سنوات طويلة والجدل دائربينهما من الذى يقطع الطريق ويتحمل تكلفة الخطوة ويذهب للآخرمقدماً العون والمساعدة فى مبادرة فعلية بعيداًعن بيانات وخطابات التجميل الشفوى عن علاقة الجامعة بالمجتمع ومايجب وماسيكون وفى النهاية تجدها ضجيج بلاطحن !
أتذكر منذ سنوات وتحديداً فى 2006 دعانى د.على عبد الرحمن رئيس جامعة القاهرة آنذاك لحضور لقاء يعقده مع مجموعة من كبار رجال الصناعة وأصحاب الشركات فى مصر لبحث سبل التعاون بينهم وكانت لديه أحلام عريضة للجامعة يسعى لتحقيقها من خلال هذا التعاون، لكنه فوجىء فى بداية الاجتماع بأحد الحاضرين من رجال الصناعات الدوائية الشهيرة فى مصر ُيصرح بما فى نفسه قائلاً ( أنا مش عارف أنا هنا ليه وأيه المطلوب منى هوأنا تعبت وشقيت وبنيت كل الكيان ده عشان افرق على الجامعات دون مقابل ، المفروض الجامعة هى اللى تأتى الينا لتقدم خدماتها وتحل لى مشاكلى وتشوف احنا عايزين ايه كصناعة مش قرشين أدفعهم للجامعة يتصرفوا والسلام )
وظلت ذكرى هذا الأجتماع و كلماته فى ذهنى من وقتها كأكبر مثال على الجدلية التى لم تنته حتى وقتنا هذا! بالأمس استحضرتها ذاكرتى وأنا فى جامعة جديدة قررت أن تنهى هذه الجدلية من ناحيتها بالفعل لابالقول لتختصر وقت الاجتماعات والتصريحات وتبدأ بالخطوة الأولى فى تفعيل دورها فى المسئولية المجتمعية وتذهب هى للمصنع والشركة والأماكن الإنتاجية
لتضع كل إمكاناتها ومقدراتها العلمية والبحثية والصناعية فى خدمة الصناعة المصرية لتطويرها وتنميتها ذاتياً انطلاقاً من مبدأ أن التعليم الأكاديمى والبحث العلمى التطبيقى لابد أن يكون لهما مردود إيجابى وفعال على الصناعة فى مصر .. صاحبة المبادرة هى الجامعة الألمانية الدولية بالعاصمة الأدارية (GIU)
مبادرة تستهدف تطوير الصناعة المصرية وتنمية المجتمع الوظيفى للوصول الى الاعتماد على الذات فى رفع مستوى الإنتاج والجودة وتقليل الإستيراد سواء للخبرات او للمنتجات وزيادة التصدير وهى 20 منحة دراسية لدرجة الماجستير لعاملين متميزين فى الشركات والمصانع وحاصلين على درجة البكالوريوس بالطبع على أن تختار كل شركة أو مصنع الشخص المناسب لديها والمؤهل للتدريب والبحث
المنح تستهدف المهندس الذى يعمل على ماكينة الانتاج فى المصنع أو أى مكان إانتاجى أو حتى فى شركة خدمات شريطة الكفاءة والمهارة وأنه يكون على دراية بمشاكل مصنعه أو شركته ومن خلال موضوع بحثى تساعده فيه الجامعة للوصول لحل لمشاكل المكان و لن يحصل الباحث على درجة الماجستير الابعد تطوير مصنعه أو شركته بالفعل , وتسخر الجامعة بدورها كل امكانياتها العلمية والبحثية والتطبيقية بل والصناعية لكى تفيد الصناعة بقوة .. وكما ا كد لى د. أشرف منصور الرئيس المشارك لمجلس أمناء الجامعة سيكون هناك تعاون بين الجامعة الألمانية التطبيقية GIUوالجامعة الألمانية GUC سواء فى التخصصات الاكاديمية أو من خلال المجمع الصناعى بها
سيكون هناك مشرف من المصنع أو الشركة مع مشرف أكاديمى من الجامعة للتنسيق فيما بينهما لوضع المعايير والشروط لأختيار الشخص المناسب للمنحة ومتابعته حتى انتهائه من البحث وحصوله على الماجستير.
وستبدأ الدراسة من الصيف القادم والمبادرة مقدمة لكل الشركات والمصانع العاملة فى مصر سواء محلية أو دولية أيا كانت جنسية المتقدم منها طالما تعمل على أرض مصر وأياً كانت المشكلة التى تواجهها تقنية أو أدارية أو لوجستية ،فالجامعة لديها أطول ممر تكنولوجي في العالم، يهدف إلى تعليم وتدريب الطلاب على أحدث الوسائل الكنولوجية فى الصناعات المختلفة ويعد بمثابة مصنع متكامل التخصصات. كذلك تحوى معمل “إليكتريك باور” الخاص بأجهزة التحكم في القطارات ووسائل النقل الثقيلة، وأجهزة قياس الأثقال المستخدمة في صناعة مترو الانفاق وسكك الحديد وغيرها،بها معمل صناعة الأزياء من خلال أحدث الوسائل التكنولوجية المستخدمة في صناعة الأزياء والباترون.
وبها معمل لصناعة السيارات، يستخدم أحدث الوسائل التكنولوجية التي يتم تعليم وتدريب الطلاب عليها وتحوى معمل متخصص لتخريج مهندسي الصيدلة، لإعداد الطاقات التي تساعد في تطوير مصانع التصنيع وتصميم المنتجات الصيدلانية.
فهى جامعة تطبيقية نشأت وفقًا للمرسوم الجمهوري رقم 55 لسنة 2019 في ضوء الاتفاقية الموقعة في برلين 2018 بين الحكومتين المصرية والألمانية وتحظى بدعم مجموعة واسعة من المؤسسات الأكاديمية الألمانية فهى عبارة عن تحالف لأعرق الجامعات الألمانية في مجال العلوم التطبيقية،تضم جامعات( جامعة برلين – جامعة أولم – جامعة ميونيخ– جامعة ميونستر– جامعة أوسنبروك– جامعة هايلبرون– جامعة كولونيا– جامعة هامبورج– جامعة بريمن– الجامعة الألمانية بالقاهرة).