نظمت أمانة الدعوة بالبيت المحمدي ندوة تثقيفية احتفالا باليوم العالمي للغة العربية وأكد الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي ضرورة الحفاظ على اللغة العربية وتدارك التحديات التي تواجهها لأن الحفاظ عليها هو حفاظ على هويتنا وثقافتنا وتاريخنا وتقوية لكياننا وقوميتنا ووطننا وديننا، محذرا من التفريط فيها والتفلت منها في المدارس والجامعات، ووسائل الإعلام، ومنتديات الثقافة، مشيرًا إلى أن اللغة تتميز بالعطاء والتفرد، والقوة في الألفاظ والعبارات.
واستكمل الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أنه يكفي اللغة العربية شرفا أن الله اصطفاها لتكون لغة للرسالة الخاتمة وخطابا للعالمين، و أنه لولا المجاز في اللغة لهلكت الأمة، فقد تنوعت أحكام الفقهاء والمذاهب بسببه، وكلهم على حق ما داموا يؤمنون بالغاية، مؤكدا أن اللغة العربية استوعبت كافة العلوم والفنون وقد قاد العرب العالم وكانت تدرس العلوم بالعربية لقرون طويلة.
وأضاف الشيخ جعفر عبدالله رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الأسبق، أن العرب كانوا يهتمون باللغة العربية ويطمئنون لمن يتكلم بها وأن طلاب العلم يعرفون أصول دينهم من خلال لغتهم العربية، وأن الطفل الذي ينشأ في وسط محب للعربية فإنه يشب عليها ويتقنها، موضحًا أن اللغة العربية من اللغات السهلة بدليل أن من وضعوا أسس علم النحو كان الكثير منهم من غير العرب ومنهم سيبويه.
وأوضح الدكتور فتحي حجازي أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة أن أساتذة اللغة يحرصون على اكتشاف مكنوناتها لأنها من أصول الدين فبها نزل القرآن وتحدث نبي الأنام وهي لغة أهل الجنة وقد رأيت أساتذتي وعلى رأسهم الشيخ نجم الدين الكردي، والشيخ محيي الدين عبدالحميد يحافظون على اللغة حتى في الأوقات العصيبة أثناء مرضهم.
وذكر الدكتور علاء جانب أستاذ الأدب والنقد بكلية اللغة العربية بالقاهرة، الحائز على جائزة أمير الشعراء أن العرب سخروا من كل شيء لكنهم لم يسخروا من صاحب بيان، ولهذا يجب أن تكون اللغة حية في نفوسنا ولا نجعلها في توابيت، ثم اختتم الحفل بإلقاء أبيات من الشعر في حب اللغة العربية.
يذكر أن البيت المحمدي، أنتج عددا من الفيديوهات للاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، وعقد مجلسا علميا استمر ليوم كامل سبق الندوة التثقيفية قرأ فيه الشيخ علي صالح كتاب (الأزهرية) وتحدث فيه الدكتور أحمد عيد عن تكوين الملكة اللغوية، والدكتور ربيع الغفير عن تكوين الملكة الأدبية، وبُثت المحاضرات، والاحتفالية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وفي حضور عدد من طلاب العلم من المصريين والوافدين.