48 ساعة مرت على إعلان التعديل الوزاري في حكومة الدكتور مصطفي مدبولي، والذي شهد تعيين الدكتور رضا حجازي وزيرًا للتربية والتعليم خلفًا للدكتور طارق شوقي، فعلى مدار الـ3 أيام الماضية تصدرت وزير التربية والتعليم الجديد الحديث على منصات التواصل الاجتماعي، ومجموعات أولياء الأمور، لعرض مطالبهم والمطالبة بتغيير بعض أساسيات منظومة التعليم خلال السنوات الأربعة الماضية والتي تولى فيها الدكتور طارق شوقي الوزارة.
تعديل نظام الثانوية العامة ومنظومة الصفوف الأولى تصدر مطالب الأمهات، بعدما تحولت المدارس خلال الأعوام الماضية إلى أماكن فارغة بسبب عزوف الطلاب والاعتماد على الدروس الخصوصية، على حد وصف أولياء الأمور، الكثير من الأحلام الوردية وضعها أولياء الأمور أمام الدكتور رضا حجازي وزير التعليم الجديد، وكأنه جاء ليهدم خطة الدولة للارتقاء بمنظومة التعليم التي بدأت منذ 4 سنوات وليس استكمالها، فبين الأحلام الوردية والقرارات الواقعية يرصد “صدى البلد جامعات” في السطور التالية آراء الخبراء فيما هو منتظر من وزير التعليم الجديد.
تغيير الاستراتيجيات والأهداف وخطوات التنفيذ
قال الدكتور عبد الرحمن ناجي الخبير التربوي وعضو هيئة التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس، والمحاضر بجامعة هيلديسهايم بألمانيا، أتمنى ألا يسير وزير التعليم الجديد على نفس خطى سابقة، حتى نشعر بالتغيير، وإلا فما جدوي التغيير إن لم يتجاوز الوجوه ليمس الاستراتيجيات والأهداف وخطوات التنفيذ.
أتمنى أن الدكتور رضا حجازي بما يلي:
– الإطلاع على أو طلب تقارير محايدة حول حالة التعليم المصري وما آل إليه خلال السنوات الأخيرة.
– إعادة النظر فيما قام به سابقه من “تطوير” وتغيير بعض المظاهر السلبية مثل نظم التقويم الأحادية “أسئلة الاختيار من متعدد” فيجيب أن تتنوع الأسئلة وأساليب التقويم، بحيث يحصل الدمج بين الأسئلة الموضوعية “بتنوعها”، والأسئلة المقالية أو المقالية القصيرة، مما يمكن من قياس المهارات المختلفة لدى الطالب.
– إعادة النظر في عملية الرقمنة المتسارعة وغير المدروسة التي أدت إلى هجر الكتاب والورقة والقلم، واللجوء إلى التعلم السلبي عن طريق التابلت والمنصات واليوتيوب، علما بأن جميع تلك الوسائط لها أهميتها بوصفها عناصر مساعدة للعملية التعليمية، ولا يجب أن تحل محل المدرسة أو التواصل المباشر مع المعلم.
– تعيين متحدث رسمي باسم الوزارة وترشيد ظهوره الإعلامي.
– التعامل مع مخاوف وشكوك أولياء الأمور والمتخصصين بشكل جاد بعيدا عن التعالي.
– التعامل مع المعلم بشكل لائق بوصفه شريك في العملية التعليمية فهو حجر الزاوية في نجاح أي تطوير.
– الاستعانة بمستشاري المواد في الأمور الفنية وجعلهم جزءا من عملية التطوير والاستفادة من خبراتهم، وتواصلهم مع الموجهين والمدرسين وقربهم من الواقع على الأرض.
– يستند في التطوير على المعطيات الحقيقية على الأرض بعيدا عن التصورات غير الحقيقية.
– العمل على عودة دور المدرسة بشكل حقيقي وذلك لن يتحقق دون تحسين الأوضاع المالية والصحية والاجتماعية للمعلم.
– تطوير المعلم فنيا بشكل حقيقي وبعيدا عن الجانب الدعائي غير الحقيقي.
– عليه أن يدرك أن التعليم قضية كل أسرة لأن جميع الأسر لها ابن أو ابنة في إحدى مراحل التعليم أو لديها أحد الأفراد يعمل في مجال التعليم، لذلك سيكون من الصعب بل من المستحيل إقناع المجتمع بأي إنجاز إن لم يكن متحقق فعليا على الأرض.
رضا حجازي والمرحلة الحرجة
وأوضحت الدكتور هبه سامي أستاذ الصحة النفسية بجامعة عين شمس، أن وزير التعليم الجديد يتلقى ملف التربية والتعليم في توقيت حرج، حيث توغلت المشكلات التعليمية في مختلف المراحل، وعليه ننتظر منه بعض الإجراءات، لعل من أهمها:
_ إعادة تقييم مرحلتي الثانويه العامه، والمرحلة الابتدائية فيما يخص المنهج الجديد ووضعهمها على قائمة المهام
– التحقيق الفورى في وقائع التسريبات الخاصة بالثانوية العامة.
_ فتح باب التظلمات المجاني لطلاب الثانويه العامه حتى وإن تطلب الأمر إعادة التصحيح بشكل كامل.
– التحقيق القورى في وقائع الغش المثبته، والدرجات المتشابهه في مجموعه المدارس التي تضم طلاب ينتمون لنفس العائلات ممن حصلوا على درجات متقاربة.
– الغاء التابلت فورا ونهائيا خاصة بعدما ثَبُت فشله وشبهته لإهدار المال العام.
-اعادة النظر بشكل فورى في المناهج الجديدة خاصة للصفين الرابع والخامس، نظرا لتلقي موقع مجلس الوزراء عددا كبيرا مثبتا من الشكاوى فيما يخص المقررات وطريقة التقويم العام الماضي.
– غلق المنصات التعليمية ذات المقابل المادى وإعادة هيبة المدرسة كما كانت مسبقا.
_ النظر في آلية التقويم لجميع المراحل.
– العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمدرسين من أجل تطوير العملية التعليمية.
_العمل على فتح عدد أكبر من المدارس وتحسين البنية التحتية.
_ واخيرا فاننا ننتظر من وزير التربية والتعليم الجديد عمل حوار مجتمعي قبل اتخاذ اي قرار يمس مستقبل الطالب المصري بكافة المراحل التعليمية.