الدراسة وضعت لأول مرة استراتيجة كاملة لمعالجة أكاذيب الجماعات الإرهابية
حصل الباحث شريف محمد نبيل مصطفي، على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف في رسالة دكتوراة من كلية الإعلام جامعة القاهرة بعنوان “الصورة الذهنية للتنظيمات الدينية المتشددة وعلاقتها باستخدامات مواقع التواصل الاجتماعي”.
سعت الدراسة للكشف عن العوامل المؤثرة على الصورة الذهنية للتنظيمات الدينية المتشددة وعلاقتها باستخدامات مواقع التواصل الاجتماعي “، وتم ذلـك مـن خـلال رصد وتحليل المنشورات الخاصة بالتنظيمات الدينية المتواجدة على صفحات القنوات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ) ، ومعرفة الأهداف المرجوة منها ، ومن ثم التعرف على مدي تعرض الجمهور لهذه الصفحات.
وأهتمت الدراسة بالكشف عن مدى اعتماد الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي للتعرف على أخر الأخبار الخاصة بالتنظيمات الدينية وتحركاتها، وأسباب ودوافع تعرضهم واعتمادهم على هذه الصفحات ، ومدي تفاعلهم معها ومدي رضاهم عن الأخبار المقدمة عليها ، والكشف عن التأثيرات الناتجة عن اعتمادهم عليها ، وأخيرا تحديد الصورة الذهنية المكونة لديهم عن التنظيمات الدينية واتجاهاتهم نحوها . فإلى أي مدي استفادت المنظمات الإرهابية من وسائل الاتصال الحديثة للوصول إلى أهدافها؟
قام الباحث بتطبيق أدواتين للدراسة لجمع بياناتها من عينات مختلفة والتي قد تمثلت في تحليل بعض صفحات القنوات الإخبارية مثل ( عربي TRT ، BBC News عربي ) على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك Facebook ) و بالتطبيق على عينة عمدية من 400 مفردة من الجمهور الذي يعتمد صفحات القنوات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات عن التنظيمات الدينية من مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية و كذلك مختلف الفترات العمرية “.
وقام الباحث بتحليل بعض القنوات الإخبارية علي الفيس بوك لبيان مدي اعتماد الجمهور المصري علي جمع معلوماته عن التنظيمات الدينية المتشددة و مدي انتشار اخبار العمليات الإرهابية و سرعه نقلها من قبل الجماعات الإرهابية
الرسالة سعت ولأول مره من تناول المشكلة مع وضع استراتيجيه كامله لمعالجه الاكاذيب المتناولة من قبل التنظيمات الإرهابية و ايجاد السبل الإعلامية و الأمنية المناسبة لحل المشكلة من جذورها و ذلك لمدي اهميه و خطورة المشكلة علي جمهوريه مصر و الوطن العربي اجمع.
تكونت لجنة الحكم والمناقشة من كلا من الدكتور سامي طايع، الأستاذ بقسم العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، مشرفا ورئيسا، والدكتورة حنان جنيد، أستاذ العلاقات العامة والإعلان ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع والبيئة، مشرفا مشاركا، واللواء دكتور سيد محمدين، مساعد وزير الداخلية سابقا، مشرفا، والدكتور محمد عتران، الأستاذ المساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان بالكلية، مشرفا، وذلك بحضور الدكتورة هويدا مصطفي، عميدة كلية الإعلام بجامعة القاهرة.
توصلت الدراسة أن هناك حجم تفاعل كبير من قبل الجمهور المتابع للمنشورات الخاصة بالتنظيمات الدينية على صفحات القنوات الإخبارية ( على مواقع التواصل الاجتماعي ( الفيسبوك Facebook وأن هناك درجة اعتماد كبيرة لدى الجمهور المصري على صفحات القنوات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات عن التنظيمات الدينية ، وأن هناك درجة اهتمام كبيرة إلى حد ما لدى الجمهور المصري بإبداء آرائهم عند التعرض للأخبار التي تدور حول التنظيمات الدينية على صفحات القنوات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي ، وأن هناك قدر كبير من التأثيرات الناتجة عن الاعتماد على صفحات القنوات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على معلومات عن التنظيمات الدينية . و من هنا تظهر الخطورة حيث أن كل موقع اخباري له توجهاته وسياساته التي يقوم بإعداد الأخبار على أساسها فأغلبيه الأخبار كانت ليس بها توازن و سهولة استقطاب الجمهور نحو فكرة او رأي معين.
توصيات الدراسة:
أولا: مقترحات خاصة بوزارة الداخلية:
تم اقتراح استراتيجية كاملة لوزارة الداخلية لمنع استمالة الجمهور وانضمامه للجماعات الإرهابية. (داخل الرسالة) – تم اقتراح رؤية تنفيذية لتطوير أداء الإعلام الأمني لوزارة الداخلية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. (داخل الرسالة) – محاربة الإرهاب لا تكون باتخاذ الإجراءات الأمنية المباشرة فقط، وإنما من خلال استراتيجية شاملة لتعزيز ثقافة الحوار ونبذ ثقافة العنف “، ما يتطلب التركيز على طريقة صياغة الخبر بشكل يضمن إيصال الحقيقة ومراعاة عدم تأثيرها في نفسية المواطنين .
ثانيا: توصيات خاصة بالإعلام:
الالتزام بالموضوعات في تناول قضايا الإرهاب، وعرض وجهات النظر المختلفة، مع السرعة الفورية في نقل الحدث المتعلق بالإرهاب، الاهتمام ببرامج ” التوك شو ” بخبراء السياسة والعسكريين وأصحاب القرار لتفسير الظاهرة والوقوف على أبعاد معالجتها. – ضرورة إعادة النظر في مضامين العمل الصحفي والإعلامي، واستبدالها بمضامين جديدة تركز على معالجة انتشار ظاهرة الإرهاب والعنف، والتصدي لوسائل الإعلام التي تمارس أدوارا تحريضية مدمرة تهدف إلى التأثير في عقول الشباب وتهديد أمن الشعوب والمجتمعات.
وأوصت الدراسة بالتصدي للمعلومات الهدامة التي تبرز على شبكة الانترنت ومعالجتها من خلال التشريعات الكفيلة بإغلاق مثل هذه المواقع التي تروج للعنف وللأفكار المتطرفة، ولا سيما المواقع التي تنسب نفسها الى الاسلام وتقدم صورة مشوهة عن الدين الحنيف. – ضرورة التقليل من جرعات المشاهد الدموية ومشاهد العنف والدمار والقتل، وذلك للحيلولة دون اعتياد المشاهد على مثل هذه المناظر. دون أن نغفل أهمية التنسيق مع الأجهزة الأمنية فيما يتعلق بنشر وقائع الأحداث الإرهابية. – توسيع مساحة التغطية الإعلامية التي تشجع المشاركة الشعبية والإسهامات الطوعيـة مـن الأفراد ومنظمات المجتمع المدني في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف وتوعية الناس بأخطارها.