مر أسبوعين من الفصل الدراسي الثاني، والذي شهد جدلاً كبير بدء من قرار محافظ بورسعيد، اللواء عادل الغضبان بحرمان الطلاب الذين يتجاوز غيابهم 15يوم وهي النسبة المقررة قانونًا، من دخول امتحان نهاية العام، ذلك بعدما فوجئ بعزوف الطلاب عن المدارس، خلال زيارة تفقدية لأحد مدارس المحافظة، بوجود 11 طالب فقط من أصل 600 مقيدين بالمدرسة – حسب تصريحات المحافظ.
تفعيل قانون التعليم
بعدها صرح الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن الانضباط الدراسي شهد خلل كبير خلال الفترة الماضية ولاسيما في فترة انتشار فيروس كورونا، وتم تعويض الحضور بوسائل بديلة ومصادر أخرى، موضحًا أن الوزارة أرسلت تعليمات مشددة للإدارات والمديريات التعليمية، لتسجيل الغياب بشكل يومي ورسمي، وتفعيل قانون التعليم فيما يخص نسب الغياب المقررة، والذي ينص على أنه في حالة تجاوز الطالب الغياب الغير مسبب 15 يوم دون عذر يتم حرمان الطالب من دخول الامتحان.
يرصد “صدى البلد جامعات” في هذا التقرير أراء عدد من الأمهات، حول أسباب امتناع الطلاب عن الحضور في المدارس، وهل تعيد العقوبات الوزارية الدور المدرسي لسابق عهده، ولماذا ينفر الطلاب من الذهاب للمدرسة بينما يتكدسون في “سناتر الدروس الخصوصية”.
دراسة أسباب الغياب أهم سبب للحل
قالت فاطمة فتحي مسئول “جروب تعليم بلا حدود”، أن كل الأمهات تتمنى عودة دور المدرسة، خصوصًا لو كانت من الأجيال التي حضرت دور المدرسة ليس في التعليم فقط ولكن في تربية النشء، لكن مع وجود المادتين 19 و 21 في قانون التعليم والخاصة بتنظيم العملية التعليمية وتحديد عقوبة الغياب، ورغم التشديد على الانضباط والحضور إلى المدارس ووجود منظومتي الصفوف الأولى والتابلت، التي تحتاج إلى التواجد في المدرسة، ورغم المنظومة القديمة إلى أن نسبة الغياب في ازدياد، بل إن الوضع يزداد سوء في هجران المدارس.
وأضافت فاطمة في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد جامعات”، يجب على الوزارة بدل التشديد وتنفيذ العقوبات على الغياب، من دفع غرامات أو حرمان من الامتحان أن تدرس أسباب زهد أولادنا في المدارس وأن تجد حلول لها، وأهم هذه الأسباب عجز عدد المعلمين، وزيادة الكثافات الطلابية في الفصل، بالإضافة لمعاملة بعض المعلمين السيئة للطالب في الفصل، لاجباره على أخذ دروس معه وتهديده بأعمال السنة، وكذلك تقليص اليوم الدراسي ووقت الحصة.
فبعد أن كان المتبع في المدارس الرسمية لغات اليوم الكامل، اصبحت تطبق نظام الفترة الممتدة وتقسيم اليوم إلى فترتين لمحاولة السيطرة على الكثافة، والمدارس الرسمية عربي بعد أن كانت تعتمد في الفترة الممتدة علي فترتين أصبحت في بعض مناطق وإدارات الكثافة العالية ثلاث فترات،
الامر يحتاج أن تواجه الوزاره نفسها ولو لمره، وأن تسأل نفسها هذا السؤال لماذا رغم الجائحة وأعداد الطلاب في الدروس الخصوصية والسناتر” في زيادة؟.
لماذا يعتبر الطالب حضوره إلى المدرسة مضيعة للوقت، هل فقدت المدرسة دورها في التربية والتعليم وتنمية المهارات والبعد عن الأنشطة، ليس بفرض العقوبات والحرمان من الامتحانات وتسجيل الحضور يعيد الانضباط بل بعودة دور المؤسسات التعليمية.
عودة الطلاب يزيد مشاكل التعليم
وأكدت أماني الشريف مؤسس اتحاد المدارس التجريبية، أن أولياء الأمور يأملون في عودة الانضباط للطلاب، وفرض ثقافة الحضور داخل المدارس كما كانت في السابق، ولكن هناك عوائق كثيرة تحول دون ذلك.
وأشارت الشريف إلى أن فرض الحضور وتسجيل الغياب والحرمان من الامتحانات في ظل ظروف جائحة كورونا، وعدم حل لمشاكل التعليم التي ظهرت في الأعوام الأخيرة لن يساعد فى عودة الانضباط بالمدارس، بل يساعد في عودة المشاكل وتفاقمها وانتشار الأمراض والفيروسات المختلفة، وذلك بسبب ازدياد الكثافات بشكل كبير مع عدم اتباع المدارس أو الطلاب للإجراءات الاحترازية بشكل جاد، مع عدم وجود زائرات صحيات مقيمات بالمدارس لمتابعة الحالة الصحية للطلاب، وأيضا مع وجود عجز في الإشراف والمدرسين وعدم وجود متابعة فعالة، بل متابعات شكلية فقط وتقارير وهمية.
عجز المعلمين والتكدس أبرز العوائق
بالإضافة إلى وجود عجز كبير في عدد المعلمين، وخاصة معلمي اللغات التي أثرت بدورها على مستوى المدارس التجريبية، فمن الأفضل تطبيق نظام المحاضرات سواء للشهادة الإعدادية والمرحلة الثانوية، لأنهم أولى بالوقت الضائع في الحضور بالمدرسة وذلك في ظل عدم وجود مدرسين، أو في حالة وجود مدرس بالفصل ولكنه لا يقوم بدوره كما يجب في تنظيم الفصل.
زيادة أسعار المجموعات المدرسية
فيجب على الوزارة أن تجد حل لارتفاع الكثافة في المدارس، قبل أن تطالب بالانضباط سواء بتقسيم أيام الأسبوع، أو وجود خطط بديلة بعيدا عن نظام الفترات الذي يجعل وقت الحصة أقصر من اللازم، فيعود الطالب لبيته دون استفادة، فمن الغريب زيادة أسعار المجموعات المدرسية التي كان يلجأ لها الطلاب بدلًا من الدروس، فكيف يتم تفعيل المجموعات وهي بهذه الأسعار فلا نتعجب من هروب الطالب للدروس الخصوصية لأنها بنفس سعر المجموعات، بل بالعكس يحصل على خدمة أفضل في مكان مجهز وأكثر هدوء، وأيضًا الدخل كامل يحصل عليه المعلم نظير مجهوده، ولا يقاسمه أحد من الجالسين على المكاتب دون مجهود أو عناء .
تقسيم أيام الأسبوع حل مناسب
وآخر نقطة أود أن أتطرق لها وهي يجب على الوزارة مراعاة المدة الزمنية للتيرم الثاني من العام الدراسي، وأنها غير مناسبه المناهج وخاصة مع قرب شهر رمضان، فهل نزول الطالب للمدرسة في ظل الصيام جائحة كورونا سيكون في مصلحة الطلاب، والقدرة على الانتهاء من المناهج المتكدسة أم تقسيم أيام الأسبوع في شهر رمضان سيكون أفضل لعدم الاختلاط، وأن تستكمل الطلاب المنهج من خلال القنوات والمنصات المختلفة
في النهاية على الوزارة تطبيق كل ما سبق وأن تقوم بدورها الفعلي لا الشكلي، وليس مجرد حشد الطلاب للمدارس دون علاج للمشاكل الموجودة على أرض الواقع ، ونزول المسؤولين بأنفسهم بشكل مفاجئ للمدارس الحكومية والتجريبية في المناطق الشعبية أو المزدحمة، و يروا بأنفسهم الحقيقة التي تخفيها المدارس الموجودة في المناطق النائية، أو التي تتزين عند علمها بزيارة المسؤولين.
توفير جدول متزن واستخدام وسائل حديثة
وأوضحت فاتن أحمد مؤسس “جروب أبطال إلغاء الثانوية التراكمية”، أن تصريحات وزير التعليم الأخيرة عن تطبيق قانون التعليم بحرمان الطالب من دخول الامتحان في حال تجاوز نسبة الغياب المقررة قانونًا بـ15 يوم، منفصلة تماما عن الواقع الذي يعيشه الطالب المصري داخل المدرسة.
فالجميع يتمنى أن يعود دور المدرسة لسابق عهده وخاصة أولياء الأمور، التي تمثل لهم مراكز الدروس الخصوصية أعباء إضافية كبيرة، خاصة في ظل أزمة كورونا وضيق الأحوال الاقتصادية على معظم الأسر، ولكن بشروط وأهمها عودة الأخلاق للطلبة وشخصية المدرس القدوة، والضمير في الشرح وتوصيل المعلومة للطالب بطريقة مبسطة للاستيعاب، وقبل كل ذلك مدرسة نضيفه وفصول تسع الطلاب، ثم جدول يومي غير مكدس متوازن بين الأنشطة والدروس، وتزويد الأنشطة والعملي واستخدام وسائل تدريس مساعدة جذابة للطلاب، وتخفيف كثافة الفصول.
استفادة الطالب ليس أولوية للوزارة
واختتمت منى أبو غالي مسئول “جروب تحيا مصر بالتعليم”، أن فرض الانضباط لابد أن يسبقه خطوات لمساعدة الطلاب على الحضور، لكن تهديد الوزارة للطلبة بحرمانهم من الامتحانات، لا فهم مدى قانونيته، فمن حق الطالب إعادة القيد في حال تخطي أيام الغياب بلا عذر.
وقبل مطالبة الطلاب بالحضور لابد أن تقدم الوزارة حلول للمدارس التي يوجد بها عجز مدرسين، وكذلك للمناهج الطويلة التي لا تناسب المدة الزمنية “للتيرم”، وكذلك معالجة قصر وقت الحصة فعلى سبيل المثال هناك مدارس كثيرة فى محافظة الجيزة اليوم الدراسي مقسم فيها على فترتين وثلاثة، أنا أرى أن الطالب أخر هم الوزارة في استفادته، والأهم الشكل العام للحضور والغياب وتقارير الموجهين بإتمام إنهاء المناهج دون استفادة الطلبة للأسف.