في فجر اليوم، الخميس، بتوقيت القاهرة فزع العالم بإعلان روسيا التحرك العسكري صوب الأراضي الأوكرانية، لكن الكثير تسائل حول سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، في البداية الجميع يعلم أن الأمر يمس أمن وحماية المصالح الروسية في المقام الأول، فبدأ الأمر بـ «سد مائي» في الأراضي الروسية في بداية الألفيات، ووصل إلى مسمار النعش طلب أوكرانيا للانضمام لـ «حلف الناتو» الذي جعل روسيا تتحرك رسميًا ضد أوكرانيا، فما سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا في حقيقة الأمر؟
أخبار روسيا وأوكرانيا
بالعودة إلى الأسباب الأخيرة لسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، تحركت روسيا نحو الأراضي الأوكرانية، فجر اليوم الخميس، بهدف حماية مصالحها وتحت مظلة طلب تقدم به قادة إقليم دونباس الواقع شرق الأراضي الأوكرانية بطلب الحماية من أوكرانيا، بعدما أعلنت موسكو منذ عدة أيام الاعتراف باستقلالية جمهوريتيه دونتسك ولوجانسك الواقعتين في هذا الأقليم.
أسباب الحرب بين روسيا وأوكرانيا
لكن الأسباب الحقيقة لهذه الحرب العسكرية تعود إلى التوترات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية وحلف الناتو ضد روسيا وحلفائها، نتيجة اعتزام أوكرانيا منذ قرابة شهرين الانضمام إلى حلف الناتو، هذا ما اعتبرته روسيا تهديدًا لأمنها القومي، حيث انضمام أوكرانيا لحلف الناتو يعني بدوره إمكانية وجود انتشار عسكري غربي على الحدود الروسية.
ونتيجة هذه التوترات المتبادلة، فرضت عقوبات جماعية من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة بحق المسئولين والمؤسسات والهيئات الروسية، مع وعود بحزمة جديدة من العقوبات عقب التحرك الروسي الأخير.
مشكلة روسيا وأوكرانيا
وتكمن مشكلة روسيا وأوركرانيا هو طلب الأولى تعهدًا ملزمًا قانونًا بأن «حلف الناتو» لن يتوسع أكثر من ذلك أي أنه لن يضم أوكرانيا أبدًا. وفقًا لتصريحات سابقة لـ سيرجي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي: «بالنسبة إلينا، من الإلزامي تمامًا التأكد من أن أوكرانيا لن تصبح أبدًا عضوًا في الناتو».
ووسط ذلك، نجد أن روسيا تمتلك أدوات ضغط واضحة تمكنها من الخروج من هذه الحرب العسكرية منتصرة أو في صالحها على الأقل، حيث دعمت وساعدت روسيا بقيادة رئيسها فلاديمير بوتين على مدار السنوات السابقة الانفصاليين الأوكرانيين في الشرق الأوكراني وسكان إقليم دونباس، الذي يتحدث أغلبيته باللغة الروسية، كما يحمل نحو 720 ألف مواطنًا من أصل 3.5 مليون نسمة بهذه المساحة المتاخمة للحدود الروسية جواز سفر روسي.
كما أن الاتفاقية التي وقعتها روسيا مع إقليم دونباس باعتراف روسيا بجمهوريتي دونتسك ولوجانسك الواقعتان في هذا الإقليم، جعلت برلمان الجمهوريتين يصدقان على هذه الصداقة، وهذا بموجبه يجعل أي تحرك عسكري روسي داخل الشرق الأوكراني محميًا بغطاء سياسي.
سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا يبدأ من سد مائي
على الرغم من التاريخ الطويل الذي يجمع بين روسيا وأوكرانيا ما بين الصراعات والانضمام والصداقة، إلا أن مجرد سد مائي شرعت فيه روسيا ببنائه في عام 2003 في مضيق كريتش باتجاه جزيرة «كوسا توسلا» الأوكرانية، تسبب في ظهور صدع في العلاقة الثنائية بين البلدين، حيث اعتبرت أوكرانيا ما تفعله روسيا ببناء هذا السد ما هو إلا إعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين، وتوقف بناء السد بعد لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي والأوكراني.
ومن هنا بدأ الصراع بين الدولتين وكان سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا ، ففي عام 2004 وأثناء الانتخابات الرئاسية في أوكرانيا، دعمت روسيا بشكل كبير المرشح المقرب منها فيكتور يانوكوفيتش، لكنه لم يفز بالانتخابات، نتيجة ما حدث من ثورة أطلقت عليها «الثورة البرتقالية» التي زعمت أن فوزه مبني على التزوير، لذا فاز بدلًا منه السياسي المقرب من الغرب فيكتور يوشتشينكو.
وخلال فترته الرئاسية، قطعت روسيا إمدادات الغاز عن أوكرانيا مرتين في عامي 2006 و2009، كذلك قطع إمدادات الغاز إلى أوروبا المارة عبر أوكرانيا.
وبدأت أوكرانيا في الضغط على روسيا من خلال الولايات المتحدة الأمريكية في عهد رئيسها في عام 2008 جورج دبليو بوش من خلال محاولة الانضمام مع جورجيا إلى حلف شمال الأطلسي «الناتو»، لكن الأمر قوبل باحتجاج الرئيس الروسي بوتين، كما أعلنت موسكو بشكل واضح وصريح أنها لن تقبل أبدًا الاستقلال التام لأوكرانيا وعضويتها في الناتو.