الإمام الحسين “رضي الله عنهما ” بحضور الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي، الدكتور فتحي حجازي أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة، والشيخ المحدث محمد عبد الباعث الكتاني والدكتور علاء جانب وكيل كلية اللغة العربية بالقاهرة.
يأتي ذلك في إطار إحياء ذكرى الصالحين وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بمناسبة ذكرى ميلاد السيدة سُكَيْنة بنت الإمام الحسين رضي الله عنهما، واسمها الأصلي (آمنه) ، أمها (الرباب) بنت امرئ القيس الكندي ملك (بني كلب) ، حيث ولدت عام (٤٧هـ) ، وهي أول مَنْ دخل مصر من أبناء الإمام عليّ رضي الله عنه ، كما نقله جماعة منهم ابن الزيات وابن زولاق مؤرخ مصر المحقق في القرن الرابع ، وينطق اسمها المشهور (بضم السين وفتح الكاف) تصغيرا علي وزن (بُثَينة) ، وقد أخذ اسم (سُكَيْنة) من الهدوء والأمن والاستقرار والرضا ، وقد جمعت في دمها بين آثار النبوة من أبيها الحسين ، وبين جلال الملوكية العربية من أمها الرباب، ويرجع سبب دخولها لمصر إلى خطبتها من الأصبَْغ بن عبدالعزيز بن مروان أمير مصر كما ذكره (ابن خلكان) ، وكانت قد عادت من الحجاز الذي ذهبت إليه بعدما أدخلت مصر مع عمتها السيدة زينب ، وكان من سياسة الأمويين بعد مقتل الحسين ، محاولة التخفيف من وقع الحادث عند النَّاس ، بالتقرب إلي أهل البيت بالزواج منهم ، وإسناد بعض الإمارات والمناصب إلي مَنْ يأمنونه من أهل البيت.
وبينما سُكَيْنة في طريقها إلي مصر ، إذ بلغها شناعة بغي الأصبغ وجوره وفجوره ، فأقسمت ألا تكون له زوجةً أبدًا واستجاب الله لها ، فما إن وصلت منية الأصبغ في مصر ، حتَّي كان قد مات الأصبغ قبل أن يراها ، وكانت قبل ذلك قد تزوجت بابن عمها عبدالله بن الحسين بن عليٍّ رضي الله عنه.
وهكذا انتقلت من (منية الأصبغ) إلي دارها ، التي بقيت بها إلي أن ماتت ، ثُمَّ أصبحت هذه الدار لها مشهدًا ومسجدًا إلي اليوم ، وقد جدده عبدالرحمن كتخدا ، ثُمَّ جددته وزارة الأوقاف ، قريبًا من مشهد السَّيِّدة نفيسة ، ومشهد السَّيِّدة رقية بنت عليٍّ الرضا رضي الله عنهما .
وهذا هو الملاحظ في كثير من أهل البيت والسَّادة الأولياء ، فإنَّهم كثيرًا ما تكون بيوتهم في حياتهم هي مدافنهم بعد مماتهم ، ولله في ذلك حكمة .
وقد جاء عن والدها الإمام الحسين قوله :
لَعَمْرُكَ إِنَّنِي لأُحِبُّ دَارًا
تكو٠نُ بها سُكَيْنَةُ والرَّبَابُ
أُحِبُّهُمَا وَأُنْفِقُ جُلَّ مَالِي
وليس لعَاتِبٍ عندي عِتَابُ
فقد كان رضي الله عنه يحبها ويحب أمها الرباب كل الحب ; لما كانتا عليه من جمال وكمال .