يوم حزين للقصر العينى وللطب فى مصر بوفاة عالم من علمائها ..الاستاذ الدكتور رشاد برسوم مؤسس تخصص أمراض الكلى فى مصر والشرق الأوسط وصاحب الإسهامات العلمية الجليلة فى امراض الكلى بأبحاثه الدولية والتى كانت مرجعية كل متخصص فى هذا المجال .فقد كان موسوعة علم الكلى فى مصر والعالم هو من جاءته العالمية والشهرة طوعاً دون السفر وترك الوطن بعدما عُرض عليه البقاء فى انجلترا أو امريكا لكنه رفض لقناعته أن تعليم عدد كبيرمن تلاميذه التخصص فى بلده أهم من أن يصبح هو أكبر طبيب فى العالم
كان يرى ان الطب ماهو الا تكييف للعلم بالمفهوم الانسانى وأن العلاقة بين الطبيب والمريض هى علاقة حب ..هو من حاول إعادة الهيبة والسمعة العلمية لخريج قصر العينى والذى كانت شهادته معترفاً بها فى كل دول العالم ثم تراجعت واصبحت تستلزم امتحان معادلة
بصماته تلامس كل مريض فشلت كليتُه أويعيش بالغسيل الدورى ،فهو الموهوب والمهموم بهذا الجزء فى جسم الانسان منذ التحاقه بكلية الطب ..فهو من حصل على جائزة التفوق بميدالية ذهبية فى العلوم الفسيولوجية بعد حصوله على مرتبة الشرف عند تخرجه سنة 1962
وفى بداياته عام 1963 اخترع جهاز كلى صناعية تم استخدامه فى الغسيل الكلوى بقصر العينى وحصل بسببه على الجائزة التقديريه للمؤتمر الدولى الأول للهندسه الطبية الحيوية بالقاهرة سنة 1979، وتم حفظ تصميماته الهندسية فى متحف الأعضاء الصناعية فى مدينة كليفلاند الامريكية.
من أسيوط للعالمية :
من اسيوط حيث المولد سنة 1941 الى العالمية طريقه كان هو الاهتمام بأشهر امراض المصريين واوسعها انتشاراً وهو امراض الكلى حيث تخصص بها وانشأ لها مركزا اصبح قبلة كل المرضى من مختلف محافظات مصر
فقد حصل مبكراً على منحة علمية للتدريب فى قسم أمراض الكلى بباريس سنة 1971 ثم منحته بريطانيا عضوية الكلية الملكية البريطانية وكان زميلاُ للكلية وتو لى تأسيس مركز الكلى فى قصر العينى واسس ايضا الجمعية العربية لأمراض وزرع الكلى وكان عضوا فى جمعيات الشرق الأوسط لزرع الأعضاء وحوض البحر المتوسط للامراض المعدية وأمراض الكلى وعضو فى اكاديمي نيويورك للعلوم وهو من أدخل مفهوم أمراض الكلى وأسبابها وخطورتها في كل الجامعات العربية والإفريقية حتى أصبح رئيسًا للاتحاد الأفريقي لأمراض الكلى
ويقول عنه د أحمد طه رئيس اقسام الجراحة بقصر العينى ومدير مستشفياتها السابق ..
د رشاد برسوم هو قيمة مضافة لمهنة الطب فى العالم كله فهو صاحب مدرسة علمية وطبية فريدة تتلمذ فيها كثير من الأطباء الذين اصبحوا الآن نجوم فى مصر والخارج .. حيث كان يعشق التعليم والتدريس والتدريب فكان حريصاً على نقل خبراته الى زملائه وطلابه واسس مركز الكلى الذى يعتبر علامة مميزة ومعروف قيمته عالميًا واسس ايضا مركز القاهرة لأمراض الكلى.
هو أول من وضع خطة تدريب الأطباء بعد تخرجهم فقد لاحظ ان المستشفيات الجامعية لا تتسع لاعداد الخريجين ويذهب عدد منهم الى وزارة الصحة ويظلوا عند وظيفة ممارس عام .. فكان أول من نادى بفكرة الزمالة للأطباء بوزارة الصحة وهو من وضع خطة التدريب حيث كان عضو فى لجنة القطاع الطبى بالمجلس الأعلى للجامعات ..حيث يلتحق الأطباء بمراكز او مستشفيات معتمدة للتدريب فى برنامج زمنى خمس سنوات للحصول على الشهادةالمهنية التى توازى الماجستير والدكتوراه فى المستشفيات الجامعية
ويضيف د طه : كنت احب محاضراته وكنت حريص عليها ومؤخرا حضرت له محاضرات عن تدريب الأطباء فأسلوبه يمتاز بأنه السهل الممتع وكانت عن كيفية بناء قدرات الأطباء وله اسهاماته فى بنك المعرفة وحصل على العديد من الجوائز والتكريم اهمها قلادة النيل التى كان يعتز با كثيرا فى 2015 ثم بعد ذلك اختير كمحكم فى هذه الجائزة
اما عن لقب عالم علماء العالم الذى حصل عليه فيقول د طه : الجائزة منحت له بعد تنافس كبير بين جامعات العالم حيث ترشح كل جامعة استاذا بها ونظرًا لكل هذه الإنجازات واسهاماته البحثية التى وصلت الى 216 اصدار منها 100 بحث منشور دوليًا والباقى فى مصر والشرق الاوسط وافريقياومنهم 38 كتاب و50 فصل مشاركاً فى كتب مع علماء اخرين، كما شارك فى عمل موسوعة علم امراض الكلى مع علماء من بريطانيا وايطاليا وكندا ,,لكل هذا حصل على جائزة عالم علماء العالم فى أمراض الكلى في يناير2007 ، وهو نصر عظيم لمصر .رحم الله استاذنا واستاذ اجيال كثيرة نهلت من علمه واخلاقه الطيبة وانسانيته مع مرضاه.