الحرب هي الحرب.. خوف أو شجاعة في كل مكان.. لكن الفارق الوحيد في وجود الدولة ورسائل الطمأنة التي تصدرها للناس، كنت في مدينه شتوتجارت بألمانيا في أول أيام الحرب الروسية في أوكرانيا وشاهدت كيف ارتفع سعر البنزين حوالي 40% دون استئذان.
كما رأيت خوف الألمان وامتداد الطوابير أمام المحلات لتخزين السلع الغذائية. ومع ذلك ظلت أسعارها ثابتة رغم أن ألمانيا على خط النار في الأزمة، والسبب أن ألمانيا لديها اكتفاء ذاتي من معظم السلع الغذائية، وحين عدت الى بلدي مصر ومع اقتراب الشهر المبارك لم أجد سلعة ناقصة في الأسواق وجدت فقط تخوفات واشاعات أدت لارتفاع الأسعار
ورغم حرص الحكومة ونجاحها في تجاوز أزمة كورونا في عاميها الأولين رغم كل ما سببته من كساد وشلل عالمي.. كنا نرى افتتاحات مشروعات غذائية تنتج بالفعل وليست مجرد مخططات بدأت الانتاج وأنجزت في ظل العزل والتباعد!
وكنا نكتفي بالتساؤل: لماذا تقيم القوات المسلحة هذه المشروعات ولماذا تشارك القطاع الخاص في مشروعات غذائية وانتاج أسماك ودواجن واستصلاح أراضي، نسينا أن الأمن الغذائي واحد من أهم عوامل الأمان وهو ما ظهر مع بداية الحرب ويظهر في أي أزمة عالمية فمن لا يملك غذاءه وقوته لا يملك قراره أو مستقبله.
ففي مجال الزراعة وحدها وعلى مدى السنوات السبع الأخيرة منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم تم انجاز أكثر من 320 مشروعا زراعيًا تنمويًا بتكلفة تجاوزت 40 مليار جنيه.. ومشروعات للتوسع لزراعة 2 مليون فدان.
ومثلها في المشروع القومي لتنمية البحيرات ومشروعات الثروة السمكية بمناطق غليون وشرق التفريعة والديبة. ومشروع تنمية الريف المصري لاستصلاح وزراعة 1.5 مليون فدان، ودعم انتاج محاصيل عالية الجودة والانتاجية لتوفير غذاء صحي وآمن للمواطنين، وإصلاح جودة الحياة أمام أكثر من 60 مليون بالريف ومنع الاعتداء على الأرض الزراعية، كل هذه المشروعات تمت قبل أن تندلع الحرب في أوروبا التي أثبتت أن الضرر الأكبر وقع على الدول التي تستورد غذاءها يوم بيوم، لكن الدول التي اعتمدت على قدراتها بالسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والمحاصيل والخضر والفاكهة قادرة على تجاوز الأزمات وتحدى الصعاب وأزمات التجارة العالمية وقطع الطريق أمام المتاجرين بالحروب والشدائد وكفاها أنها علمتنا عدو هذا الوطن من صديقه