تطوير التعليم من أول السلم

مجرد سؤال
بقلم صفاء نوار
تطوير التعليم من أول السلم

لم تفاجئني كلمات هاجر محمد زكي الأولى على الثانوية العامة بأنها لم تذهب إلى المدرسة طوال العام لاهي ولا زملاؤها فهذا الوضع قائم منذ سنوات طويلة وليس هذا العام فقط.. قبل أن يبدأ الطلاب عامهم الدراسي ومنذ شهر أغسطس تبدأ الدروس الخصوصية والحجز قبلها بشهرين علي الاقل والا ستجد كل السناتر كومبليت وكل المدرسين اخذوا كفايتهم وأغلقوا أبوابهم.

وقد شاهدنا جميعا المدرس الذي يقوم بتدريس المراجعة في الاستاد وسط حضور مئات الطلاب والمدرسة التي تسير ووراءها البودي جاردات.

ويبدو أننا لم نسأل أنفسنا متى يذهب الطلاب إلى المدارس وسط حرصهم على الدروس الخصوصية والزحام على السناتر.. ايضا لجان اولاد الاكابر ليست بجديدة وجميعنا يعرف هذا ِ.. اتذكر ان والدي رحمه الله في الثمانينيات كان يرأس لجنة امتحانات من لجان اولاد الاكابر في الصعيد.

وكانت الوزارة تحرص ان يكون رؤساء هذه اللجان من القاهرة بعيدا عن المجتمع المحلي..وكان يتحرك هناك وسط حراسة الشرطة لرفضه هذا الغش، أما اليوم ورغم اعتراضي على الكثير من قرارات الدكتور طارق شوقى إلا أنه يجتهد ويحاول وهو يعترف بوجود الغش وان الوزارة استطاعت تقليص الغش الإلكتروني .. لكنه بالتأكيد لم يلتفت إلى غش العائلات وصراعهم بكافة الوسائل في سبيل أن تضم العائلة اكبر عدد من المهندسين والأطباء وضباط الشرطة ووكلاء النيابة والمستشارين،

مما يجعلنى أقول أن تطوير التعليم ليس قرار وزير ووزارة هو قرار مجتمع اتبهدل بين القبلية وسياسات الوزارات المختلفة الذى ظل حائرا بين خامسة ابتدائي وستة ابتدائي نشيلها مره ونعيدها أخرى وما بين ثانوية سنتين مرة وأخرى ثلاث وثالثة سنة واحدة.. مجتمع يخضع لاختبارات لقبول الأطفال بالحضانات.. وأطفال تطوف على المدارس الخاصة وتخضع لاختبارات جائرة حتى يتم قبول تحويلهم من مدرسة لمدرسة ويبدو أنهم لا يعترفون بنجاح التلميذ ودرجاته في مدرسته الاصليه
مجتمع يتعذب منذ الحضانة حتى الثانوية العامة ما بين مدارس خاصة وأميركان وانجلش والماني،
نريد تعليم متطور لمجتمع متطور لا يتحكم به أصحاب المدارس الخاصة وكما فعلت وزارة التعليم العالي في الجامعات الأهلية التي أحدثت توازن في السوق وأحدثت إضافة علمية وتنوع في التخصصات.. مطلوب من وزارة التعليم أن تبدأ السلم من اوله وتبدأ التطوير من الحضانة وتحدث توازن في سوق التعليم ولا تترك التلاميذ وأولياء الأمور فريسة لأصحاب المدارس الخاصة وأصحاب السناتر ومدرسي الدروس الخصوصية