كتب – صفوة أشرف
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إنه على الرغم مُضي أكثر من 500 عامًا على مقولة الشاعر الأصمعي في بغداد «من الحب ما قتل»، وتحويلها إلى مسلسل هندي صدر عام 2015، إلا أنه لا تزال تُرتكب جرائم عديدة تهز وجدان الإنسانية تحت غطاء «الحب».
وأوضح هندي، في تصريحات خاصة لـ «صدى البلد جامعات»، أن الحب كان الدافع الرئيسي للجرائم، مشيرًا إلى أن الإحصاءات وجدت أن 40% من ضحايا القتل من الإناث مقابل 6% فقط من الذكور، حيث استندت هذه الجرائم وفقًا لدافع الحب، حيث يكون القاتل «حبيب» سواء حبيب سابق أو حبيب حالي أو من خلال الزوج.
وأضاف استشاري الصحة النفسية أن هناك الكثير من الأسباب النفسية التي تجعل الحبيب يقدم على فعلته الشنعاء وقتل ما يحبه، أبرزها الإصابة بمرض عطيل ومرض عطيل هو الغيرة المرضية لأن الإنسان يولد وهو مزود بثلاث انفعالات الحب والخوف والغضب وأي انفعال آخر يكون مكتسب، كذلك الإصابة بالفصام في بعض الأحيان أن الإنسان من الممكن أن يكون مصاب بالفصام وهذا مرض عقلي يجعل المصاب به يتقمص فكرة معينة مسيطرة على ذهنه ومخيلته ثم ينفصل عن الواقع ويبدأ في التخيل أن الحبيب يخونه أو سيبتعد عنه أو يتخيل أن الحبيب سوف يقتله.
وتطرق الاستشاري إلى مرض الاكتئاب الحاد الذي يؤدي بعض الأحيان إلى قتل الحبيب، بل وصل إلى التطرق إلى حالات تعرف بـ «الانتحار الممتد» حيث قتل الحبيب ثم قتل نفسه، وتصل نسبة هذه الحالات إلى 20% من مرضى اكتئاب حاد أو ذهان هوس اكتئابي الذين يقدمون على الانتحار بعد قتل الحبيب.
وأشار إلى أن هناك ما يعرف بـ «التوحد مع الحبيب»، حيث عدم تصور الحياة بدونه، وهذا المرض يمكن أن يتسبب في إقدام المريض على قتل الحبيب أيضًا، مضيفًا أن الجرح والشعور بالإهانة نتيجة رفض الارتباط به يمكن أن يتسبب في قتل الحبيب، وهذا ما شهدناه في الجريمة الأخيرة «فتاة جامعة المنصورة».
وأضاف الدكتور وليد هندي أن الخوف من فقدان الحبيب يولد نوازع الانتقام، مشيرًا إلى أن الغضب الشديد وعدم السيطرة على النفس وعدم وجود مهارات ثبات انفعالي كل هذا يؤدي إلى إمكانية تخلي المريض عن محبوبه حيث إصابته بحالة عصبية مفرطة ويتعامل معها بعنف مفرط ثم الإقدام على قتل المحبوب؛ لأنه غير مدرك للواقع.
وأشار إلى أن الشيء الأكثر خطوة هو تعاطي المواد المخدرة «الإدمان»، حيث إن المدمن يكون فاقد السيطرة على أفعاله فلديه هذيان لعقله الذي يذهب ويعود وكأنه في حالة «غيبوبة»، فلديه حالة من تبدل الإحساس، كل هذه الأمور تتسبب في قتل الحبيب مع حدوث مرض نفسي شهير وهو اضطراب الوسواس القهري.