تضم الأسواق المالية عدد كبير من الأصول المالية التي يمكن للمستثمرين الإستثمار فيها، مثل تداول الأسهم و تداول العملات. حيث تحرص شركات التداول على ضمان أكبر عدد منها للتداول و الإستثمار عبر منصات التداول الخاصة بها. تُعتبر هذه الخاصية المميزة في الأسواق المالية العالمية سبب رئيسي لتوسع مجال التداول و إنتشاره على نطاق كبير في جميع دول العالم، وجعلت بذلك سوق الفوركس الأكبر من حيث نسبة كمية الأموال التي يتم تداولها يوميا.
و جذبت بذلك الكثير من المتداولين الراغبين في عالم أفضل لأنفسهم.
من الجهة الأخرى، التنوع الكبير في أعداد الأصول المالية التي يمكن للمستثمرين الإستثمار فيها مثل الأسهم و العملات الرقمية ومصادر الطاقة كالغاز الطبيعي و النفط والمعادن الثمينة كالذهب والفضة جعلت أعداد كبيرة من المتداولين المبتدئين يتساءلون عن أفضل الأصول المالية للتداول. و من أشهر هذه التساؤلات يتمحور حول صعوبة الإختيار بين التداول في العملات الرقمية أم في الأسهم. في هذا المقال سنذكر الفرق بين التداول في العملات الرقمية و التداول في الأسهم و كيفية إختيار المجال الأنسب.
الفروق بين تداول العملات و الأسهم
قد يعتقد الكثيرون أن التداول في الأسهم والعملات عن طريق الإنترنت ليس بالأمر السهل، وليس في مقدور الجميع، لكن في الحقيقة هو ليس بالأمر الصعب و ليس حكرا على النخبة. يمكن بكل سهولة لكل صاحب عزيمة أن يبدأ بتعلم الأساسيات حول سوق الأوراق المالية و الأسواق المالية العالمية، وطبيعتها، و طرق تحليلها، و العوامل والمتغيرات التي تؤثر فيها ليختار المجال الذي يناسبه و يشرع فيه.
عندما ندرك الفرق بين تداول العملات و الأسهم نفهم أنه لا توجد أفضلية لأحدهما على الآخر، لكن هناك ثمة إختلافات لا بد من التطرق لها وهي :
1- تعمل أسواق العملات على مدار الساعة لمدة 5 أيام أسبوعيا، بينما تعمل أسواق الأسهم لساعات محددة خلال اليوم.
2- تتوفر السيولة في أسواق العملات بشكل أكبر من السيولة في سوق الأسهم.
3- تداول الاسهم العالمية يمكنك من الإستفادة من التداول في أسهم الشركات الشهيرة و الكبيرة والأكثر موثوقية. حيث تتسم هذه الشركات بالنزاهة والشفافية من جانب توفيرها المعلومات اللازمة لجميع المتداولين بنفس الطريقة وفي نفس الوقت. بالإضافة إلى ذلك، تتوفر السيولة بشكل كبير لأسهم هذه الشركات و تحدث تحركات معتبرة خلال يوم التداول، والتي قد تكون طريقة مهمة لكسب أرباح معتبرة.
4- يتميز التداول في الأسهم بوجود فرصة المضاربة في أسهم الشركات الناشئة التي يتوقع لها المستثمرون مستقبل زاهر، حيث يتم ذلك من خلال شراء أسهم هذه الشركات الناشئة بسعر منخفض بهدف إعادة البيع بعد ارتفاع الأسعار وتحقيق عائد مغري.
كيفية إختيار الأصل المالي الأنسب للتداول
يمكن معرفة أفضلية أصل مالي على غيره من الأصول المالية عن طريق العوامل التالية:
1/ نسبة استقرار الأصل المالي: توجد بعض الأصول المالية التي تتقلب أسعارها بشدة، وتتحرك تحركات غير مفهومة يصعب تحليلها. في المقابل توجد مجموعة أخرى من الأصول المالية التي تعتبر أكثر استقراراً و هي المفضلة عند المستثمرين.
2/ نسبة تأثر الأصل المالي بالعوامل والظروف المحيطة: هناك بعض الأصول المالية التي تتأثر بكثير من الأحداث وبطرق غير متوقعة، مثلما حدث مع الليرة التركية مؤخرا. بينما يوجد أصول مالية أخرى تتحرك في نطاقات معروفة وتكون استجابتها مُتوقعة للظروف والمتغيرات.
3/ تحركات الأصل المالي خلال يوم التداول: المقصود بذلك مدى التذبذبات اليومية التي تطرأ على الأصل المالي. نأخذ كمثال، تحرك زوج اليورو دولار بنسبة 100 نقطة في اليوم، و في المقابل تحرك زوج الباوند ين بمعدل 150 نقطة.
4/ نسبة توفر السيولة : تتوفر لدى بعض الأصول المالية نسبة سيولة جيدة، مما يسهل فتح واغلاق الصفقات في أي وقت كان، بينما هناك أصول مالية أخرى نسبة سيولتها قليلة، وليس من السهل التمكن من فتح واغلاق الصفقات في أي وقت.
5/ عوامل أخرى تتعلق بالمتداول نفسه: هناك عوامل خاصة بما يفضله المتداول. مثلا، هناك متداولون يرغبون بتداولات طويلة الأجل، كما يوجد آخرون يفضلون التداولات القصيرة الأجل، مما يحدد إختيارهم.
بعد الإطلاع على العوامل المتعلقة بالأصل المالي، ندرك أن المتداول الذي يهدف للإستفادة من التحركات اللحظية السريعة يختار التداول في الأصول المالية الأكثر تقلباً على مدار اليوم، و التي تتوفر لها سيولة في أي الوقت. وذلك من أجل أن يتمكن من تنفيذ صفقات قصيرة الأجل يحقق بها جزء من الأرباح بدافع التحدي و المنافسة و الحداثة.