“إذا أردت أن تبني لسنة ابن مصنعًا وإذا أردت أن تبني للحياة فابن جامعة” مقولة اعجبتنى لعلى الجرباوى مفكر فلسطينى ..وايضا قال شارل ديجول يوما( ماحال الجامعة ؟ قالوا بخير قال إذن المجتمع كله بخير. فالجامعة هى مصنع المستقبل التى تغذى المجتمع بقياداته فى كافة المجالات فاذا ما اصابها سوء يصاب المجتمع كله بسوءات اكبر.
دور الجامعة لا ينحصر في نقل المعرفة المتخصصة التي تساعد الشخص على كسب عيشه ولا إعداد طبيب أو مهندس ماهر فقط بل خلق خريج مثقف قادرعلى التعاطى مع الحياة من خلال تنشيط الحياة الثقافية في الجامعة بالمحاضرات والندوات والأمسيات بكافة انواعها لترتبط الجامعة بالمجتمع ويصبح الإندماج والتبادل المعرفى بينهما وثيقاً .
ولاشك انه سيظل فى ذاكرة الجامعة المصرية الموسم الثقافى الذى أرساه دكتورمفيد شهاب حينما كان رئيسًا لجامعة القاهرة وفتح من خلاله أبواب الحرم والمسرح لقامات الفكر والثقافة والأدب فى فترة التسعينات ولكن كعادة كل الأمور, تترعرع الفكرة بوجود صاحبها وتفنى بغيابه!
أنا هنا لا أقدم لمبررات وأهمية الجامعة فهى بديهية ولكن مقدمة لابد منها لاستقبال السطور القادمة فقد ساقتنى الصدفة لمشاهدة مقطعين من الفيديو لحفلات فى الجامعة أحدهما قديم جدا والآخر حديث
الفيديو الأول للزعيم جمال عبد الناصر فى حرم جامعة القاهرة وهو يكرم نجوم الفن والأدب والثقافة فى عيد العلم بجامعة القاهرة .. قامات من الفن والثقافة والأدب مثل عميد الأدب العربى د طه حسين وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأحمد رامى وسعد وهبه ويوسف بك وهبى والسباعى وغيرهم ، فى فترة الستينات وما أدراك ما الستينات .. كانت فترة يؤمن فيها الجميع أن الفن رفيق العلم .. فكلاهما أداة تشكيل وعى الشعوب لذا كان تقدير الفنانون لايقل عن العلماء
لكن شتااااان بين ما كان وما يحدث الآن.. فالمشهد الأول لأم كلثوم وعبد الوهاب ويوسف بك وهبى على مسرح التكريم الجامعى فى عيد العلم بجامعة القاهرة
أما الفيديو الثانى الصادم لجامعة من جامعات العصر الحالى التى تستجيب لرغبات زبائنها أقصد طلابها، فقد أنتشرت فيديوهات لحفلات تخرج طلاب لجامعات خاصة تكرم بعض الشخصيات من الفنانين والمغنيين فى حفل تخريج طلابها وبالنظر الى نوعية المكرمين تجد أن هذا التكريم مجرد ترويج وتسويق للجامعة ..لكنه ليس تسويق بل تسويىء من كل النواحى فكيف لجامعة تنشد فى طلابها الجدية والالتزام تأتى بممثل ليس فوق مستوى الشبهات ،جسده كله رسومات ووشم بشكل يثيرالاشمئزاز ويعبرعن تشوش وعشوائية فكرية وعقلية بخلاف حلق الماظ يتدلى من أذنيه .
ما هى القدوة فى شخصية كل اخبارها فى الحياة مرتبطة بفضائح !
ولم يحقق فى مجاله ما يدعو للفخر به وتكريمه سوى علاقاته النسائية الى درجة انتشار فيديو لصديقته الجديدة المصاحبة له فى حفل تكريمه بالجامعة بخلاف ظهوره غيراللائق بملابسه العشوائية وتنطيطه على المسرح أمام أساتذة الجامعة وخريجيها..ماذا استفادت الجامعة من تكريم لشخصية لم تضف الى الفن ولا الى الشباب أى شىء ايجابى. هل الجامعة الخاصة أرادت تكريم فنان والسلام بحثاً عن الرواج على المواقع أم هو تكريم حسب طلب الزبون!
فيديو تكريم الفنانين فى حرم الجامعة :
https://www.youtube.com/watch?v=jeNs2eJbZ5o