أدى الوزراء الجدد في حكومة الدكتور مصطفى مدبولي اليوم، اليمين الدستورية، وعلى رأسهم الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم الجديد، خلفًا للدكتور طارق شوقي، بالإضافة إلى تغيير 12 وزير أخر في الحكومة.
ومنذ الإعلان عن تولي وزير التربية والتعليم الجديد الدكتور رضا حجازي، وازدادت تطلعات أولياء الأمور والطلاب بصورة مبالغ فيها، وكأن الوزير جاء ليهدم كل ما تم إنجازه في الوزارة من أعمال خلال السنوات الماضية ليبدأ من جديد، مثل إلغاء منظومة التابلت التي كلفت الدولة مليارات، والعودة إلى نظام الكتب المدرسية في المرحلة الثانوية، ونشر صور مزيفة لقرار صادر من الوزارة بتعديل درجات بعد طلاب الثانوية العامة 2022، بدعوى تعرضهم للظلم وحصولهم على مجاميع مرتفعة بعدما كانوا راسبين، تطلعات أولياء الأمور صحبها العديد من الشائعات حول سبب إقالة الدكتور طارق شوقي، وتعيين الدكتور رضا حجازي وزيرَا للتعليم، مما جعل بعض الصفحات تدعى أنه تم إقالة الوزير بسبب تدني مجاميع طلاب الثانوية العامة، بل وإحالته للتحقيق، وهي شائعات لم تصدر عن أى مصدر مسئول في الحكومة.
البعض الأخر بدأ في مطالبة الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم الجديد، باتخاذ قرارات غير مدروسة مثل إعادة تصحيح أوراق طلاب الثانوية العامة 2022 بالكامل، بدعوى تعرضهم للظلم ومن ثم تأجيل تنسيق القبول بالجامعات، وكذلك مطالبة المعلمين الفائزين في مسابقة تعيين 120 ألف معلم بحقهم في التعيين وأنهم أولى بالتعيين من المتقدمين للمسابقة الجديدة لتعين 30 ألف معلم سنويًا والمشرف عليها الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة.
وأوضح الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، أن هناك عدة مطالب من وزير التربية والتعليم الجديد من أجل استقرار العملية التعليمية وذلك بعيدًا عن المغالاة والطالب الغير منطقية، فلا شك أن التقييم والامتحانات أمر مهم جدا في المنظومة التعليمية ولكنها تمثل نواتج أو مخرجات لعناصر كثيرة المدخلات تم أهمالها تماما، وهذا يمثل خللا عانت منه المنظومة خلال السنوات الأخيرة وأدي إلى عدم الرضا العام.
وتتلخص تلك المدخلات التي يجب توفرها من وزير التربية والتعليم الجديد فيما يلي:
1- معلم مؤهل المنظومة الجديدة مهنيا وماديا متفرغا لممارسة عمله
2- مدرسة مهيئة لاستقبال الطلاب طوال العام تمارس دورها التعليمي والتربوي، وليست فقط مجرد مكان لتقديم المتطلبات الإدارية ومكان لعقد الامتحانات.
3- مناهج دراسية معدلة متطورة “خالية من الحشو” والتكرارات والأخطاء العلمية، والمحتوى عديم المعنى، والقديم الذي لا يصلح للوقت الحالي وتطوراته، وتشجع على التفكير والابتكار والإبداع، مع مراعاة التكامل بين المقررات المختلفة في معالجة قضايا حيوية ومهمة للدولة المصرية.
4- أساليب تدريس غير تلقينية تدرب الطلاب على التفكير وحل المشكلات والإبداع، مع الاستعانة بأساليب الإيضاح المختلفة “بصرية وسمعية ولمسية”، تناسب الفروق الفردية بين الطلاب.
5- إدارة مدرسية وتعليمية قادرة على متابعة وتقويم ومحاسبة المعلمين بشكل عادل ودون تحيز.
6- معامل مرتبطة بالدروس النظرية يمارس فيها الطالب ما تعلمه، خاصة في مواد العلوم
7- خطة زمنية تدريسية مماثلة للنظم التعليمية العالمية، ويتم الإعلان عنها باليوم والساعة قبل بدء العام الدراسي ويتم احترامها
8- تطبيق أساليب تقويم مستمرة طوال العام وليس آخر العام فقط، يتم تدريب الطلاب عليها، وتؤهل لدخول الامتحان النهائي، ليس الهدف من التقييم هو مفاجاة الطلاب، بل قياس مدى اتقان الطلاب للمواد المختلفة، مع تشكيل لجنة من الخبراء في كل مادة لمراجعة الأسئلة الموجودة على منصات الوزارة وتصحيح ما بها من أخطاء، ويصاحب ذلك الإعلان عن آليات تقييم طلاب الثانوية العامة قبل بدء العام الدراسي، “موعد الامتحانات، شكل الامتحانات، كيفية التصحيح، عدد الأسئلة في كل مادة، إعلان أو عدم إعلان نماذج الإجابة)، مع مراجعة مشروع التابلت لمعرفة ايجابياته وسلبياته، وهل يمكن استمراره في ظل الظروف الحالية، أم البحث عن بدائل.
9- اخيرا أعلم أن تحقيق هذه المطالب صعب جدا لكن ما لا يدرك كله لا يترك كله.