فنلندا تتربع على العرش لسنوات.. لبنان والأردن في ذيل القائمة
يتزامن اليوم 20 مارس، مع اليوم الدولي للسعادة، والذي حددته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك اعترافا منها بأهمية السعادة والرفاهية بوصفهما قيمتين عالميتين مما يتطلع إليه البشر في كل أنحاء العالم، ولما لهما من أهمية في ما يتصل بمقاصد السياسة العامة. كما أنها تقر كذلك بالحاجة إلى نهج أكثر شمولا وتساويا ومنصفا للنمو الاقتصادي بما يعزز التنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، ونشر السعادة والرفاه بين كل الناس.
حيث تقرر في 28 يونيو 2012 على هامش فعاليات الدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة بعنوان «السعادة ورفاهية المجتمع والنموذج الاقتصادي الحديث» قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن العالم بحاجة إلى نموذج اقتصادي جديد يحقق التكافؤ بين دعائم الاقتصاد الثلاث: التنمية المستدامة والرفاهية المادية والاجتماعية وسلامة الفرد والبيئة ويصب في تعريف ماهية السعادة العالمية.
الدول الأكثر سعادة
أطلقت الأمم المتحدة التقرير العالمي للسعادة لعام 2022، والذي تضمن تحليل لآثار جائحة فيروس «كورونا» على جودة حياة الناس بين عامي 2019 و2021.
وشمل تقرير الأمم المتحدة، 146 دولة، حيث حدد مستوى السعادة في تلك الدول على أساس مؤشرات عديدة، أبرزها متوسط العمر المتوقع للسكان، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وتفشي الفساد، وثقة الجمهور، والكرم داخل المجتمع، حيث حققت مصر وتونس ترتيبًا منخفضًا «إلى حد ما»، بالمركزين 129 و120على التوالي، بينما يعد ترتيب ليبيا والعراق متقدم نسبيًا بـ86 و107 على التوالي، على الرغم من المشاكل الأمنية والاقتصادية داخلهما.
وجاءت أربع دول عربية ضمن أكثر 50 دولة سعادة، فتصدرت البحرين الدول العربية الأكثر سعادة محتلة المركز الـ21، فيما تقدمت الإمارات 3 مراكز عن العام الماضي محققًة المركز الـ24، واحتفظت السعودية بالمركز الـ25 للمرة الثانية على التوالي، وحققت الكويت المركز الـ50 عامليًا.
وأشار التقرير إلى أن دولة الإمارات ضمن الدول الأربع التي عينت وزراء للسعادة حتى الآن وهي: دولة الإمارات، وبوتان، والإكوادور، وفنزويلا.
كما حافظت دولة الإمارات على مركزها الريادي في العالم العربي منذ إطلاق التقرير في أربع السنوات الماضية، محققة بذلك انجازات جوهرية في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتعليمية، والصحية، والسياحية، والبيئة.
وبلغ الرصيد الإجمالي للإمارات هذا العام على المؤشر 6.576 درجات، وتفوّقت الإمارات هذا العام على كلٍ من سنغافورة التي جاءت في المركز الــ27 عالمياً، إسبانيا الــ29، إيطاليا الــ31، اليابان الــ54، الصين الـ72، روسيا الــ80، وهونغ كونغ الـــ81 عالمياً.
وتعتمد فكرة «المؤشر العالمي للسعادة» على تصنيف أسعد دول العالم بصفة سنوية استناداً إلى استبانة تعكس الآراء الشخصية لسكان كل دولة والمُقيمين بها في حياتهم بالدولة. كما يربط المؤشر هذه الآراء الشخصية بعوامل موضوعية لرصد مستويات معيشة السكان في كل دولة، وهي تحديداً ستة عوامل، وهي الناتج المحلي الإجمالي للدولة، ومتوسطات الأعمار المُتوقّعة للسكان، والسخاء، والدعم الاجتماعي، والحرية والفساد. ويهتم المؤشر أيضاً ببعض الجوانب المعنوية غير القابلة للقياس كالصحة النفسية، والجوانب الأخلاقية ودورها في تحقيق السعادة، وغيرها.
واحتفظت فنلندا هذا العام بلقب «أسعد بلدان العالم» للعام الخامس على التوالي. وبلغ رصيد هولندا في مؤشر السعادة هذا العام 7.821 درجات وجاء بلد اسكندنافي آخر، وهو الدنمارك، في المركز الثاني، ونالت أيسلندا المركز الثالث، فيما جاءت سويسرا في المركز الرابع، وحلّت هولندا خامسة.
يوم السعادة العالمي.. الامارات في المركز الأول عربيا
إتخذت دولة الأمارات العربية، العديد من الخطوات لتصل بشعبها الي هذه المكانة، ففي 20 مارس 2016 ، اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة الذي يخدم كميثاق وطني للسعادة. كما اعتمد عدة مبادرات تهدف إلى خلق بيئة عمل سعيدة ومنتجة في المكاتب الحكومية الاتحادية، التزاماً بخلق البيئة الأسعد لمجتمع دولة الإمارات.
ويهدف الميثاق إلى ترسيخ مفهوم السعادة وجودة الحياة من منظور دولة الإمارات، ويحدد التزام الدولة تجاه المجتمع في تحقيق السعادة وجودة الحياة، وأن تكون الدولة مركزاً ووجهة عالمية لذلك، وستعمل الجهات الحكومية على تحقيق ما ورد في هذا الميثاق على أفضل وجه.
وزير دولة للسعادة
في 2016، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن إنشاء منصب وزير دولة للسعادة، وذلك عبر حسابه في تويتر في سياق فعاليات “حوار المستقبل” في القمة العالمية للحكومات. وبموجبه تم تعيين معالي عهود بنت خلفان الرومي كوزير دولة للسعادة لتتولى مسؤولية مواءمة كافة الخطط، والبرامج، والسياسات الحكومية لتحقيق سعادة المجتمع.
وبعد تعديل التشكيل الوزاري في أكتوبر 2017، تم إضافة حقيبة وزارية جديدة لمنصب وزير دولة للسعادة، ليصبح وزير دولة للسعادة وجودة الحياة.
دليل السعادة في بيئة العمل
أطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة دليل السعادة وجودة الحياة في بيئة العمل. يهدف هذا الدليل إلى مساعدة الجهات الحكومية وأصحاب المصالح في القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية استكشاف وتبني البيئة المناسبة لازدهار الموظفين في عملهم.
وبحسب الدليل، فإن تهيئة الظروف الملائمة للموظفين يمكن أن يحفز لديهم الرغبة والدافع لتحقيق غاياتهم والغاية العليا للمؤسسات التي يعملون بها، فضلاً عن مزايا ملموسة تشمل زيادة معدلات الحفاظ على الموظفين، وتعزيز إنتاجية وجودة العمل، وجودة وحجم الخدمات التي تقدمها المؤسسة للمتعاملين لديها.
يتضمن الدليل أربع محاور رئيسية لإطار عمل السعادة وجودة الحياة في بيئة العمل. اقرأ المزيد عن دليل السعادة وجودة الحياة في بية العمل.
برنامج سعادة العمال
انسجاما مع أهداف البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية، أطلقت وزارة الموارد البشرية والتوطين سلسلة من المبادرات، التي تهدف إلى تحقيق سعادة العمال. وتشمل هذه المبادرات ما يلي: أسعد بيئة عمل، وأسعد سكن عمال، وحافلة السعادة، وبطاقة السعادة.
وتهدف مبادرة بطاقة السعادة إلى توفير بطاقات اتصال مجانية للعمال. وتهدف مبادرة أسعد سكن عمال إلى الالتزام بدليل المعايير العامة التي يتوجب توافرها في سكن العمال. ويحدد الدليل معايير الحد الأدنى للمرافق، التي يتوجب توفيرها في مساكن العمال، مع الالتزام بالقوانين التي تنظم البيئة والصحة والسلامة. ويوصي الدليل أيضا بتوفير مرافق ترفيهية لهم. وتقوم الجهات البلدية بإجراء عمليات فحص دوري لمساكن العمال.
ومن أهم المبادرات التي ترمي إلى تحقيق بيئة عمل سعيدة:
- تعيين رؤساء تنفيذيين للسعادة وجودة الحياة
- تأسيس مجالس للسعادة وجودة الحياة لدى الجهات الاتحادية
- تخصيص أوقات لأنشطة السعادة وجودة الحياة في الجهات الاتحادية
- تأسيس مكاتب للسعادة وجودة الحياة
- تعديل مسمى مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين
- قياس سعادة المتعاملين من خلال مؤشرات خاصة سنوية، واستطلاعات للرأي وتقارير
- تبني نموذج قياسي للسعادة وجودة الحياة المؤسسية لدى كافة الجهات الحكومية
- تعيين رؤساء تنفيذيين للسعادة وجودة الحياة
يقوم الوزير، أو رئيس مجلس الإدارة بتسمية إحدى موظفي الجهة الاتحادية الحاليين كرئيس تنفيذي للسعادة وجودة الحياة ، الذي يتولى مسؤولية تعزيز ثقافة السعادة وجودة الحياة في الجهة.
ويتولى الرئيس التنفيذي التنسيق مع وزارة تنمية المجتمع لتنفيذ مبادرات البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة في الجهة الحكومية، وإدارة وتنسيق المبادرات والمشاريع لتعزيز السعادة وجودة الحياة لدى الموظفين والمتعاملين، فضلاً عن إطلاق برامج لتصنيف بيئة العمل في القطاع الحكومي والخاص حسب مستويات السعادة فيها.
تأسيس مجالس للسعادة لدى الجهات
تضم مجالس السعادة وجودة الحياة ممثلين من قطاعات ومناطق مختلفة تغطيها خدمات الجهة، وتركز على مواءمة سياسات وخدمات الجهة بهدف تحقيق سعادة المجتمع، وإطلاق وتنفيذ ومتابعة البرامج والمبادرات ذات الصلة، فضلاً عن تعزيز السعادة وجودة الحياة في بيئة العمل الداخلية.
تخصيص أوقات لأنشطة السعادة داخل الجهات
تهدف هذه المبادرة إلى ترسيخ ثقافة السعادة وجودة الحياة في الحكومة الاتحادية، بحيث تخصص هذه الساعات لأنشطة السعادة وجودة الحياة داخل الجهة أو خارجها بهدف تحقيق سعادة المجتمع.
إطلاق معادلة جديدة لإسعاد المتعاملين
في 10 مايو 2016، أطلقت معالي عهود الرومي معادلة إسعاد المتعاملين ، وذلك بهدف ترسيخ مفاهيم السعادة وتعزيزها في مراكز سعادة المتعاملين، لتصبح ممارسة وثقافة في الجهات الحكومية، بحيث يتم تزويد موظفي إسعاد المتعاملين بمجموعة من الأدوات والقيم التي تمكنهم من تنفيذ مبادرات الحكومة في مجال تحقيق السعادة وجودة الحياة.
وتهدف هذه المعادلة، التي تستند إلى ميثاق خدمة المتعاملين، إلى إبراز التزام الجهات الحكومية بتقديم خدمات تحقق سعادة المتعاملين.
ترتكز المعادلة على ثلاثة عناصر رئيسة وهي:
الموظف الفخور بتقديم الخدمات المتميزة: وهو موظف إسعاد المتعاملين الذي يأخذ زمام المبادرة في تقديم أفضل تجربة سعيدة للمتعامل، ويتبنى شعار” نتعهد بإسعادك”، ويتحلى بسمات الترحيب بابتسامة، وإعطاء انطباع أولي متميز، والاحترام واللباقة، والإنصات الجيد، والمهنية والمبادرة في تقديم العون.
الجهة المتفانية في إسعاد المتعاملين: وهي الجهة التي تطور خدماتها وفق احتياجات المتعامل، والاتجاهات العالمية في مجال عملها، وتطبق شعار «نعمل لإسعادك» عبر التزامها بتوفير بيئة مضيافة تعزز ثقافة السعادة وجودة الحياة، وتقدم خدمة سريعة ومبسطة.
المتعامل المبادر والإيجابي: وهو المتعامل الذي يسعى للحصول على الخدمة من الجهة الحكومية، ويشارك بتقديم اقتراحات بناءة، تسهم في تصميم خدمات مبتكرة تحقق السعادة له ولبقية المتعاملين، ويلعب دور المساعد للجهة في تطبيق شعار “ساعدنا لإسعادك“.
تدريب الرؤساء التنفيذيون للسعادة وجودة الحياة
في يوليو 2016 ، تم اختيار 60 رئيساً تنفيذيا للسعادة وجودة الحياة في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، وبدأ العمل على تأهيلهم عبر برنامج تدريبي، علمي، شامل، ومكثف هو الأول من نوعه عالمياً .
وتستند هذه المبادرة إلى الفكر المستقبلي لحكومة دولة الإمارات التي تؤمن بأن صناعة المستقبل تتطلب استشرافه، وتعلم لغته، وتستبق تحدياته بإطلاق المبادرات، والسياسات، والبرامج ، وإعداد أجيال من المتخصصين في كافة المجالات.
تضمن البرنامج التدريبي من 5 نماذج رئيسية، تم اختيار أفضل الشركاء العالميين لتنفيذ كل منها وهي:
- علم السعادة وجودة الحياة
- اليقظة الذهنية
- قيادة فريق العمل السعيد
- السعادة والسياسات في العمل الحكومي
- قياس السعادة
منصة أصدقاء السعادة
في 18 أبريل 2017 أطلق البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة مبادرة أصدقاء السعادة، وهي المنصة الإلكترونية الهادفة إلى تعزيز الطاقات، والمشاركة المجتمعية للأفراد والمؤسسات في مختلف المبادرات التي ينفذها البرنامج لدعم توجهات حكومة دولة الإمارات وجهودها بنشر وتعميم ثقافة السعادة وجودة الحياة.
يسعى البرنامج من خلال مبادرة أصدقاء السعادة إلى تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية السعادة وجودة الحياة، وترسيخ شراكة فاعلة بين الحكومة والمجتمع، أفراداً ومؤسسات، لدعم جهود تحقيق السعادة في كافة المجالات وتوجهات الحكومة في عام الخير.
مركز الإمارات لأبحاث السعادة
في مارس 2017، أطلقت جامعة الإمارات بالتعاون مع البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة مركز الإمارات لأبحاث السعادة، الذي يعتبر الأول من نوعه في دولة الإمارات والشرق الأوسط.
يهدف المركز إلى دعم جهود ترسيخ السعادة وجودة الحياة في المجتمع، من خلال الدراسات العلمية المتخصصة، ومجالات قياس وتقييم مؤشرات السعادة.
يوم السعادة العالمي..الدول العربية الأقل سعادة
جاءت دولة لبنان في المرتبة الأولى عربياً بين الأقل سعادة، تلتها الأردن في المرتبة الثانية عربياً بين اقل الدول العربية على مؤشر السعادة، ليكون ثاني اتعس الدول العربية بعد لبنان.
وشمل التقرير 146 دولة، حيث تذيلت اليمن وموريتانيا والأردن ولبنان الترتيب العربي من حيث السعادة، وجاءت في المراكز 132 و133 و134 و145 على التوالي.
وحققت ليبيا والعراق مركزين متقدمين نسبياً، 86 و107 على التوالي، على الرغم من التدهور الأمني في البلدين.