أكد أحمد سلامة الخبير في شئون تطوير التعليم، أن التعليم ما قبل الجامعي في مصر يعاني من عدة مشكلات بعضها يخص الطلاب والمناهج وسوء حالة الأبنية التعليمية ونقص عدد المعلمين.
وأوضح، أن مشكلات الطلاب يمكن تقسيمها وفق المراحل العمرية والتعليمية، فعلى سبيل المثال الأطفال من مرحلة رياض الأطفال حتى الثالث الابتدائي، فنجد أنه تم وضع مناهج جديدة بإدعاء التطوير في منظومة التعليم بشكل وهمي وبدون النزول لأرض الواقع، لافتا إلى أن المنهج لابد أن يربط الطفل بمعطيات المجتمع، وخاص ان الدول التي تحاول عمل طفرة في تطوير التعليم تسعى لربط معطيات المجتمع بالمناهج التعليمية من خلال ربط الطفل ومعايشته لمختلف مشكلات المجتمع والمحتوى التي يدرسها الطالب.
مناهج ركيكة
وأضاف، أن المناهج الجديدة لم تربط الطفل بمعطيات ومشكلات مجتمعه نهائيًا، ووصفها بالمناهج الركيكة التي لا تصلح لطفل في عمر من 4 لـ8 سنوات، لأنها لا تتضمن نوع من مواكبة التطور التكنولوجي، لافتا إلى أن الدول تسعى لعمل حراك بالتعليم بربطه بسوق العمل وفق قدرات الطفل وميوله وامكانياته، فمثلا سنجد دولة مثل الصين تتعرف على مواهب وميول الطالب في المراحل العمرية الصغيرة وبعد ذلك تسمح له بالتخصص في المرحلة الإعدادية، ليكون لدى الطالب القدرة على التعامل مع مشكة معينه وإيجاد الحلول لها، إلى جانب تصنيف الطالب نفسيًا ليتوقعوا مستقبله المهني وفقًا لقدرته التواصل المجتمعي، ولكننا فقدنا قدر كبير من هذا التحول الرقمي والفكري والمجتمعي بالنظام الجديد.
وأضاف أن أحد العلماء أصدر كتاب تكنولوجيا التعليم تحدث فيه أنه كلما اعتمدنا على الوسائل الرقمية في حل المشاكل الاجتماعية وربط حلها بالوسائل الرقمية كلما أصبح الطالب عنصر غير فعال بالمجتمع وهذا عكس ما يرجوه التعليم من أبنائه، لأننا نحاول جعل الطالب عنصر فعال في المجتمع ومشارك بقوة في بناء مجتمعه، وفي ايجاد حلول حقيقة وواقعية وسريعة وذكية، لكن التحول الرقمي يجعل الطالب متكاسل غير قادر على التفكير لديه ضمور بصري وهذا ما أثبتته الأبحاث، بالإضافة إلى عدم قدرته على التكافؤ والتواصل المجتمعي بالشكل المطلوب.
محتوى ترفيهي تعليمي
أما مشكلة الصف الرابع الابتدائي، فأشار في تصريحات خاصة لـ”صدى البلد جامعات” إلى أن المناهج غير مناسبة تمامًا للمرحلة العمرية للطالب والقدرات الاستيعابية والتواصل المجتمعي وايجاد حلول واقعية وسريعة، ناصحًا بضرورة أن يعتمد المحتوي التعليمي في هذه المرحلة على أن يكون ترفيهي تعليمي، وخاصة أنها فترة تجهيز وإعداد الطفل لمرة تتطلب قدرة أكبر على التفكير المنطقي “الإعدادية”.
وأكد أن المنهج الجديد غير مناسب تماما ويضعنا في اشكالية كبيرة، إلى جانب أنه غير مطابق للمواصفات التي تتطلب ايجاد محتوي تعليمي يربط بين الطالب والمجتمع، مستطردًا أن وزير التربية والتعليم كان من المفترض أن يطرح حوار مجتمعي ويعقد ندوات ومؤتمرات للحديث عن مشكلات التعليم وكيفية وضعها في المحتوي التعليمي بصورة مناسبة.
وتابع أنه بالنسبة لرابعة ابتدائي فهي مرحلة مفصلية في منظومة التعليم المصري، ولكننا فوجئنا بأن المنهج تضمن كم كبير للغاية على الرغم من الدول التي لها ريادة في التطوير تعتمد على الكيف، مشيرا إلى أن الموضوعات داخل المنهج “لا وصف لها” وغير مناسبة لعمر الطفل وتركيزة لأن في هذه المرحلة يكون الطفل تركيزه مشتت ويريد اللعب والاستمتاع بطفولته، مؤكدا أنه حدث لطلاب الرابع الابتدائي “صدمة” وهذا نتيجته الوصول بالطفل لعدم الرغبة على الذهاب للمدرسة ورؤية المعلم أو حتى النظر للكتاب.
شغل فيزيائي
وأضاف أن مناهج رابعة ابتدائي لا يوجد بها محتوى ترفيهي، فعلى سبيل المثال في الرياضيات نجد مسألة 4 سطور معلقًا: “ده شغل فيزيائي” وليس مسائل بسيطة تناسب عمر الطفل وقدراته، مشيرا إلى أنه بالتزامن مع جائحة كورونا بدأت الدول في وضع مناهج “الصحة العامة” كالإمارات، وهذا ما أغفلته المناهج المصرية الجديدة، إلى جانب تدريب الطلاب على التعامل مع الظروف المناخية التي طرأت على العالم.
وأكد أن منهج رابعة ابتدائي يضم 13 مادة بها مواد لا تصلح لطالب بهذا السن، منافية للقدرة الطالب على الاستيعاب وسببت احباط، وأثرت نفسيا بشكل سلبي على الطلاب.
بينما طلاب الصفين الخامس والسادس الابتدائي، فمازالوا يتعاملوا مع المحتوى التعليمي القديم، ولكنهم سيفاجئوا بالمرحلة الثانوية بمناهج ونظام مختلف عما درسوه، مما يؤدي إلى شعورهم بالتخبط وعدم القدرة على التكيف مع المحتوى المقدم لهم، ولكنه عاد ووصف نظام التعليم الجديد بأنه ليس محتوى بل فقاعات ليس لها وجود في أي دولة بالعالم، وأن التطوير الذي يدعيه الوزير محض خيال، متهمًا الدكتور طارق شوقي، بهدم أسس التعليم في مصر.
حالة تخبط
وتطرق في حديثه عن المرحلة الثانوية، موضحا أن التخبط وعدم الدراسة لواقع المدارس في مصر لا يخفى على أحد، متسائلًا عن السبب في ضخ مليارات في نظام تعليمي وهمي، مؤكدًا أن الطلاب بالمرحلة الثانوية يتعاملوا مع شكل جديد بالامتحانات ولا يعلمون بأى آلية سيأدوها هل هي ورقي أم إلكتروني أم بابل شيت، إلى جانب إمكانية تعرضهم لـ “سقوط السيستم” الذي يؤدي لانتقال الطلاب من صف لصف آخر بشكل عشوائي.
وأكد أن التخبط الذي تعانيه الوزارة بمرحلة التعليم الثانوي، تسببت في ظلم الطلاب بالعام الدراسي الماضي، وحصل الطلاب الذين لا يجيدون القراءة والكتابة على مجاميع أعلى من زملاءهم المتفوقين الذين رسب بعضهم.
عجز المعلمين
وبالانتقال للحديث عن مشكلة نقص عدد المعلمين بالمدارس، فأكد أن العجز وصل لمليون معلم قائلًا “العجز وصل لما يقارب المليون معلم وفق تصريحات وزير التربية والتعليم ونائبه وتم عمل دراسة لرصد العجز على مستوى المدارس ومقارنته بعدد المعلمين الذين يخرجوا معاش سنويا والذين يتعرضوا للوفاة أو الإصابات أو الإعارة نصل لهذا الرقم.
وأشار إلى أن بعض المدارس يكون فيها الفصل كثافته 108 لـ120 طالبا ومن المفترض أن يوجد معلم لكل 20 طالبا، وهذه المشكلة تتسبب في انخفاض الجودة لـ6 أضعاف.