تحتفل القوات المسلحة في 9 مارس من كل عام بـ«يوم الشهيد»، وذلك لاستعراض تضحيات الشهداء التي ظلت ملهمة للبذل والعطاء من أجل الوطن.
سبب الاحتفال:
يأتي الاحتفال بيوم الشهيد من كل عام، تخليدا لذكرى الجنرال الذهبي الشهيد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق، والذي استشهد عام 1969، وهو وسط جنوده البواسل على جبهة قناة السويس أثناء حرب الاستنزاف، وسيتم تكريم أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية في جميع محافظات الجمهورية بمشاركة الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية في الاحتفال.
الندوة التثقيفية الـ 35 للقوات المسلحة:
وتنظم إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، اليوم، الأربعاء، الندوة التثقيفية الـ 35 للقوات المسلحة، بتشريف الرئيس عبدالفتاح السيسي بمناسبة يوم الشهيد لاستعراض تضحيات الشهداء التي ظلت ملهمة للبذل والعطاء من أجل الوطن.
وشهداء مصر لا يعدوا ولا يحصوا عبر التاريخ ، فمنذ فجر التاريخ قدم أبناؤها أرواحهم فداء لها ودفاعا عنها ضد الهكسوس، والتتار والمغول، فهي دائما وأبدا مقبرة الغزاة ودرع حماية المنطقة بأكملها، وقدمت خيرة شبابها ورجالها إبان الحملة الفرنسية وطيلة فترة الاحتلال الإنجليزي من أجل جلاء المستعمر، وكان المصريون في مقدمة المدافعين عن فلسطين في حرب 48، وتجلت بطولة أبنائها أثناء العدوان الثلاثي الغادر على بورسعيد، وخلال حرب الاستنزاف التي أعقبت النكسة، وفى حرب أكتوبر المجيدة التي ثأرت فيها مصر لكرامتها محطمة اسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم.
وتحرص القوات المسلحة على إحياء هذه الذكرى بالإجلال والإكبار، والعرفان لهؤلاء الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فكانوا أوفياء ليمين الولاء للوطن وافتدوه بأغلى ما يملكون مضحين بأرواحهم ودمائهم الذكية فداء للوطن وصونا لقدسية ترابه، تاركين وراءهم الزوجة المترملة والأم الثكلى والأب الحزين والأبناء والأخوة ، تزايد أعداد الشهداء لا يزيد زملاءهم إلا عزما وإصرارا على استكمال المسيرة حتى ينالوا الشهادة ويلحقوا بزملائهم، في وقت يكثر فيه شهداء الإرهاب الأسود الغاشم وضحاياه الذي يحصد خيرة أبنائها من الضباط والمدنيين.
وأقامت مصر نصبًا تذكاريًا يليق بجلال الانتصار ويرسخ تقاليد القوات المسلحة في الوفاء بشهدائها عبر العصور من واقع الحضارة المصرية الخالدة صُمم على شكل هرم خرساني مفرغ على مساحة 10 آلاف متر مربع وبارتفاع 32 متر ويتكون من أربعة أضلاع لكل منها وجهان مسطحان بمساحة تصل إلى 325 متر مربع وتحتوى كل وجهة على 18 سطرا من الكتابة البارزة سُجل عليها أسماء رمزية لشهداء مصر في مختلف الحروب ليكون بديلًا للنصب التذكاري القديم بمنطقة مقابر الغفير،.
كما دُفنت رفاة لأحد الشهداء المجهولين داخل النصب ليصير رمزًا للجندي المجهول تبدأ عنده احتفالات مصر القومية، كما تقصده الزيارات والوفود الأجنبية رفيعة المستوى للوقوف تحيةً وإجلالًا لأرواح الشهداء وقراءة الفاتحة ترحمًا على أرواحهم، كما أقامت القوات المسلحة نصبًا تذكاريًا بمقابر شهداء الحروب في المناطق التي قدموا فيها أرواحهم فداءً للوطن فأقامت مقابر لشهداء الجيش الثاني الميداني وأخرى لأبطال أكتوبر من شهداء الجيش الثالث الميداني ونصبًا تذكاريًا لشهداء البحرية والدفاع الجوي، كما أقامت المناطق العسكرية نصبًا تذكاريًا للشهداء من أبناء المحافظات التي تدخل في نطاق تلك المناطق حيث يقوم القادة والمحافظون بوضع أكاليل الزهور خلال الاحتفالات القومية والأعياد الوطنية المختلفة .
اختيار يوم 9 مارس:
وقال اللواء أشرف أحمد محمد شريف مدير جمعية المحاربين، إن اختيار يوم 9 مارس من كل عام ليكون يوما للشهيد تأكيدًا على أن جميع أفراد القوات المسلحة بدءا من السيد القائد العام للقوات المسلحة وحتى أحدث جندي على قلب رجل واحد يتمنون الشهادة”، مشيرا إلى أن الفريق أول عبد المنعم رياض ضرب أروع مثال على ذلك بالرغم من كونه رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة في ذلك الوقت إلا أنه كان دائما في الصفوف الأمامية تأكيداً على تلاحم القائد مع جنوده في الميدان، الأمر الذي أدى لاستشهاده، ومن هنا جاء اختيار 9 من مارس من كل عام ليكون يوماً تحتفل به مصر بذكرى شهدائها الأبطال، واتخذت من استشهاده رمزا وتأكيدا على أن نيل الشهادة شرف يتوق له جميع قادة وضباط وصف وصناع عسكريين وجنود القوات المسلحة، وهذا ما نراه جلياً اليوم من حرص وتسابق أبطال القوات المسلحة لنيل شرف الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن والقضاء على الإرهاب الأسود.
وأشار إلى أن جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب أعدت خطة شاملة للاحتفال بيوم الشهيد والمحارب، تتمثل في وضع إكليل من الزهور على قبر الجندي المجهول، وإقامة شعائر صلاة الجمعة بمسجد المشير طنطاوي، وإقامة مهرجان رياضي بجهاز الرياضة للقوات المسلحة يتم فيه إقامة مباريات ودية في كافة الألعاب الرياضية بين فرق الجمعية وتقديم عروض للموسيقات العسكرية، وإقامة معرض فني للمحاربين القدماء بفرع الوفاء والأمل لعرض إبداعات وأعمال المحاربين القدماء وأسر الشهداء والمصابين.