تمثل منظومة التعليم، حجر الأساس لتحقيق أهداف استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، وبالأخص منها «التعليم قبل الجامعي»، لذا أولت لها اهتماما كبيرا، فعملت على زيادة نسبة الإنفاق على قطاع التعليم منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، لسدة الحكم 2014.
تحديات جسام كانت عائقا أمام عمليات تطوير منظومة التعليم قبل الجامعي، وأتى على رأسها العجز الصارخ في عدد المعلمين بالمدارس ومشكلة مناهج التعليم الجديد وبخاصة رابعة ابتدائي، التي وصل لمجلس الوزراء 5 آلاف شكوى منها.
مع قدوم الرئيس عبد الفتاح السيسي، لسدة الحكم، زادت نسبة الإنفاق على التعليم قبل الجامعي لـ 94.8%، لتصبح 157.8 مليار جنيه، مقارنة بـ80.9 مليار جنيه في العام المالي الذى سبق تولى الرئيس مقاليد حكم البلاد.
«صدى البلد جامعات»، عبر تقريره التالي، يرصد الأسباب والحلول، التي تقف عائقا أمام عمليات التطوير بالمنظومة، من خلال آراء لمتخصصين في المجال التعليمي:
وأوضح الدكتور حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن المشكلات التي تواجه التعليم ما قبل الجامعي كثيرة، ومنها تشبث أولياء الأمور بالماضي، والوقوف أما مسيرة تطوير التعليم من خلال التمسك بالدرجات والامتحانات، موضحا أن ذلك يفرغ التطوير من هدفه وهو بناء انسان جديد.
مثلث التخلف الذي يعيق مسيرة تطوير التعليم
وأضاف “شحاته” في تصريحات خاصة لصدى البلد جامعات أن المشكلة الثانية التي تقف أمام تطوير التعليم “مثلث التخلف” الذي يضم أصحاب السناتر والكتب الخارجية والدروس الخصوصية، الذين يروجوا شائعات عن التعليم ومن مصلحتهم بقاء النظام القديم.
تدخل أولياء الأمور في تقييم المناهج
ونوه إلى أن أولياء الأمور يتدخلوا في المناهج ويقيموا السهولة والصعوبة وفق آرائهم، قائلا:”وجود أولياء الأمور يقف عائق أمام مسيرة تطوير التعليم.
وأكد أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه بالاهتمام ببناء الانسان بتطوير التعليم، بالشراكة مع مؤسسات عالمية، للوصول بنظام التعليم للمنافسة الدولية.
وأوضح “شحاته” أن مشكلات عجز المعلمين والكثافة الطلابية المرتفعة، سببها رفض وزير المالية رصد الأموال اللازمة لسد العجز في عدد المعلمين وبناء مدارس جديدة، التي تطلبها وزارة التربية والتعليم.
وأوضح الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس التربوي المساعد، ومدير مركز القياس والتقويم بكلية الدراسات العليا جامعة القاهرة، أنه في أي نظام تعليمي توجد العديد من المشكلات والتي تنشأ نتيجة الطبيعة الدينامية لعملية التعليم وتفاعلها مع العديد من الجوانب الأخرى في المجتمع.
ارتفاع الكثافات الطلابية ونقص عدد المعلمين
وأضاف أنه يأتي على رأس المشكلات التي يواجهها النظام التعليمي المصري ويسعى للتغلب عليها مشكلة الكثافة الطلابية العالية والتي يقابلها نقص في أعداد المعلمين, والحل الجذري لهذه المشكلة بالتأكيد هو العمل على بناء المزيد من الفصول وتعيين الأعداد الكافية من المعلمين المدربين والمؤهلين , ومن الحلول غير التقليدية التي يمكن أن تسهم بشكل فعال في التغلب على هذه المشكلة هو تعظيم الاستفادة من نظام التعليم الرقمي والذي يعد توسعا رأسيا في النظام التعليمي بمعنى تعظيم الاستفادة من الإمكانيات المتاحة من الفصول والمعلمين و ما يتضمنه ذلك من تفعيل التعلم النشط لتخفيف الأعباء التدريسية عن االمعلمين حيث يكون حضور الطلاب للمدارس مقسما على أيام وربما فترات دراسية (فترتين مثلا) ويتعلم الطالب من خلال المنصات الاليكترونية ثم يكون الحضور إلى المدرسة للمناقشة وتطبيق الأنشطة المختلفة على الدرس, كما أن تدريب المعلمين على طرق التدريس المناسبة التي يمكن أن تكون فعالة مع هذه الأعداد يعد من الأمور المهمة.
مناهج نظام التعليم الجديد
وتابع في تصريحات خاصة لصدى البلد جامعات، أن من المشكلات الأخرى التي برزت على الساحة مشكلة المناهج المطورة للصف الرابع الابتدائي , ومع إيماننا العميق بضرورة تطوير المناهج وضرورة مواكبتها لأنظمة التعليم في دول العالم المتقدمة إلا أن التطوير في المناهج يجب أن يسير وفق تدريج معين يراعي الظروف الخاصة التي يمر بها الطالب المصري نتيجة عدم انتظامه في العملية التعليمية بشكل كامل في الفترة السابقة بسبب أزمة كورونا.
نوه إلى أن الدول التي بها مناهج مماثلة لمنهج الصف الرابع لم تقم بإعداد هذه المناهج في السنة الحالية أو السابقة ولكنها تطبق هذه المناهج منذ سنوات ويسبقها إعداد جيد في السنوات الثلاث الأولي بالمدرسة الابتدائية وما يسبقها من سنوات في مرحلة رياض الأطفال وبالتالي فإن هذه المناهج قد تكون مناسبة للطلاب الملتحقين بالصف الأول الابتدائي في العام الحالي حينما يصلون إلى الصف الرابع ولكنها بالنسبة لطلاب الصف الرابع حاليا تمثل عبئا يجب تخفيفه من خلال حذف بعض أجزائه , كما أن هذه المناهج المطورة تحتاج إلى تدريب المعلمين على طرق واستراتيجيات متقدمة لتدريسها, ولا يعد تخفيف إجراءات التقويم من خلال امتحانات لا تعلن نتائجها ولا يعتد بها حلا لأن التقويم يجب أن يحتفظ بأهميته ووظيفته التي يؤديها في استثارة دافعية الطلاب نحو التعلم .
امتحانات الأوبن بوك
وأكد أنه من الأمور التي يجب أن ننتبه إليها هو عدم الإكثار من امتحانات الكتاب المفتوح لأننا يجب أن ننتبه إلى أن سعينا إلى الوصول إلى مستويات عليا من المعرفة كالفهم والتطبيق والتحليل والتركيب لا يعني تخلينا عن المستويات الدنيا كالحفظ مثلا لأن المستويات العليا من المعرفة تبني على المستويات الدنيا منها , وما يؤخذ على النظام التعليمي التقليدي تركيزه على الحفظ فقط كأسلوب تعلم وعلى التلقين كأسلوب تعليم , فيه كان الطالب يركز على الحفظ الآلي للنصوص دون فهمها , ولكن التطوير الذي يشهده قطاع التعليم حاليا لا يتطلب الحفظ الآلي ولكن الحفظ القائم على الفهم والذي يمكن صاحبه من إجراء التطبيق والتحليل والتركيب والتقويم كمستويات أعلى في السلم المعرفي , فالذاكرة جزء أساسي من عملية التعلم ومطلوبة ومهمة ولكن طريقة الحفظ هي التي سوف تختلف حيث سيكون حفظا قائما على الفهم وليس حفظا آليا.
إلغاء التشعيب بالثانوية العامة
أما عن مشكلة إلغاء التشعيب، فأوضح أنها ليست مشكلة ولكنها فرصة عظيمة للطلاب تمكنهم من الالتحاق بمسارات دراسية أكثر رحابة وتؤهلهم بشكل مناسب للالتحاق بسوق العمل المستقبلي من خلال إعدادهم بشكل جيد لوظائف المستقبل ذات التخصصات البينية, ولكن لتعظيم الاستفادة من هذا القرار ومن أجل التوظيف الجيد لقدرات الطلاب واستثمارها بالشكل الذي يؤدي إلى تطويرها واستفادة المجتمع منها بالإضافة إلى تخفيف الضغط عن الطلاب وأولياء الأمور أقترح أن يصاحب ذلك تطبيق نظام التنسيق المرن والذي يسير وفق متطلبات كل تخصص وكل كلية ويركز على مجموع درجات الطالب في المواد المؤهلة لها فقط مع شرط الحصول على 70 % كحد أدني في المواد الأخرى.
بطء في تخصيص أراضي لبناء المدارس
ومن جهته، قال رئيس نقابة المعلمين فى القاهرة الجديدة والشروق كرم عبد اللاه ، أنه ينتظر من نواب مجلس الشعب الكثير أثناء اجتماعهم مع وزير التربية و التعليم الدكتور طارق شوقى بما يتفق مع صالح العملية التعليمة وصالح أبناءنا من الطلاب فى جميع المراحل والصفوف بداية من رياض الاطفال وحتى الصف الثالث الثانوى.
وقال كرم عبد اللاه ، أن إدارة القاهرة الجديدة و الشرروق التعليمية لهم وضع خاص مقارنة بالادارات التعليمية فى محافظة القاهرة ، لارتفاع معدلات الالتحاق بالمدارس بشكل متسارع ورغم ذلك نجد هناك بطئ فى تخصيص الاراضى لبناء المدارس من هيئة المجتمعات العمرانية بشكل أدى إلى ارتفاع الكثافات فى فصول المدارس خاصة المدارس الرسمية لغات بشكل غير طبيعى ، وأصبح يمثل عبئ بالغا على الادارتين التعليميتين من أجل استقبال الطلاب وتسكينهم خاصة بمرحلة رياض الأطفال.
واشار رئيس نقابة المعلمين فى مسألة حسم مصير الإدارة التعليمية بالقاهرة الجديدة ، يجب أن يأتى فى مقدمة الأولويات نظرا لان المقر المؤقت لم يعد صالحا لاستقبال أولياء الامور فى ظل ارتفاع اعداد الطلاب بالمدارس مشيرا ان الارض المخصص للادارة التعليمية صدر لها قرار تخصيص الا ان العراقيل البيراقرطية لا تزال تمنع تنفيذها.