قال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والمشرف على مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية، خلال كلماته بحفل تكريم دفعة جديدة من مجتازي دورات «تأهيل المقبلين على الزواج» إن الشرعية الإسلامية تقوم على حفظ مقاصد ضرورية وأخرى تحسينية وأخرى حاجية، وهذه المقاصد الضرورية الدين والنفس والعقل والمال والنسل. ولما كان النسل أحد المقاصد الضرورية التي لا تستقيم الحياة بدونها، كانت هذه النظرة العميقة للإسلام تجاه النسل وهذه النظرة مبني على الميثاق الغليظ، وبالتالي أفردت الشريعة أمورًا عدة للمحافظة على الضرورة، ولما كثر الطلاق وعزف الشباب عن الزواج كان لابد من تلك الدورات.
وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن هذه الدورات التي يقوم بها الأزهر الشريف والتي هي بعنوان: دورات تأهيل المقبلين على الزواج تأتي انطلاقًا من أمرين، الواجب الديني والشرعي؛ لأن الشريعة حضت على الإعداد الجيد لتكوين أسرة سوية ومجتمع مستقر، والأمر الثاني: طبيعة الرسالة التي يقوم بها الأزهر الشريف فهو مؤسسة دينية علمية تربوية دعوية تعليمية عالمية، يراد منها تبصير الناس بأمور الدين والدنيا.
وأضاف الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية أن تلك الدورات تؤكد على عِظم الرسالة التي يؤديها الأزهر والمنتسبين إليه، حيث تُعقد تحت رعاية من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ومتابعة دقيقة من الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر وذلك لعظم المسؤولية التي يقوم بها الأزهر الشريف والذي له دور مهم في مثل هذه القضايا؛ لذا قام الأزهر الشريف بقطاعاته بالعمل على حفظ على كيان الأسرة والعمل على استقراراها فبالإضافة إلى دورات التدريب للمقبولين على الزواج توجد مبادرات ووحدات تعمل على رصد المشكلات الأسرية والعمل على حلها من ذلك مبادرة لتسكنوا إليها التي قام بها مجمع البحوث الإسلامية، كذلك وحدة لم الشمل.
فيما قال الدكتور سلامة داوود، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إن لكل عصر قضاياه، ولكل جيل من الأجيال صفات واهتمامات تختلف عن الآخر، موضحًا أن من الواجب على أهل العلم أن يعالجوا قضايا المجتمع، ويعملوا على تحقيق استقراره، مؤكدًا أن الأزهر الشريف لا يغمض عينيه عن الواقع الذي يعيشه المجتمع، بل يعمل بكل قطاعاته على الإسهام في دراسة القضايا المجتمعية وتحليلها ومعالجتها، من خلال علمائه المتخصصين.
كما أشاد داوود بالدور الذي يقوم به مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في التصدي لمعالجة العديد من القضايا المجتمعية والظواهر السلبية التي تطرأ على المجتمع؛ مؤكدًا أن التوعية الأسرية وتأهيل المقبلين على الزواج تأهيلا علميا وفقهيا صحيحا؛ يؤكد الدور الكبير لعلماء الأزهر وجهودهم في بناء واستقرار المجتمع المصري.