شهد دكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي صباح اليوم الخميس جلسة نقاشية بعنوان “إمكانات التوظيف في عصر الأوبئة وما بعدها”، وذلك خلال فعاليات اليوم الثاني للمنتدى العالمي الثاني للتعليم العالي والبحث العلمي (رؤية المستقبل)، والذى تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2021، بالعاصمة الإدارية الجديدة، برعاية وتشريف السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية.
حاضر فى فعاليات الجلسة دكتور خالد العناني وزير الآثار والسياحة، السفير ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، شلي برونزويك Shelli Brunswick مديرة العمليات بمؤسسة الفضاء، دكتور أشرف الفقي مدير مراقبة السلامة وإدارة المخاطر بشركة فايزر العالمية، وهدفت الجلسة لتعريف الجمهور بتأثير جائحة COVID-19 من منظور عالمي على الوظائف، والدخل، والبحث العلمي، وكيفية تعامل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي مع الموقف من خلال نهج استباقي.
وفى كلمته، أشار دكتور خالد العنانى إلى أن السياحة فى مصر هى حجر الأساس للحصول على العملة الصعبة، لافتًا إلى نمو قطاع السياحة فى بداية عام 2020 ولكن بدءاً من شهر مارس توقفت الأنشطة السياحية ليس فى مصر فقط بل فى العالم أجمع بسبب جائحة كورونا، مضيفًا أن عدد العاملين بقطاع السياحة فى مصر يبلغ حوالي 3 مليون فرد من الموظفين فى المنشآت السياحية، مؤكدًا تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بضرورة حماية موظفى هذا القطاع ودعمهم من أجل الاحتفاظ بوظائفهم.
وأضاف العنانى أن لدينا 12 جامعة مصرية تضم كليات للسياحة والفنادق، وتعود خبرة بعض هذه الكليات لحوالى خمسين عامًا، مشيرًا للتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمي تمهيداً لافتتاح معرض للتوظيف والنهوض بقطاع السياحة فى فبراير المقبل، مشيرًا إلى برنامج “بناء القدرات” الذي تتبناه وزارة السياحة والآثار لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة فى القطاع السياحي، ورفع المعايير في قطاع السياحة عن طريق تطوير شركات ناشئة ذات إمكانات عالية وتلبية احتياجات التوظيف فى ظل جائحة كورونا.
وأوضح العنانى أن حدث موكب المومياوات المصرية، وافتتاح طريق الكباش ساهما فى توفير عدد كبير من الوظائف، والذى ترتب عليه رفع المعاناة عن المتضررين من توقف الأنشطة السياحية بسبب جائحة كورونا، مضيفًا أن إستراتيجية الوزارة تتضمن محور خاص بالقابلية للتوظيف وفقًا لرؤية مصر 2030، والذى يشمل التوعية وخاصة طلاب الجامعات، وتطوير قاعدة بيانات شاملة لكل العاملين بقطاع السياحة والآثار سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وزيادة الشراكة مع المنظمات المانحة والقطاع الخاص من أجل تأمين المنشآت السياحية فى مصر، والمساواة بين جميع الفئات العاملة فى هذا القطاع بمختلف محافظات الجمهورية.
ومن جانبه، أكد السفيرناصر كامل أهمية توافر منصة إلكترونية للبحث عن فرص عمل، موضحًا أن هناك تطور كبير فى عدد من المنصات الرائدة فى مصر، مشيرًا إلى أهمية ريادة الأعمال فى قطاع التوظيف، مضيفًا أن هناك ثلاثة جوانب أساسية فى قطاع التوظيف وهى: صناع القرار، والمجتمع الأكاديمي، ومجتمع الأعمال، مشيراً إلى أهمية العمل والتعاون من أجل تطوير الشراكات خاصة التى تتضمن تصميم وتطوير المناهج الدراسية بما يتماشى مع الثورة الصناعية الرابعة، لافتًا إلى أن حوالى ٢٥% من وظائف اليوم ستتلاشى خلال العشرين عامًا القادمة.
كما استعرضت شيلى برونزويك المهارات الشخصية التى تحدد إمكانات التوظيف كالمهارات الخاصة والعمل الجماعي، والتواصل والتعاون، مشيرة إلى أن الفضاء أصبح للعالم أجمع وليس حكرًا على دول بعينها، فالفضاء نجده فى عدد كبير من الجوانب فى حياتنا اليومية كالتكنولوجيات الصاعدة والناشئة، والتنبؤ بالمناخ والطقس، وزيادة المحاصيل الزراعية، والرعاية الصحية وغيرها.
ومن جانبه، أشار دكتور أشرف الفقى إلى المحاور الرئيسية الثلاثة للتوظيف وهى: الخريجين، وأصحاب العمل، والجامعات، موجهًا الشكر للدكتور خالد عبد الغفار على قيادته لنهضة التعليم العالي والبحث العلمي خلال السنوات الماضية، مضيفًا أن الطب الشخصى يعيد تشكيل التوظيف فى مجال الخدمة الصحية، فكثير من مؤسسات الرعاية الصحية فى العالم الآن تقدم خدمات الروبوتات فى التمريض، مؤكدًا على استخدام عدد كبير من المؤسسات الطبية للتكنولوجيا فى مجالاتها، لافتًا إلى أن التكنولوجيات الحديثة التى تستخدم الآن فى العلاجات الجينية أدت إلى تغير اتجاهاتنا العلاجية، وأن هناك العديد من الوظائف قد اختفت، فضلاً عن ظهور وظائف أخرى جديدة فى المستقبل، وأن تلك التغيرات لن تؤثر فقط على العرض والطلب لكن ستؤثر على الكثير من البلدان فى قطاع التوظيف من خلال إعادة توزيع المهارات والتدريب خاصة فى المجالات الطبية حيث ظهور جيل جديد من الأطقم الطبية لديهم مهارات مختلفة.