كشف الدكتور سمير حافظ، عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر، عن تقنية تكنولوجية جديدة للاستمطار الصناعي واستقطاب السحب بواسطة مولد للطقس.
وأوضح عميد كلية الهندسة الزراعية أن فكرة استقطاب السحب بواسطة مولد الطقس تختلف عن الطريقة المعروفة للاستمطار الصناعي بواسطة الطائرات والتي كان يتم الاعتماد فيها على نثر مواد كيميائية في السحب، ولها عديد من الجوانب السلبية، منها: ارتفاع التكلفة الاقتصادية فضلًا عن الضرر الناتج من استخدام مثل هذه المواد الكيميائية.
مشيرا إلى أن مولد الطقس عبارة عن وحدة تشغل مساحة قدرها متر مربع، وتعد أقل تكلفة من التقنيات المعروفة، وينتج عنها كميات كبيرة من مياه الأمطار قد تصل إلى 1.5 – 2 مليار متر مكعب شهريًّا من 5 وحدات لتوليد الطقس، مضيفًا أن فكرتها تعتمد على قيام مولد الطقس بتفريغ الأقطاب الكهربائية من مولد الأيونات الموجود به مما يؤدي إلى تأين الهواء فوق المولد، وتحت تأثير المجال الكهربائي يرتفع هذا الهواء المتأين لأعلى، ويتسبب هذا الانبعاث الدائم للإلكترونات من مولد الأيونات في تسخين دائم للهواء، مما يؤدي إلى تيار هواء تصاعدي مستقر، حاملا معه كمية كبيرة من الرطوبة الجوية في الطريق إلى الغلاف الجوي العلوي ليبرد الهواء، فتتكثف رطوبة الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى تكوين السحب أو تكثيف السحب الموجودة بالفعل ويحدث هطول الأمطار.
وأضاف حافظ أنه يمكن إنشاء شبكة من المحطات في الداخل باتجاه مجمعات المياه، بحيث تقوم كل محطة ببناء السحب عن طريق ضخ الرطوبة على مستوى الأرض لأعلى ضمن توليد التيار الأيوني، ثم يتم حساب هذه العملية لبناء سحابة إلى نقطة التشبع داخل منطقة هطول الأمطار المستهدفة كبحيرة ناصر والضبعة وسيناء.
وأشار عميد كلية الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر أن هذا المشروع دخل حيز الدراسة والمقترح وضع وحدتين في جنوب مصر لجذب السحب من الممر السحابي في وسط إفريقيا، ووضع وحدة ثالثة بالقرب من مدينة سوهاج لمنع تشكل السحب فوق المناطق المأهولة بالسكان، كما يمكن وضع وحدة بالقرب من سيوة لتوليد الأمطار فوق منطقة الضبعة، ووضع وحدة بالقرب من رأس غارب تولّد أمطارًا فوق سيناء.
وأكد عميد كلية الهندسة الزراعية أن هذا المشروع سيكون له تأثير بالغ الأهمية في توفير احتياجاتنا من مياه الري وخاصة لزراعة محصول القمح بالكثير من الأراضي الزراعية، مشيدًا بالجهود المبذولة من قبل الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القطاع الزراعي لتأمين احتياجاتنا وخاصة الجهود المبذولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح.
كما تناول حافظ خلال اللقاء دور الهندسة الزراعية في تقليل الفجوة في محصول القمح، مؤكدًا أنه لن تكون هناك نهضة زراعية متكاملة دون قطاع الهندسة الزراعية القاطرة الفعلية للتنمية الزراعية، ويجب تطبيق وسائل وأساليب الهندسة الزراعية لتحقيق الأهداف المختلفة، مشددًا على أهمية توعية المزارعين من خلال الإرشاد الزراعي لتطبيق أساليب الهندسة الزراعية، والاهتمام بإدخال الميكنة الزراعية خلال المراحل المختلفة لزراعة وإنتاج القمح، مضيفا أن تلك الأساليب تتمثل في: تسوية التربة بالليزر، والزراعة الدقيقة بواسطة السطارات، والحصاد الآلي، والنقل والتخزين الآمن وغيرها من الأساليب التي من شأنها ترشيد استهلاك مياه الري، وتقليل كمية التقاوي المطلوبة لزراعة الفدان، والوقت اللازم لإنجاز العمليات المختلفة، فضلا عن تقليل الفاقد مما يعزز الإنتاجية.